مؤتمر علماء الدين يدعو لحوار يقرب بين المذاهب
المرجع اليعقوبي العراقي: المهدوية سببها عجز المرجعية وفشل السياسيين
أسامة مهدي من لندن: أرجع المرجع الشيعي العراقي آية الله الشيخ محمد اليعقوبي الأب الروحي لحزب الفضيلة الإسلامية ظهور الحركات المهدوية في بعض المدن العراقية مؤخرا إلى عجز المرجعية وعدم مواكبتها لحركة المواطنين وإلى فشل السياسيين الذين ينطقون بإسم المرجعية .. بينما دعا مؤتمر الإتحاد العام لعلماء الدين في العراق في ختام اأعماله إلى نبذ الفتاوى التكفيرية واإعتماد المنهج العلمي للتقريب بين المذاهب. وقال المرجع اليعقوبي في بيان له اليوم ان احد الاسباب الرئيسية لظهور الحركات المهدوية هو انحسار دور المرجعية وعدم استقطابها للشارع . جاء ذلك في توضيحات على اسئلة مواطنين حول الأحداث التي جرت اواخر الشهر الماضي في مدينتي البصرة والناصرية الجنوبيتين بين القوات الأمنية وجماعة quot;أحمد بن الحسن اليمانيquot; الذي يدّعي بأنه اليماني الذي نصّت عليه الروايات بأعتباره رسول المهدي الامام الثاني عشر لدى المسلمين الشيعة واعتبار بعض المراقبين أن ظهور مثل هذه الجماعات quot;المنحرفة فكرياًquot; هو بسبب تقصير المرجعيات الدينية في توجيه الأمة للحذر منها اضافة لانشغال االمرجعيات وانشغالها المفرط بالحياة السياسية حيث سبقت حركة اليماني في الظهور جماعة quot;جند السماءquot; والتي تلقت ضرب عناصرها في منطقة الزركة في مدينة النجف العام الماضي.
واجاب اليعقوبي في بيانه موضحا انه اضافة الى انحسار دور المرجعية في استقطاب الشارع كسبب في ظهور هذه الحركات هو قصورها عن القدرة على ان تكون quot;بمستوى التحديات أو لضعف الحلقة الوسطية عن مواكبة حركة المرجعيةquot; . واشار الى ان من العوامل الاخرى هو quot;فشل السياسيين الذين يتصدون باسم المرجعية مما يجعل الفرصة واسعة لتلك الحركات حتى تنفّر الناس من المرجعية وتبعدها عنها وغيرها من الأسبابquot;. واليعقوبي هو مرشد حزب الفضيلة الذي يحتفظ بخمسة عشر مقعدا في مجلس النواب العراقي ولكنه رفض المشاركة في الحكومة العراقية واعلن انسحابه العام الماضي من الائتلاف الشيعي الموحد لخلافات حول النهج السياسي .
وكان معتمد المرجعية الشيعية العليا في مدينة كربلاء عبد المهدي الكربلائي قد اعتبر في خطبة الجمعة الماضي احداث البصرة والناصرية quot;فتنة أريد لها أن تطال الدين والوطنquot;. وطالب جميع المبلغين ووسائل الإعلام وخاصة الفضائيات والجهات الحكومية المعنية بالتصدي فكريا وتوعويا ودينينا لمخاطر دعاوى quot;هؤلاء الدجالين من مدعي الإتصال بالإمام المهدي دون سند أو دليلquot; . ودعا الخطباء الى عدم التخوف من الوقوف أمام quot;تلك الدعاوي الباطلة بالنصح والإرشاد وتبيان حقيقة هذه الدعوى حتى لو كلفهم ذلك حياتهمquot; كما قال .
وكان الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية اللواء كمال خلف قد اكد مؤخرا حول عدد القتلى والمعتقلين في الاحداث الدامية التي شهدتها الناصرية اشار المسؤول الامني العراقي الى انه تم اعتقال 206 من عناصر الجماعة المهدوية فيما قتل منهم 6 وجرح 9 في حين قتل من القوات الامنية 10 عناصر بينهم 4 ضباط واصابة 47 اخرين بينهم 14 ضابطا . اما بالنسبة الى البصرة فقد أوضح ان عدد المعتقلين فيها بلغ 172 شخصا اضافة الى 35 قتيلا و40 جريحا فيما خسرت القوات الامنية 7 عسكريين بينهم 4 ضباط و22 جريحا بينهم 8 ضباط .
ومن جهته اوضح الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية علي البداغ ان هناك عدة فرق للمهدوية وقد رصدت السلطات لحد الان خمسة منها لكنها لم تتصد لها لانها لاتحارب الافكار او الجماعات ما دامت ملتزمة بالقانون وانما واجهت الحركة الاخيرة لانها حملت السلاح وخرجت على القانون من خلال استخدامها للعنف. وقال إن الحركة المهدوية تستخدم أسماء رمزية ودينية لكسب تعاطف المواطنين واستغلال العاطلين عن العمل الى جانب استغلال الحرية الممنوحة في العراق. واشار الى ان الحكومة العراقية مقتنعة بانحراف الحركة لأنها تدعي أن اليماني هو المهدي المنتظر إضافة الى التجاوزات التي حدثت بحمل السلاح. وشدد على أن الحكومة ملتزمة بالدستور ولاتحاسب أفراد الحركة الا عندما قررت الترويج لأفكارها بالسلاح واصبح على الحكومة ملاحقة ومحاسبة واعتقال مروجي الفكرة. واكد الدباغ ان الحكومة ستلاحق كل من ينتمي الى جماعة اليماني لكون الحركة quot;محظورة وخارجة عن القانون.
