عبد الخالق همدرد من اسلام اباد: بات معروفا أن باكستان على خط النار الأول في الحرب على الإرهاب متكاتفة مع الولايات المتحدة التي هددتها بإرجاعها إلى quot; الزمن الحجري quot; إذا لم تقف معها في حربها على الإرهاب. وفعلا قامت باكستان معها وخسرت من الجنود على أراضيها ما لم تخسره الولايات المتحدة وحلف الناتو في ساحة الحرب في أفغانستان منذ عام 2001م.
وكان تواجد القوات الأميركية على الأراضي الباكستانية دائما موقع جدل؛ لأن الشعب الباكستاني على سبيل العموم لا يؤيد الحرب الأميركية على الإرهاب. ويذكر الباكستانيون جيدا أن الحكومة الباكستانية منعت سكان مدينة جيكب آباد الباكستانية من الصعود على سطوح بيوتهم عندما كانت الطائرات الأميركية تقوم بعملياتها من قاعدة شهباز الجوية التي تقع في تلك المدينة. وتناقل الإعلام المحلي أنذاك أن المقاتلات الأميركية كانت تقوم بالقصف الجوي لجنوب أفغانستان مستخدمة تلك القاعدة؛ بيد أن الحكومة الباكستانية أوضحت أن القاعدة الجوية تستخدم للمساعدات اللوجستية فقط.
وكشفت الولايات المتحدة تواجد أقل من 100 عنصر من قواتها على الأراضي الباكستانية. وذلك أمر يؤكد مخاوف بعض الأوساط بأن العمليات العسكرية في المناطق القبلية لا تقوم بها القوات الباكستانية فقط بل القوات الأميركية أيضا تكون معها فيها.
وأكد مساعد وزير الدفاع الأميركي للعمليات الخاصة مايك وكرز في واشنطن للصحافيين التواجد العسكري الأميركي على الأراضي الباكستانية مشيرا إلى أن عدد القوات الأميركية أقل من 100 عنصر.
وأشار إلى أن المستشارين العسكريين الأميركيين يساعدون باكستان في تدريب قوات الكوماندوز الخاصة في محاولة مستمرة لردع التهديد المتزايد من جانب المجموعات الإرهابية الناشطة في المناطق القبلية. ويشمل التدريب الأساليب الخاصة في الحرب ولا سيما الهجمات بالمروحيات.
وأضاف أن quot; ذلك الأمر يستمر منذ وقت. هم يزيدون قدرتهم بشكل كبير، يضعفون قوتهم ضعفين. وبناء على ذلك نحن نساعدهم في ذلك التوسع محاولين تحسين قدراتهم في نفس الوقت. وهناك نوع من التدريب الجوي أيضا. وهذا ما يجري منذ سنواتquot;.
وتجدر الإشارة إلى أن برنامج تدريب القوات الباكستانية جزء من المساعدة الأميركية لباكستان التي تساوي 750 مليون دولار وتقدمها الولايات المتحدة لتطوير المناطق القبلية الباكستانية.
وقد تناقلت الصحف المحلية عن مصادر أميركية الشهر الماضي معلومات تفيد أن الولايات المتحدة ترغب في تجنيد أعيان القبائل لصالحها. وأشارت الصحافة إلى أنه تمت مشاهدة بعض الوجوه الجديدة في المناطق القبلية. ويقال إنهم يجيدون اللغة البشتوية ولهم لحى طويلة مع سمرة لونهم وسواد عيونهم. ويرجح محللون أنهم جواسيس أميركيين تم إنزالهم إلى الساحة بعد مصادفة الفشل في تجنيد المحليين؛ لأن الذعر المتفشي بين أهالي المنطقة بسبب ذبح الجواسيس المتهمين لصالح الولايات المتحدة على يد المسلحين المحليين لا يدع أمام المهووسين بالمال فرصة للمخاطرة بأنفسهم.
وعلى صعيد آخر وردت تقارير تشير إلى استعداد الولايات المتحدة لشن هجوم جوي على سلسلة غابات شوال وجبالها التي تمتد بين باكستان وأفغانستان في وزيرستان الشمالية. وأشار تقرير إلى أن الولايات المتحدة وباكستان ستشنان ذلك الهجوم باشتراك قواتهما؛ بيد أن التقرير أضاف أنه لن يمكن لباكستان ضبط الوضع إذا تم إطلاق تلك العملية لأن القصف الجوي الأميركي قد يؤدي إلى خسائر مدنية على نطاق واسع كما حدث في أفغانستان أكثر من مرة وفي أكثر من مدينة.
فالسؤال الملح هنا هل الولايات المتحدة تشارك العمليات العسكرية الباكستانية في مناطق القبائل فعلا أو يبقى وجودها منحصرا في تقديم المعلومات الاستخباراتية وتوجيه هجمات القوات الباكستانية؟ و لو ثبت أن القوات الأميركية تشارك تلك العمليات، فإن ذلك لا يعني سوى أن ساحة الحرب الأفغانية قد توسعت لتشمل المناطق القبلية الباكستانية أيضا.
التعليقات