روما : اعلن رئيس الجمهورية الايطالي جورجو نابوليتانو صباح اليوم حل مجلسي البرلمان وذلك بعدما وقع رئيس الوزراء المستقيل رومانو برودي على مرسوم حل البرلمان منهياً بذلك الأزمة الدستورية التي عاشتها البلاد منذ استقالة الأخير من رئاسة الحكومة في الرابع والعشرين من الشهر الماضي بعد خسارته للثقة أمام مجلس الشيوخ .

وقال الرئيس نابوليتانو quot;إن هذا الخيار لم يكن بد منه نظراً للنتيجة السلبية التي تمخضت عنها المشاورات التي قمت بها ملزماً انطلاقاً من قناعتي الراسخة بأن انتخابات مبكرة تشكل حالة شاذة في النهج الاعتيادي الذي يتوجب على الدور التشريعي ان يختطهquot; وأضاف quot;لقد تحققت من استحالة بلورة أغلبية قادرة على وضع اسس اصلاح القانون الانتخابي خلال وقت قصيرquot;معرباً عن quot;الأسفquot; لأن ذلك لم يتم، داعياً الأحزاب والقوى السياسية إلى quot;التحلي بالاعتدال خلال الحملة الانتخابيةquot; التي ستبدأ خلال ساعات قليلة.

وجاء قرار نابوليتانو بعد استقباله مساء أمس الثلاثاء لكل من رئيس مجلس النواب فاوستو بيرتينوتي ورئيس مجلس الشيوخ فرانكو ماريني في القصر الرئاسي (كويرينالي) كل على حدة، حيث أجرى معهما المشاورات الختامية حول الحل الأمثل للازمة الدستورية الراهنة تطبيقاً للمادة 88 من الدستور الايطالي.

وتأتي هذه الخطوة التي تدشن نهاية الدور التشريعي الخامس عشر والذي يعد الأقصر عمراً منذ ولادة الجمهورية الايطالية بعد يومين من اعلان رئيس مجلس الشيوخ فرانكو ماريني مساء أمس الاثنين أنه وضع تكليف تشكيل حكومة جديدة بين يدي رئيس الجمهورية جورجو نابوليتانو، وذلك إثر فشل مشاوراته الدستورية الرامية إلى تشكيل جهاز تنفيذي انتقالي يتمتع بأغلبية برلمانية تكفل له إجراء إصلاحات في القانون الانتخابي، مشيراً إلى أن التكليف كان يكمن في استطلاع البرلمان حول إمكانية إيجاد توافق سياسي لتعديل القانون الانتخابي ودعم إقامة حكومة جديدة تعمل على إقرار تلك الإصلاحات وتتحمل مسؤوليات القرارات العاجلة.

هذا ولم يحدد رئيس الجمهورية في مرسومه موعد الانتخابات المبكرة، حيث سيجتمع مجلس الوزراء المستقيل برئاسة رومانو برودي بعد ظهر اليوم لكي يتم الاتفاق على التاريخ الأكثر ملائمة والذي يرجح ان يكون منتصف شهر نيسان/أبريل المقبل .

انتخابات مبكرة يومي 13 و14 ابريل

الى ذلك قال وزير إيطالي يوم الأربعاء إن إيطاليا ستجري انتخابات مبكرة في 13 و14 إبريل نيسان.

وحددت حكومة رومانو برودي القائم بأعمال رئيس الوزراء الموعد بعد وقت قصير من إعلان الرئيس الإيطالي جورجيو نابوليتانو حل البرلمان.

وقال نابوليتانو بعد أن وقع هو وبرودي القائم حاليا بأعمال رئيس الوزراء مرسوما بحل البرلمان قبل ثلاثة أعوام من الموعد المقرر quot;أضطر آسفا اليوم أن أدعو الناخبين ثانية لصناديق الاقتراع دون الموافقة على هذه الاصلاحات.quot;

ومن المقرر أن يجتمع مجلس وزراء برودي بعد وقت قصير لتحديد موعد للانتخابات ومن المرجح أن تجرى في 13 و14 ابريل نيسان.

ويتمتع الملياردير برلسكوني (71 عاما) الذي شغل منصب رئيس الوزراء مرتين من قبل بتقدم في نتائج استطلاعات الرأي متقدما على وسط اليسار الهش الذي ينتمي اليه برودي بما يصل الى 16 نقطة مئوية.

ومن المتوقع أن يكون منافسه وولتر فيلتروني رئيس بلدية روما البالغ من العمر 52 عاما والذي ساند تشكيل حكومة مؤقتة لتغيير القواعد الانتخابية التي ألقي باللوم عليها بشكل كبير في هشاشة حكومة برودي وهي الحكومة رقم 61 في ايطاليا منذ الحرب العالمية الثانية.

ويسعى ائتلاف وسط اليمين بقيادة برلسكوني لكسب تأييد الحزب الكاثوليكي الصغير الذي تسبب انسحابه من الحكومة في انهيار حكومة برودي في حين أن اليسار - الذي يشعر بالاستياء بسبب قرار فيلتروني بأن يخوض حزبه الديمقراطي الانتخابات بمفرده - يدرس خوض الانتخابات بمرشحه.

وحث أحد الكهنة الكاثوليك البلاد على تفادي استخدام الحملة الانتخابية quot; لإهانة وإذلال الخصوم.quot;

وأضاف الكاهن أنطونيو رونجي لوكالة (اس.أي.أر) الكاثوليكية للانباء أن اليمين واليسار والكاثوليك والعلمانيين عليهم quot;التغلب على صراعاتهم الدائمةquot; وشن حملات انتخابية بناءة.

ويقول كثير من الاقتصاديين ان أي حكومة تنتخب وفقا للقواعد الانتخابية الحالية ستكون غير مستقرة أيضا مثلها مثل حكومة برودي التي أضعفتها المشاحنات المستمرة بين الوسط واليسار.