تحول في الرأي العام الإسرائيلي:
حزب كاديما يتعادل مع الليكود للمرةالأولى منذ شهر
نضال وتد من تل أبيب:
مع إنتهاء الأحزاب الرئيسة الثلاثة؛ الليكود، حزب العمل، وكاديما هذا الأسبوع من انتخاب قائمة مرشحيها للكنيست، حيث تمخضت انتخابات الليكود عن قائمة يمينية متطرفة، وتمخضت انتخابات العمل عن إقصاء العرب والشرقيين، وتمخضت كاديما عن فوز مرشحي ليفني، على حساب من أيدهم موفاز، ومفاجأة انتخاب أربع نساء في الأماكن العشرة الأولى، أظهر آخر استطلاع للرأي، نشرت نتائجه الجمعة في معاريف، عن توقف المد الجماهيري الذي كان يحظى به حزب الليكود، مقابل عودة الأصوات والمقاعد لحزب كديما وانتعاش حزب العمل بعض الشيء.
فقد أظهر الاستطلاع وجود تعادل بين كديما ولليكود، للمرة الأولى منذ أكثر من شهر، حيث فاز الحزبان، حسب الإستطلاع، بـ 30 مقعدًا لكل منهما، فيما استعاد حزب العمل بعض قوته ليصل إلى 12 مقعدًا، بعد أن كانت الاستطلاعات السابقة، وعلى مدار شهري تشرين ثاني ومطلع كانون أول تنبأت بانهيار الحزب وتراجعه لغاية 7-8 مقاعد لا غير.
ويرى المراقبون أن قائمة الليكود اليمينية قد جعلت الليكود يخسر 3 مقاعد على الأقل ويتراجع من 33-34 مقعدًا حظي بها بعد إعلان نتائج انتخاباته الداخلية، إلى 30 مقعدًا، في حين عززت كديما بعد إعلان نتائج انتخاباتها الداخلية من قوتها وارتفعت من 28 مقعدًا إلى 30 مقعدًا. كما أن الحرب التي دارت رحاها بين زعيم الليكود، نتنياهو واليميني المتطرف موشيه فيغلين، ومحاولات نتنياهو استنفاذ كل النظم الداخلية للحزب وإرجاع فيغلين من المقعد الـ 20 إلى المقعد الـ 36 قد أثرت في الصورة الإيجابية للحزب في صفوف أنصار اليمين، مثلما نفر انتخاب فيغلين كثيرًا من مصوتي الليكود التقليديين.
ولعل هذا ما يفسر ارتفاع قوة حزب يسرائيل بيتينو، الذي يتزعمه اليمين المتطرف ليبرمان، من 11 مقعدًا إلى 12، أي انتقال مقعد واحد على الأقل من الليكود لصالح حزب ليبرمان.
الأحزاب العربية تكثف من اتصالاتها من أجل الوحدة
في المقابل وفي الوسط العربي في إسرائيل، شهدت الساحة الحزبية العربية تطورات دراماتيكية متسارعة أبرزها إعلان الحركة الإسلامية (جزء من القائمة العربية الموحدة) عن اختيار مرشح من النقب ليكون في مكان مضمون، وهو ما فُسر بالقضاء على فرص عودة طلب الصانع للكنيست، وحدوث انشقاق داخل الحركة الإسلامية على هذه الخلفية.
في المقابل أقرت اللجنة المركزية للتجمع الوطني الديمقراطي (كان يقوده النائب السابق عزمي بشارة) انتخاب عضو الكنيست واصل طه، رئيسًا للحزب، في إشارة إلى أن بشارة لم تعد له أي علاقة تنظيمية مع الحزب، لا سيما بعد اضطراره للانتقال للعيش في الأردن. ويعقد التجمع الوطني اليوم، وكذلك الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة (الحزب الشيوعي) مؤتمريهما لانتخاب مرشحي الحزبين للكنيست.
وكشفت صحيفة، quot;عرب الداخلquot;، الصادرة في الناصرة، أن قرار تعيين طه رئيسًا للحزب جاء ليتيح مجالاً أمام انتخاب مرشح مسيحي في الأماكن الثلاثة الأولى، مع تحصين الحزب موقعًا ضمن المقاعد الأولى لسيدة. أما في الجبهة التي يقودها اليوم، عضو الكنيست محمد بركة فلا يتوقع أن تتمخض الانتخابات عن أي تغيير في تشكيلة القائمة في الأماكن الأولى.
وعلى صعيد التحالفات، بات واضحًا أن فرص التحالف بين حزب الجبهة الديمقراطية وأي من الأحزاب العربية بات غير واقعي على الإطلاق، فيما تتعزز فرص التوصل على تحالف بين التجمع وبين عضو الكنيست عباس زكور الذي كان انشق عن القائمة الموحدة والحركة الإسلامية. إلى ذلك لم تستبعد جهات حزبية عربية التوصل على تحالف أوسع بين التجمع الوطني وبين القائمة العربية الموحدة والعربية للتغيير. وتسعى الأحزاب العربية وخصوصا التجمع والقائمة الموحدة، للوصول على تحالف من أجل تعزيز قوة التمثيل العربي في الكنيست لا سيما وأن الاستطلاعات الأولية، تشير على تخوف من عدم نجاح التجمع باجتياز نسبة الحسم، كما أن التطورات الداخلية للحركة الإسلامية تهدد بدورها فرص القائمة بالفوز في الانتخابات.