على خلفية إضافة عدد من زعماء التنظيم إلى لائحة الإرهابيين
مؤسس عسكر طيبة: القرار متسرع وسنلجأ لمحكمة العدل الدولية
نيويورك، نيودلهي: أكد مؤسس الجماعة الباكستانية المتشددة، التي يعتقد أنها نفذت اعتداءات مومباي أواخر الشهر الماضي، الخميس أنه ستظهر براءة جماعته من الشبهات المحيطة بها. وقال حفيظ سعيد، مؤسس تنظيم quot; عسكر طيبة quot; وزعيم حركة quot; جماعة الدعوة quot; الخيرية المنبثقة من quot; عسكر طيبة quot;، في مؤتمر صحافي متلفز في لاهور، إن قرار الأمم المتحدة الأخير بإضافة عدد من زعماء التنظيم إلى لائحة الإرهابيين جاء متسرعاً. وأضاف أن أي دليل يربط quot;جماعة الدعوةquot; بهجمات مومباي يجب أن تقدمه السلطات الهندية. وقال: quot; إنها عادة الهند أن يتم اتهام باكستان.. في السابق كانوا يتهمون جهاز الأمن الداخلي الباكستاني، والآن يتهمون جماعة الدعوة quot;. وأضاف أن اتهام جماعته بذلك إنما يشكل نوعاً من الدعاية الموجهة، كما تشكل هجوماً على باكستان والإسلام، مشيراً إلى أن جماعة الدعوة عبارة عن جمعية خيرية لديها مشاريع كثيرة في البلاد، بما في ذلك بناء مدارس وعيادات صحية. وقال إن الجمعية سترفع قضية لدى محكمة العدل الدولية لتبرئة اسمها من الإرهاب. قادة quot;عسكر طيبةquot; على اللائحة الدولية للمشتبهين بالإرهاب.
واغلقت باكستان جميع مكاتب quot; جماعة الدعوة quot;، وقال المتحدث باسم الوزارة شهيد الله بيغ ان quot; الاوامر صدرت باغلاق مكاتب جماعة الدعوة في اربع محافظات في البلاد وفي ازاد كشمير quot;، الشطر الباكستاني من كشمير. وردا على سؤال عما اذا كان هذا الامر يعني حظر المنظمة رسميا، قال quot;لا يمكنني قول هذا في الوضع الراهنquot;.
وأضافت لجنة خاصة تابعة لمجلس الأمن الدولي أربعة من زعماء تنظيم quot;عسكر طيبةquot; إلى قائمة المشتبهين بالإرهاب من الأفراد والجماعات، الذين يواجهون عقوبات بوصفهم العقول المدبرة لهجمات مومباي الدامية، وذلك بضغوط من الولايات المتحدة الأميركية والهند. فقد أضافت لجنة معاقبة القاعدة وطالبان التابعة لمجلس الأمن كلاً من زعيم التنظيم، محمد سعيد، وقائد العمليات، ذكير رحمان الاخوي، ومسؤول التمويل، الحاج محمد أشرف، والزعيم والمسؤول المالي السابق للتنظيم في السعودية، محمود محمد أحمد بهازيق.
وبموجب القرار، سيتم منع هؤلاء من السفر وتجميد أموالهم وأصولهم المالية إلى جانب حظر مبيعات الأسلحة لهم ولجماعاتهم، كما يتضمن القرار كافة أصول وموجودات quot;عسكر طيبةquot; وما يتفرع منها، بما في ذلك أنشطة quot;جماعة الدعوةquot;، وهي جمعية خيرية انبثقت من التنظيم عقب حظر نشاطه في باكستان، إثر مهاجمة التنظيم للبرلمان الهندي عام 2002. وكان الاخوي أحد اثنين من زعماء التنظيم اعتقلتهم السلطات الباكستانية في وقت سابق من الأسبوع الحالي، وفقاً لما كشفه رئيس الوزراء الباكستاني، يوسف رضا جيلاني الأربعاء.
