طلال سلامة من روما: يتوقف الكاردينال quot;أنجيلو بانياسكوquot;، رئيس أساقفة مدينة quot;جنوىquot; شمال غرب ايطاليا ورئيس اتحاد المجلس الأسقفي الإيطالي، لإبداء رأيه حول الوضع على صعيد ايطاليا ودولة الفاتيكان. قبل كل شيء، يدعو الكاردينال بانياسكو الطبقة السياسية الى تقويض نبرات الجدال الحادة، بين زعمائها، لتخطي الأزمة المالية العاصفة. فتركيز الحوار على أهداف محددة دون الابتعاد عن أبعاد المراجع الأخلاقية، في الحياة الشخصية وتلك السياسية، هي الورقة الفائزة للدولة الإيطالية. بغياب منصة القيم والأخلاقية سيكون درب البلاد مسدوداً. واليكم نص الحوار الذي أجراه معه طلال سلامة من روما:
يبدو أن الأزمة التي تعاني ايطاليا منها سياسية أكثر مما تكون مالية. ما هو تعليقكم؟
أنا أعتقد العكس. فالأزمة المالية تضع السياسيين على محك خطر. فاما اتخاذ القرارات المفيدة لهم ولدولة روما أو الهلاك من جراء موجة جدلية قاتلة تتردد أصداؤها في دولة الفاتيكان. وبدلاً من مواجهة مشاكل الناس والبلاد تخوض الطبقة السياسية صراعاً أعمى ذو طابع انتقامي. ولا ينتج عن كل ذلك إلا التقاعس في المسؤوليات التي يحتاج شعب روما الى التماسها من السياسيين الغارقين في مشاكلهم العائلية والقضائية وغيرها.
ما هو رأيكم إزاء الأحوال المعيشية للأسر المقيمة بإيطاليا؟
أنا أعتقد أن جميع الأسر، وبكافة انتماءاتها الطبقية الاجتماعية، عليها تبني نمط حياة معتدل. بالطبع لا يمكنني دعوة الطبقات الفقيرة الى مزيد من التضحيات في أسلوبها المعيشي وإلا فإنني ظالم بحقهم. أنا أدعو الطبقات الاجتماعية، المرتاحة أم الغنية، الى احتساب هذه الأزمة على أجندتها الانفاقية كي تعزز إحساسها بالواجبات والمسؤولية تجاه المحتاجين. ان الثقة والأمل بالمستقبل ينبغي تأسيسهما سوية وإلا فنحن لن نستطيع الفوز على أزمة ذات طابع عالمي. نحن لا نستطيع التنبؤ بأوقات الخروج من هذه الأزمة. بيد أن الفاتيكان يعلم جيداً طرق الخروج منها. إذ علينا جميعاً التعاون والعمل، كل منا وفق نشاطه وشعوره بالمسؤولية، ومن دون أنانية.
تتفشى ظاهرة الفقر بشراسة بإيطاليا. ما هو تحليلكم لهذه الظاهرة الجديدة؟
ان الفقر بات حقيقة نراها في الشوارع، كل يوم. في تقريرها الأخير، ذكرت quot;كاريتاسquot; زيادة في عدد الفقراء. مع ذلك، فإنني أعتقد أن ايطاليا، بفضل مزاياها الخاصة ووعي مواطنيها، تستطيع التعايش مع هذه الظاهرة بصورة أخف وطأة مقارنة بما يجري في الدول الأخرى. فالشعور بضرورة الادخار والابتعاد عن المغامرات طالما تميز به سكان ايطاليا. أنا لا أقول ان الوضع المعيشي هنا هادئ. فالأسر التي تعتمد على معاش واحد(معاش الوالد أم الوالدة) والشباب الذين يبحثون عن وظيفة والأشخاص المصابين بالوحدة أم المرض هم الضحايا الرئيسيين لهذه الأزمة التي تستهدف حتى الفئات الاجتماعية الوسطى التي لا تنجح، بعد أن تمكنت دوماً في الماضي من شراء الأطعمة والألبسة ودفع الفواتير، في الوصول الى نهاية الشهر. كما يرتفع عدد الفقراء، من جهة، ويرتفع عدد الأغنياء من جهة أخرى اعتماداً على معادلات متناقضة منطقياً إنما مبررة تجارياً.
ما هو موقفكم حول حبة الإجهاض (RU486) التي قررت ايطاليا تسويقها؟
جإنها حبة مؤذية أخلاقياً كونها تقوم بتحويل الإجهاض الى عملية شخصية سخيفة. ان الفاتيكان لا يوافق على طرق طبية متقدمة ترمي الى خوض عملية الإجهاض بأسرع ما يمكن. نحن نريد العمل لاقناع النساء بعدم الإجهاض وذلك عن طريق تقديم المساعدات لهن وللأزواج والأسر.
ما هو موقفكم حول قانون الموت الرحيم؟
علينا معالجة هذا القانون عن كثب بعد أن صدرت من الأجهزة القضائية مؤخراً عدة أحكام بهذا الشأن. على مثل هذا القانون أن يلقى موافقة شعبية واسعة النطاق. كما ينبغي حماية مسؤولية الطبيب الذي لا يمكنه التحول الى quot;كاتب عدلquot; لتمرير قرارات لا تخصه مباشرة. علاوة على ذلك، على المريض الذي يريد الخضوع لآلية الموت الرحيم تبرير إرادته بواسطة وثائق مكتوبة يدوياً لا يمكن لأحد آخر ترجمتها ودبلجتها وفق أسلوبه الخاص.
ماذا حصل حول تمويل المدارس الكاثوليكية بإيطاليا؟
جواب: لقد اختفى هذا التمويل من قانون موازنة هذا العام، الذي أقره وزير الاقتصاد جوليو تريمونتي، بعد أن كان موجوداً في الموازنات الحكومية السابقة من دون زيادة في قيمته. على ايطاليا رفع الاستثمار في المدارس، وبصورة أفضل. لذلك، فإننا نحتاج الى خطة تربوية وطنية أكثر فعالية ومنافع على الطلاب وأسرهم معاً.