حراك مكثف لمواجهة تهديدات القاعدة
الجزائر تلاحق 79 انتحاريا وتتدعم بقوات أمنية إضافية

كامل الشيرازي من الجزائر: نشر الأمن الجزائري، الأحد، مئات الصور لمن قال إنّها لانتحاريين يفترض إقدامهم على تنفيذ هجمات محتملة، وحفلت مقار الأمن كما عديد الساحات العامة بصور لما يربو عن 79 انتحاريا مفترضا، في إجراء اعتمدته السلطات بهدف التضييق على تحركات هؤلاء، وتمكين الناس من الإبلاغ عنهم، بعد تنامي المخاوف من لجوء ما يسمى (تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي) إلى شن هجمات انتحارية باستعمال الأحزمة الناسفة.

وفي خطوة جديدة لصد الإعتداءات المسلحة، بدأت الجزائر، إستراتيجية مستحدثة لمكافحة الإرهاب، تضمنت سلسلة من التدابير الأمنية المشددة مثل

ومضاعفة الانتشار الأمني في المدن الكبرى وإطلاق برنامج للرقابة بواسطة الكاميرات، فضلا عن نقاط تفتيش دائمة ومتحركة، علما إنّه جرى الاستعانة بتدعيم نوعي شمل المئات من عناصر quot;النخبةquot;، في وقت وٌضعت ثمانية ردارات جديدة على مستوى المطارات، بما يسمح بتأمين حوالي 50 مطارا، وتجنّب تكرار هجوم استهدف إحدى مطاراتها الجنوبية أوائل نوفمبر/تشرين الثاني.

وعلمت quot;إيلافquot; من مصادرها الخاصة، أنّ هذا الحراك المكثف أتى على خلفية معلومات أسرّ بها تائبون وعددا من المسلحين جرى إيقافهم قبل أسبوع، وكأسلوب لمواجهة خطر الهجمات الانتحارية بعد الحصيلة الثقيلة التي ودّع بها الجزائريون العام 2007 الذي كان الأكثر دموية منذ إقرار ميثاق المصالحة قبل ثلاث سنوات، حيث أحصي ما يزيد عن 170 قتيلا ومئات الجرحى والمصدومين.

وتحسبا لضربات مباغتة من تنظيم القاعدة، شهدت العاصمة وعددا من المحافظات الداخلية، سيما تلك الواقعة في قلب منطقة القبائل، تطويقا أمنيا لا نظير له، فقد وٌضعت مختلف بوابات المدن المذكورة تحت حراسة مشددة، إلى درجة أنّ المسافة الفاصلة بين حاجز وآخر لا تتجاوز الثلاثمائة متر، إضافة إلى المتاريس والأسلاك الشائكة والأكياس الرملية أمام المقار الأمنية، كما لاحظ الجميع انتشارا واسعا لرجال الأمن في الطرقات الرئيسية ومحطات النقل، في تمظهر يعكس توجس السلطات من تصعيد إرهابي عنيف.

وتسعى السلطات الجزائرية، إلى توظيف التجربة الأمريكية في مواجهة ''الجيل الجديدquot; من الانتحاريين، بعدما عجزت خطط أمنية سابقة في التصدي لهؤلاء، وتموقعهم كأشباح مخيفة أخذت أبعادا مقلقة، سيما مع تحصيل دوائر الاستعلامات معلومات عن استعداد عشرات الانتحاريين بينهم نساء لتنفيذ هجمات.