مؤتمر علماء الدين في العراق يدعو لحوار يقرب بين المذاهب
دعا المؤتمر العام لاتحاد علماء المسلمين في العراق الى حوار علمي وجاد للتقريب بين المذاهب الاسلامية . جاء ذلك في بيان اصدره المرتمر الذي شارك فيه 400 رجل دين شيعي وسني في ختام اعماله في بغداد الليلة الماضية وتضمن 14 توصية شدد في احداها على ضرورة رفض الفتاوى التكفيرية التي تدعو لتنفيذ العمليات الانتحارية في العراق . ودعا الى تبني النهج العلمي والحوار في تقريب المذاهب الإسلامية وإدانة جميع الأعمال الإجرامية . وطالب البيان بالفصل بين السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية بما يحقق استقلالها .
واكد الاتحاد انه كيان اسلامي وطني مستقل غير تابع لأية جهة حكومية أو سياسية أو حزبية وليس بديلا عن المرجعيات الإسلامية العليا للمسلمين. كما طالب بدمج الوقفين الشيعي والسني في وزارة للاوقاف والشؤون الاسلامية لانهاء التفرقة بين المسلمين . وشدد المؤتمر على رفضه للجماعات التكفيرية ومنها القاعدة والعصابات الخارجة على القانون . واشار الى أهمية دور رجال الدين في التربية والتوجيه وبناء مجتمع فاضل. ودعا البيان الى التمسك بوثيقة مكة التي وقعها علماء من السنة والشيعة اواخر عام 2006 واعتبرها منهج عمل تسير عليه لتحريم تحرم سفك الدم العراقي ووقف الاقتتال الطائفي .. واكد على ضرورة الحفاظ على الثروات الوطنية باعتبارها ملكا للشعب. واوضح البيان الحتامي ان اتحاد العلماء المسلمين في العراق الذي تشكل امس يتكون من لجان عدة في مجالات الاعلام والعلاقات والدعوة والارشاد .. فيما ستضم الامانة العامة للاتحاد في عضويتها مجموعة من العلماء المؤسسين ينتمون الى جميع المذاهب والاعراق والقوميات من شيعة وسنة وتركمان واكراد .
وبدأ المؤتمر اعماله صباح امس بالدعوة الى الابتعاد عن التخندق الحزبي والقومي والطائفي واعادة المساجد والحسينيات المغتصبة الى اهلها واعادة اعمار ما هدمه الارهاب منها والمطالبة بتوحيد الموقفين الشيعي والسني بوزارة الاوقاف والشؤون الدينية ودمج مسلحي الصحوات بقوات الشرطة وتحذير من مخاطر فتنة تروج لها ماقيل انها فضائيات رسمية وتحميل السياسيين مسؤولية الخلافات الطائفية. وفي كلمتها قالت اللجنة التحضيرية للمؤتمر ان تداعيات احتلال العراق افرزت مظاهر مقيتة من خلال محاولات طمس الهوية الوطنية وتغييب الوعي الوطني واشاعة الخلافات السياسية . واوضح ان علماء الدين الشيعة والسنة قد وقفوا بوجه هذه الممارسات وبادروا الى التوصل لتاسيس اتحاد لعلماء المسلمين من اجل جمع كلمتهم وترشيد خطابهم الهادف الى توحيد صفوف العراقيين واطفاء نار الفتنة الطائفية التي ارادت اشعال البلد وتفريق مواطنيه . واكدت ان العراقيين بكل انتماءاتهم شعب واحد وان الفتنة التي تعصف بالبلاد كان من ضحاياها العلماء والمساجد والحسينيات والمراقد المقدسة ايضا . واضافت ان الفتنة قد شاركت فيها قوى دولية واقليمية ومحلية يشجعها في ذلك الاحتلال والمنظمات الارهابية التكفيرية . وقالت ان الاتحاد سيعمل على تفعيل دور العلماء والتقريب بين المذاهب والمدارس الفقهية واحترام الرأي الاخر ليكون العلماء صمام امان لامن البلد وحل مشاكله والوقوف بوجه التحديات التي تواجهه .
وشددت اللجنة على ضرورة الابتعاد عن التخندق الحزبي والطائفي والقومي ودعا العلماء بوجه ذلك .. وناشدت المسؤولين الاسراع باعادة تعمير المساجد والحسينيات والمراقد المقدسة التي تعرضت لعمليات ارهابية واعادة المغتصب منها الى اهلها اصحابها .. ودعت الى توحيد الوقفين الشيعي والسني بوزارة واحدة للاوقاف من اجل العمل على رفع التمايز الطائفي.
التعليقات