quot;إيلافquot; من الرياض: يتوجه العاهل السعودي الملك عبدا لله بن عبدا لعزيز غدا الاثنين إلى سلطنة عمان على رأس وفد المملكة إلى القمة الخليجية التاسعة والعشرين. ويستكمل وزراء خارجية دول مجلس التعاون اليوم في مسقط إنهاء الملفات السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية التي ستبحثها القمة. ومن المقرر أن ينهي الوزراء إعداد جدول الأعمال ومسودة البيان الختامي وإعلان مسقط .. ويأتي هذا الاجتماع استكمالا لاجتماع سابق قبل أسبوعين ضم إلى جانب وزراء الخارجية وزراء المال والاقتصاد.

واتفق عدد من المسؤولين والمراقبين الخليجيين أن القمة تعقد في ظروف بالغة الدقة ووسط متغيرات وتحديات إقليمية ودولية تمس دول الخليج بشكل مباشر في مقدمتها الأزمة المالية العالمية وظاهرة القرصنة في المياه الدولية وملف إيران النووي. وكانت شائعات سرت في وقت سابق عن عزم سلطنة عمان دعوة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد لحضور القمة على غرار ما حدث في القمة السابقة التي عقدت في الدوحة إلاّ أن مسؤولين عمانيين نفوا هذه الشائعات وأكدوا أن الدعوة لم توجه للرئيس نجاد. ويحظى الملف الاقتصادي بأهمية خاصة في ضوء الأزمة الاقتصادية العالمية ومخاوف دول المجلس من انعكاسات هذه الأزمة على اقتصادياتها خاصة في ظل الانخفاض المتواصل لأسعار النفط . واستبعدت صحيفة عكاظ أن تتم مناقشة موضوع انضمام العراق إلى مجلس التعاون الخليجي نقلا عن مصدر خاص، وقالت إن الموضوع غير مطروح بأي شكل من الأشكال.

من جهته، أكد السفير السعودي لدى سلطنة عمان عبدا لعزيز التركي أهمية الدورة التاسعة والعشرين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون الخليجي التي تعقد في مسقط غدا وبعد غد بوصفها تنعقد في وقت تشهد فيه الساحتان الإقليمية والدولية متغيرات سياسية واقتصادية ستشكل تداعياتها تحديا لدول المجلس، وحافزا لها لمضاعفة الجهود ولتسريع الأداء وإزالة العقبات التي تعترض مسيرة العمل المشترك.

وقال السفير التركي، في تصريح لوكالة الأنباء السعودية، إن العاصمة العمانية ستكون محط أنظار مواطني دول المجلس لما يعلقونه من آمال وطموحات على اجتماع قادتهم لدفع مسيرة المجلس لتحقيق الأهداف المنشودة في جميع المجالات متطلعين إلى تحقيق المزيد من الإنجازات خاصة في المجالات التي تمس حياة المواطنين في دول المجلس، مستلهمين في ذلك مضمون الكلمة التي ألقاها الملك عبدا لله بن عبدا لعزيز في قمة مسقط عام 2001، حينما قال quot;إننا لسنا بحاجة إلى قمم تصدر عنها قرارات انفعالية ارتجالية تموت قبل أن يجف الحبر الذي كتبت به، فحاجتنا الحقيقية هي إلى قمم للتأمل والتحليل تصدر عنها قرارات منطقية وواقعية تنفذ وفق جداول زمنية معقولةquot;.

ورأى السفير السعودي أن تلك الكلمة كان لها بالغ التأثير في شحذ الهمم للرقي بمسيرة المجلس والتعجيل بتنفيذ القرارات والتوصيات التي صدرت عن القمم اللاحقة، مما أسهم في تحقيق جملة من الإنجازات الملموسة خاصة على الصعيد الاقتصادي.

ودعا شعوب دول المجلس إلى التفاؤل إلى أن الغد سيكون أجمل من الأمس، فبإخلاص النيات وتوافر الإرادة السياسية والسير في طريق التكامل ستتمكن دول المجلس من تبوء المكانة التي تليق بها، وستنعم بمزيد من الاستقرار رغم ما يمر به العالم من أزمات اقتصادية ومالية، والتي ستكون دافعا لتوحيد جهود دول المنطقة وشعوبها ومتابعة مسارها إلى الأفضل.