أما الزعيم الثاني الذي ألقي القبض عليه فهو ضرار شاه، الذي يوصف بأنه قائد العمليات. ويأتي اعتراف الحكومة الباكستانية بهذه الاعتقالات بعد أيام قليلة على الغارة التي شنتها القوات الباكستانية على مقر تابع لتنظيم عسكر طيبة، المحظور، بالقرب من مدينة مظفر أباد، عاصمة الجزء الباكستاني من إقليم كشمير. وكانت مصادر عسكرية باكستانية قد ذكرت الأحد أن القوات الباكستانية دهمت معسكراً تابعاً لتنظيم عسكر طيبة.اعلن مسؤولان كبيران في الحكومة الباكستانية والشرطة الخميس ان حافظ سعيد مؤسس حركة عسكر طيبة الاسلامية المسلحة التي تتهمها الهند بتنفيذ اعتداءات بومباي سيوضع تحت الاقامة الجبرية في باكستان.
وبعدما حظرت اسلام اباد في 2002 حركة عسكر طيبة عمد حافظ سعيد الى تأسيس جماعة الدعوة وهي منظمة خيرية اعلنت الحكومة الباكستانية الخميس اغلاق مكاتبها في سائر انحاء البلاد. وقال مسؤول كبير في الحكومة طالبا عدم الكشف عن اسمه ان quot;الاوامر صدرت بوضع حافظ سعيد وكذلك ثمانية مسؤولين آخرين (في جماعة الدعوة) قيد الاقامة الجبريةquot;.
هذا واتهمت المعارضة الهندية باكستان بانها quot;مركز الارهابquot; في جنوب آسيا، وقال ال كي ادفاني زعيم حزب باهاراتا جاناتا الهندوسي المعارض quot;اذا كان جنوب آسيا يشكل عين اعصار الارهاب، فان مركز الارهاب هو باكستانquot;. وبهذا كرر ادفاني تصريحات وزير الداخلية بالانيابان شيدامبارام الذي اعلن تعزيز التشريعات الخاصة بمكافحة الارهاب. وقال ان quot;جنوب آسيا هي عين اعصار الارهابquot;، مكررا ان quot;الشكوك تتوجه من دون اي شك الى الارض المجاورة لنا باكستانquot;.
من جهته، استبعد وزير الخارجية الهندي براناب مخرجي تنفيذ عمل عسكري ضد اسلام اباد، ولكنه وصف باكستان بانها quot;مركزquot; الاعتداءات التي تعرضت لها بومباي نهاية تشرين الثاني/نوفمبر.وردا على نائب في البرلمان الهندي قال ان على نيودلهي شن هجوم على باكستان ردا على مجزرة بومباي التي اوقعت 163 قتيلا وقتل خلالها تسعة مهاجمين قال وزير الخارجية ان quot;هذا ليس حلاquot;. واضاف ان quot;منفذي اعتداءات بومباي كانوا في باكستانquot; مؤكدا وجود quot;دليل لا يقبل الشك يفيد بان مركز هذه الاعتداءات، ليس هذه الاعتداءات فحسب وانما ايضا سواها الكثير، موجود لدى جارتناquot;.
وقال شيدامبارام ان quot;عدة منظمات ارهابية تعمل انطلاقا من اراض وراء الحدود الهندية تم التعرف إليها على انها مصدر الاعتداءات التي ارتكبت ضد الهند منذ سنواتquot;. وكان رئيس الوزراء الهندي يوسف رضا جيلاني اكد الاربعاء اعتقال اثنين من حركة عسكر طيبة (جيش الطاهرين) هما زكي الرحمن لاخفي وضرار شاه اللذان قالت نيودلهي انهما مدبرا المجزرة التي شهدتها بومباي. ومنذ السبت وتحت ضغط شديد من الهند والولايات المتحدة، اعتقلت اسلام اباد 16 شخصا قريبا من عسكر طيبة او مرتبطا بالحركة.
