واشنطن-كابول: يعتزم الجيش الأميركي مساعدة حكومة الرئيس الأفغاني حميد كرزاي، عبر تجنيد وتدريب وتسليح عناصر أفغانية محلية، ضمن جهوده لتضييق الخناق على مسلحي حركة quot;طالبانquot; المتشددة المسؤولة عن موجة العنف المتصاعدة في البلاد، وفق ما كشفه مسؤولون في البنتاغون. ووصفت هذه المصادر الاقتراح بأنه مجهود أمني quot;يعتمد على المجتمع.quot;

وقال مسؤول عسكري في وزارة الدفاع الأميركية إن المهمة الرئيسية لهذه الوحدات المحلية هو العمل quot;كنظام إنذار مبكرquot; وتسليحها لمجابهة موقف دفاعي. وأعلنت المصادر أن المشاركين في هذا البرنامج سيحصلون على بدلات نظامية كي يمكن تمييزهم في الميدان.

وكشفوا أن المرحلة الأولى من هذا البرنامج ستبدأ على الأرجح في بداية العام المقبل في إقليم quot;وارداكquot; حيث استولت الحركة المتشددة على العديد من المؤسسات الحكومية المحلية.

ووفق مسؤول عسكري أميركي فإن الجزء الأكثر حساسية في الاقتراح بالنسبة للولايات المتحدة، هو استخدام تمويل مخصص لوزارة الدفاع من أجل شراء أسلحة خفيفة مثل بنادق AK-47 الأوتوماتيكية على الأرجح، لتسليمها للأفغانيين الذين يرغبون في الانخراط في هذه القوة.

ويشعر المسؤولون العسكريون الأميركيون بالقلق من مخاطر تسليح جماعات محلية إذ أن ذلك قد يؤدي إلى صراع مسلّح جديد بين القبائل، ما يضع القوات الأميركية وسط قتال لا يمكن توقعه. وبحسب الاقتراح فإن الحكومة الأفغانية ستقوم بانتقاء العناصر للانخراط في هذا البرنامج الأمني وتقوم بتدريبهم وتسليحهم عبر تمويل قادم من وزارة الدفاع الأميركية.

وستعمل حكومة كابول على ضمان ولاء هذه العناصر وإن كانت واشنطن ستشرف على جهود جمع البيانات الشخصية لجميع العناصر المنخرطة في البرنامج مثل بصمات العيون وبصمات الأصابع، وفق ما كشفه مسؤول عسكري أميركي.

وشددت المصادر العسكرية الأميركية على أنه، وبسبب التنوع القبلي الذي يتميز به المجتمع الأفغاني، فإن البرنامج المعني يختلف عن برنامج quot;مجالس الصحوةquot; الذي طبقه الجيش الأميركي في العراق والذي يضم في صفوفه عشرات الآلاف من المسلحين من العراقيين السنّة الذين يرجع إليهم الفضل في انحسار موجة العنف في البلاد.

القوات الدولية في أفغانستان تقضي ميلاداً هادئاً

الى ذلك قضت قوة المساعدة الأمنية الدولية (ايساف) وقوات التحالف في افغانستان كريسماس هادئا اليوم (الخميس) في أفغانستان ما بعد طالبان المحافظة، حيث لم يتم تسجيل أي حوادث عنف كبرى. أحتفلت القوات المتمركزة في باجرام، على بعد 50 كم شمال العاصمة الافغانية كابول، بمقر الجيش الأميركي في أفغانستان ما بعد طالبان بالعيد وسط اجراءات أمنية مشددة.

وكانت الخسائر التي تلقتها القوات الدولية مقتل جنديين من بينهم بريطاني في أقليم هلماند المضطرب أمس عشية الكريسماس، يوم أمس بينما فقد الآخر حياته في شرق افغانستان. ووفقا لما ذكرته مصادر بريطانية، فإن الجندي الذي شارك في عملية قتالية بالقرب من عاصمة اقليم هلماند العسكر جاه خلال معركة بالرصاص مع المتمردين.

يعد اقليم هلماند موطن زراعة الأفيون جنوب افغانستان، حيث يتمركز أكثر من ثلاثة آلاف جندي بريطاني، معقلا لمتمردي طالبان منذ سقوط نظامهم على يد قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة في نهاية 2001. ولا يتم الاحتفال بالكريسماس في افغانستان المحافظة، بيد ان الشباب الافغان احتفلوا بارسال برقيات التهنئة بالبريد الالكتروني لاصدقائهم، وزملائهم، وشركائهم الأجانب، وتمنوا لهم كريسماس سعيدا.

وبالرغم من ذلك، احتفل الدبلوماسيون الغربيون في كابول والوكالات الدولية الغربية علاوة على أكثر من 70 ألفا من القوات الدولية بالعيد بشكل خاص في معسكراتهم وقواعدهم الحربية.وقد أظهر مقاتلو طالبان، الذين أعلنوا الجهاد أو الحرب المقدسة ضد القوات الدولية، أنشطة قليلة في العيد على عكس المتوقع.أودى تصاعد التمرد المرتبط بطالبان، ومعظمه على شكل هجمات انتحارية أو تفجيرات على جانب الطريق ، وكذا المناوشات المستمرة بحياة أكثر من خمسة آلاف شخص في افغانستان هذا العام حتى الآن.