دمشق: قال دبلوماسيون إن سوريا والاتحاد الأوروبي اقتربا من إبرام اتفاق اقتصادي يوم الأحد ولكن اختلافات سياسية بين قوى الاتحاد الأوروبي حول كيفية تناول العلاقات مع حكومة دمشق ربما تؤخر الاتفاق.
ووضع مسؤولون من الجانبين اللمسات الاخيرة على نص المسودة لاتفاق الانتساب الذي يركز على الاقتصاد والتجارة والامن كما وقعوا عليه بالاحرف الاولى في حفل اقيم في وقت متأخر يوم الاحد.
وقال عبدالله الدرداري نائب رئيس الوزراء السوري للشؤون الاقتصادية للصحفيين ان هذه اتفاقية اقتصادية بصفة رئيسية تضع الاصلاحات في سوريا على مسار واضح. واوضح انه لا يتجاهل انها ستؤسس كذلك حوارا سياسيا مع الاتحاد الاوروبي. واضاف ان الاتحاد الاوروبي سوق بها 430 مليون نسمة وانه لا بد من تسعير السلع السورية بشكل طيب ولكنها ستكون ايضا من نوعية افضل لكي تتمكن من اختراق هذا السوق.
وتلغي الاتفاقية التعريفات تدريجيا بين الجانبين على مدى 12 شهرا مقبلة. وتضم الاتفاقية ايضا فصولا حول اسلحة الدمار الشامل وحقوق الانسان وهي قضية اثيرت مرارا من قبل المسؤولين السوريين بعد ان كثفت السلطات السورية اعتقالاتها لخصوم الرئيس بشار الاسد السياسيين.
وقال بيان للحكومة السورية انه يتوقع توقيع الاتفاق خلال الاشهر الستة الاولى من عام 2009 اثناء الرئاسة التشيكية لمجلس الاتحاد الاوروبي.
وتتولى فرنسا حاليا رئاسة الاتحاد وقادت التحركات الاوروبية الى الوفاق مع دمشق على الرغم من التزام الولايات المتحدة بخط متشدد.
وقال دبلوماسيون في العاصمة السورية ان الاتحاد الاوروبي ما زال يفتقر الى اتفاق في الاراء حول ما اذا كانت دمشق حققت تقدما في قضايا مثار قلق للعديد من الاعضاء. ويتعين على اعضاء الاتحاد الاوروبي السبعة والعشرين ان يوافقوا بالاجماع على اتفاقية الانتساب لكي يبدأ سريانها. واشاروا الى خلاف بين سوريا والوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن موقع نووي مزعوم قصفته اسرائيل في العام الماضي في شرق سوريا باعتباره عقبة محتملة.
وتشمل قضايا اخرى اتهامات لسوريا بالسماح لمقاتلين اسلاميين بالتسلل الى العراق.
وقال دبلوماسي quot;يتعين من الناحية النظرية ان يضع التشيكيون الاتفاقية على جدول الاعمال في وقت قريب ولكن مع سوريا لا شيء مؤكد.quot;
وقال دبلوماسي اخر quot;بريطاينا بصفة خاصة تريد من سوريا ان تتعاون اكثر بشان معلومات المخابرات حول المتشددين ومن المرجح ان تشير الى نشاطها النووي المزعوم. وحتى فرنسا نصحت سوريا بان تبرز كل ما لديها حول الموضوع.quot;
وقال الاتحاد الاوروبي الى جانب الولايات المتحدة في الشهر الماضي انهم يشعرون بالقلق مما وصفه بانها جهود سورية واضحة quot;لتعقيمquot; مواقع يريد مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية فحصها في تحقيق حول انشطة نووية سرية.
ولم تتحسن العلاقات بين سوريا والاتحاد الاوروبي الا مؤخرا بعد ان بدأت دمشق محادثات غير مباشرة مع اسرائيل واتخذت خطوات لتطبيع العلاقات مع لبنان.
وهبطت العلاقات بين سوريا والغرب الى ادني مستوياتها بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في عام 2005 . ويقول سياسيون لبنانيون معادون لسوريا ان عملية الاغتيال دبرتها سوريا على الرغم من النفي الرسمي.
وانتهت المفاوضات بشأن اتفاقية الانتساب في عام 2004 ولكن التوقيع تم تعليقه بعد ان قتل الحريري الذي كان يدعمه الغرب في بيروت. وتم تعديل نص الاتفاق منذ ذلك الحين بصفة رئيسية من اجل ان ياخذ في الاعتبار تغيير التنظيمات السورية.
ووقعت اتفاقات مماثلة من قبل اسرائيل وغالبية الدول العربية في المتوسط مع الاتحاد الاوروبي.
وقال الخبير الاقتصادي السوري عارف دليلة ان الاتفاقية لن تسفر عن فوائد كبيرة لسوريا لانها لا تدفع بشدة من اجل الاصلاح السياسي.
وقال دليلة الذي سجن لسبع سنوات بعد ان انتقد الدولة لمنحها احتكارات لشركات في عام 2001 quot;ربما تزيد صادرات السلع الزراعية السورية الى اوروبا ولكننا نحصل على هوامش اقتصادية. اي تنمية اقتصادية ستظل مشوهة في وجود القمع السياسي.quot;
التعليقات