بيروت: علمت صحيفة الحياة أن رؤساء الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان والمجلس النيابي نبيه بري والحكومة فؤاد السنيورة تواصلوا مع قيادة laquo;حزب اللهraquo;، التي أكدت لهم ان لا مصلحة في فلتان الوضع في الجنوب، إضافة الى ان بري والسنيورة بقيا على اتصال مع القيادات الفلسطينية المنتمية الى منظمة التحرير وقوى التحالف الفلسطيني واجتمعا معهم ليس من أجل التضامن المعنوي الى جانب الفلسطينيين فحسب، وإنما أيضاً لتأكيد استعدادهما لتقديم كل أشكال الدعم والمساندة. وأكد الجانب الفلسطيني حرصه على الاستقرار في لبنان. وعقد بري والسنيورة ليلاً اجتماعاً في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة للتشاور.

النهار: صواريخ الجنوب كانت لتكون ذريعة

بدورها ذكرت صحيفة quot;النهارquot; ان عددا من سفراء الدول الكبرى المعتمدين لدى لبنان ألغوا إجازات لتمضية عيد رأس السنة في دولهم او في اماكن اخرى بهدف متابعة مدى انعكاس الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة، وخصوصاً بعدما تبين ان ثمة ارتباطا بينها وبين الصواريخ الثمانية. ويتركّز التحقيق الجاري على احتمال ضلوع تنظيم فلسطيني متطرف في زرعها.

وبحسب quot;النهارquot;، فقد نُقل عن هؤلاء انهم طرحوا اسئلة عديدة عن الجهة المتورطة في تلك العملية التي لو نفذت كما هو مرسوم لها اي أن تنطلق بعد ست ساعات، لكانت اسرائيل أوجدت ذريعة لتوجيه عدوان على لبنان طالما حاولت توفير ضمان اميركي لتغطيتها خلال الصيف. غير ان الرئيس جورج بوش رفض إعطاء اي ضوء اخضر للاعتداء على لبنان او على إيران. وابلغ هؤلاء تحذيرات من حكومات بلادهم الى خطورة ما يمكن ان تقوم به اسرائيل من عدوان واسع على البنية التحتية للدولة وليس فقط على اماكن يمكن ان توجد فيها عناصر لـquot;حزب اللهquot;.

ولفتت مصادر وزارية لـquot;النهارquot; الى ان الاستنفار في اقصى درجاته العالية للقوات المسلحة اللبنانية وقوة quot;اليونيفيلquot; ورصد الحدود الدولية اللبنانية - الاسرائيلية والبساتين والمنازل المهجورة لمنع اعطاء اي ذريعة لاسرائيل من أجل الاعتداء من جديد على لبنان. وأشارت إلى ان المسؤولين كانوا يتوقعون أن تشن اسرائيل غارات جوية على غزة. غير انهم فوجئوا بكثافة الهجمات التي شنتها المقاتلات الاسرائيلية، ظهر السبت الماضي، أي يوم الإجازة اليهودية من كل اسبوع، خلافا للتقاليد المتبعة، مما ادى الى ارتكاب مجزرة تعدّ من أبشع ما نفذّته في حروبها خلال ساعات معدودة، وذلك بوقوع مئات الضحايا من قتلى وجرحى وتدمير واسع. الحرب مفتوحة على مصراعيها وغير محدودة بمهلة زمنية ويهدّد وزير الدفاع إيهود باراك بشن حرب برية والاستعدادات اللوجيستية قائمة.

وشبّهت طريقة شن الهجمات الصاروخية الاسرائيلية الكثيفة على اهل غزة وعسكريي quot;حماسquot;، بتلك التي قامت بها خلال الحرب على لبنان في تموز 2006. غير ان الحرب الدائرة تزيد في الشرخ بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وحركة quot;حماسquot;، إذ ان موقف الاول ينسجم مع موقف مصر، خلافاً للحركة التي تخوض بمفردها هذه الحرب المركزة وبقوى غير متكافئة، وهي مستمرة في ذلك على رغم انتقاد الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون الافراط في استعمال القوة.

ورأت ان البيان الذي صدر عن مجلس الامن وتضمن دعوة الفريقين المتقاتلين الى وقف النار من دون تسمية اسرائيل بأنها هي التي شنت هجوماً على غزة، يشجّعها على المضي في عدوانها. وذكرت ان العامل الآخر الذي يضر بالمعركة التي تخوضها quot;حماسquot; هو تأجيل الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب الذي كان يجب ان يلتئم امس نظراً الى أن الوزراء بغالبيتهم، مرتبطون اما باجتماعات في اطار مجلس التعاون الخليجي، وإما باجتماع آخر لوزراء المغرب العربي.

وتحديد القمة العربية في الدوحة الجمعة المقبل يفسح في المجال امام الدولة المعتدية للاستمرار في اعمالها البربرية بشكل غير محدد زمنياً الى حين انعقاد القمة والى ما بعدها. وأوضحت ان لبنان سيشارك في الاجتماع الوزاري وفي اعمال القمة، والتوقعات منهما لا تؤكد أنها ستكون مثمرة وتوقف العدوان على غزة في وقت تؤيد فيه اميركا الحرب على quot;حماسquot; تحت عنوان مكافحة الارهاب، في ظل انتقال السلطة الرئاسية من بوش الى الرئيس المنتخب باراك اوباما في 20 كانون الثاني المقبل.