ويبدو ان الناجي الوحيد من منفذي هجمات بومباي الذي اعتقل في بداية الاعتداءات كشف للهنود اسم زكي الرحمن لاخفي. وقال رئيس التحقيق في بومباي راكيش ماريا ان هذا الرجل الذي تؤكد نيودلهي انه باكستاني quot;وضع في الحبس الاحتياطي حتى 24 كانون الاول/ديسمبرquot;. وقد يلاحق بتهمة quot;ارتكاب اعمال حرب ضد الدولة وجرائم قتل ومحاولات قتل ومخالفات اخرى للقانون المتعلق بالاسلحة والمتفجراتquot;.
وقالت تقارير إعلامية محلية إن الهجوم أدى إلى اعتقال مجموعة من الأشخاص، بينهم من يُعتقد أنه أحد quot;العقول المدبرةquot; لهجمات مومباي. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، غوردون دغيود، إن الولايات المتحدة ناشدت اللجنة الدولية وضع هؤلاء على رأس قائمتها. وأضاف قائلاً: quot;إن هذه الإجراءات ستحد من قدرة الإرهابيين المعروفين على السفر والتنقل والحصول على الأسلحة، كما ستمنعهم من تخطيط وتنفيذ عمليات جمع أموال بهدف شن هجمات إرهابية جديدة.quot;
وأوضح المسؤول الأميركي أن التحقيقات مازالت جارية حول تورط تنظيم quot;عسكر طيبةquot; بهجمات مومباي، التي راح ضحيتها أكثر من 164 شخصاً، وكذلك التحقيقات المتعلقة بإمكانية تورط الأسماء الأربعة بهذه الهجمات. وكان تنظيم quot;عسكر طيبةquot; قد نفى في وقت سابق علاقته بهجمات مومباي، التي أسفرت أيضاً عن إصابة ما يزيد على 300 شخص. يشار إلى أن الهند كانت قد أعلنت أسماء منفذي هجمات مومباي، وكلهم من باكستان. وعسكر طيبة حركة محظورة في باكستان منذ 2002. وقد اضافت الامم المتحدة الاربعاء على لائحتها للاشخاص المتهمين بدعم الارهاب اربعة من عناصر عسكر طيبة بينهم زكي الرحمن لاخفي.وعبرت الولايات المتحدة الحليفة القديمة لباكستان والتي اصبحت اقرب الى الهند منذ 2005، عن ارتياحها لهذه الاجراءات لكنها طلبت المزيد.
أحد مدبري اعتداءات بومباي شارك في حرب البوسنة
من جهة أخرى ذكرت صحيفة بوسنية ان احد المدبرين المفترضين لاعتداءات بومباي اقام في البوسنة خلال وبعد الحرب (1992-1995) حيث درب مقاتلين وقوات الشرطة. ونقلت صحيفة غلاس صربسكي عن quot;الخبيرquot; المحلي في مكافحة الارهاب جواد غاليجاسيفيتش قوله ان زكي الرحمن لاخفي، الذي اعتقلته اسلام اباد هذا الاسبوع، درب quot;المجاهدينquot;، اي المقاتلين الاجانب الذين قاتلوا الى جانب قوات مسلمي البوسنة خلال الحرب الاهلية الطائفية التي دارت بين 1992 و1995.
واضاف الخبير ان لاخفي عاش في البوسنة في 1994 وكذلك بعد انتهاء الحرب في 1996 و1997. وتابع ان quot;زكي الرحمن انشأ في البوسنة في 1994 منظمة اشتهرت بتنفيذها عملية خطف طائرة هندية على متنها 160 شخصاquot;. وجرت عملية الخطف هذه في كانون الاول/ديسمبر 1999 واستهدفت يومها طائرة ايرباص ايه300 تابعة للخطوط الجوية الهندية. واحتجز يومها خمسة خاطفين الركاب وطاقم الطائرة رهائن لمدة ثمانية ايام قبل ان يطلقوا سراحهم. واضاف الخبير ان المنظمة المذكورة لا تزال موجودة في زينيكا في البوسنة الوسطى ولكنها غيرت اسمها الى quot;حركة المجاهدينquot;. وتابع غاليجاسيفيتش ان quot;لاخفي شارك خلال السنوات التي تلت الحرب في تدريب قوات الشرطةquot; البوسنية المسلمة في البوسنة الوسطى.
التعليقات