طرابلس: تعكف لجنة حكومية ليبية على دراسة مشروع ميثاق وطني أو quot;دستورquot; في سابقة في هذا البلد منذ إلغاء الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي بعد توليه السلطة في 1969، حسبما ذكر رئيس هذه اللجنة الجمعة. وقال عبد الرحمن ابوتوتة quot;احيل الينا مشروع الميثاق الوطني (الدستور) من قبل لجنة شكلت من خبراء قاموا يصياغة عدة مقترحات لميثاق وطني للبلاد وستقوم اللجنة الحالية الان بمراجعتة وتنقيحة من الناحية القانونيةquot;.

واوضح ان العمل على هذا المشروع انطلق منذ ثلاث سنوات تحت رعاية سيف الاسلام القذافي نجل الزعيم الليبي. وتابع ابوتوتة ان quot;اللجنة تضم مجموعة من الخبراء المختصين قانونيا وستعقد اول اجتماع لها في مطلع الاسبوع القادم لوضع برنامج عملهاquot;. واكد ان quot;عمل اللجنة لم ينطلق من فراغ بل لديها مرجعيات اساسية تتمثل في وثيقة سلطة الشعب والوثيقة الخضراء لحقوق الانسان والكتاب الاخضرquot; للزعيم الليبي معمر القذافي والذي تستند علية ليبيا في نظام الحكم بها.

ورأى ان quot;الميثاق الوطني لن يلغي هذة الوثائق لكن دوره هو تجميع وصياغة هذه الوثائق الاساسية والجوهرية والتي لا يمكن الخروج عليهاquot;، موضحا انه quot;خلال مراجعة حزمة من القوانين تجاوزت العشرين قانونا طرح سؤال ملح حول الحاجةالى الميثاق الوطني الدستور الذي يشكل حجر الاساس لبناء قانون الدولة الليبيةquot;.

من جهته اكد يوسف صوان المدير التنفيدي لمؤسسة القذافي للتنمية ان quot;فكرة الدستور جاءت بمبادرة من مؤسسة القذافي ورئيسها سيف الاسلامquot;، التي شددت على quot;اهمية وضع ميثاق وطني يضبط ايقاع الحركة السياسية والتشريعيةquot;. واوضح صوان ان quot;المؤسسة كلفت فريق من الخبراء اقتراح بدائل مختلفة بما يستوعب التجربة الليبية وايجابياتها كما راعت دروس التجارب العالمية بما يضمن مؤسسات سياسية ليبية فاعلة وقابلة للمحاسبة ويضمن مواطنة نشطة وفعالة في شكل عقد اجتماعي جديد (ميثاق وطني)quot;.

ولم يكشف عن تفاصيل مشروع الميثاق الوطني. ورأى بن يمين بربر الاستاذ الاميركي واحد الخبراء الذين استعانت بهم المؤسسة ان quot;مشروع الدستور امر مهم لليبيا ويجب ان يبني المشروع على ما هو موجود حاليا والا يهدم الحاضر ليكون جسر تواصل بين الحاضر والمستقبلquot;.

وكان سيف الاسلام القذافي اكد ضرورة وجود دستور ليبي في آب/اغسطس 2006 في خطاب امام الملتقى الاول للشباب في مدينة سرت مسقط رأس الزعيم الليبي معمر القذافي. وتبنت ليبيا في تشرين الاول/اكتوبر 1951 في عهد المملكة السنوسية اول وثيقة دستورية في تاريخها التشريعي اعدتها لجنة ضمت ممثلين من طرابلس وفزان وبرقة باشراف الامم المتحدة. ويقر هذا الدستور الطابع الملكي للحكم في ليبيا.

والغى العقيد القذافي عند وصوله الى السلطة في ايلول/سبتمبر 1969 دستور 1951 واعلن ان النظام الليبي نظام جمهوري. لكنه اعلن في الثاني من آذار/مارس 1977 وثيقة تنص على quot;قيام سلطة الشعبquot; وتحول ليبيا الى نظام جماهيري.