بهية مارديني من دمشق: نفى وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن يكون هناك شروط مصرية مسبقة لحضور القمة العربية العشرين المزمع عقدها في دمشق اواخر شهر آذار المقبل ، فيما رفض المطالبات الاوروبية باطلاق سراح المعتقلين السياسيين واعتبره تدخلا في الشؤون الداخلية السورية. وفد عربي الى دمشق لاستكمال ترتيبات القمة المقبلة
وقال المعلم في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرته النمساوية الدكتورة اورسولا بلاسنيك التي وصلت الى دمشق مساء أمس في زيارة رسمية تستغرق يومين التقت خلالها الرئيس السوري بشار الأسد ونائبه فاروق الشرع رداُ على سؤال حول وجود شروط مصرية مسبقة للمشاركة في قمة دمشق في ظل زيارة المعلم للقاهرة والغاء التصريحات الصحافية اثر لقاء المعلم بالرئيس المصري حسني مبارك ، قال المعلمquot; لم أسمع إطلاقاً عن وجود شروط مسبقة لحضور القمة بل استمعت الى استعداد للتعاون بين سورية ومصر من أجل تحسين الوضع والمناخ العربي quot;.
الخلاف السوري الاوروبي حول ملف حقوق الانسان
وأشارت الوزيرة النمساوية بلاسنيك إلى وجود اختلاف بين بلادها وسوريا حول حقوق الإنسان، وشددت أن ذلك الاختلاف لا يمنع من بناء حوار بناء واعلنت أنها أثارت قضية حقوق الانسان مع الرئيس السوري بشار الأسد حيث عبرت عن رغبة النمسا بأن تلتزم سورية بمواثيق حقوق الانسان.
من جهته اعتبر المعلم أنه من الطبيعي أن تكون هناك وجهات نظر بين سوريا وأوروبا ليست متطابقة ، وعزا ذلك الى الاختلاف الجغرافي الديني والثقافي ، وراى ان اثارة موضوع المعتقل السوري رياض سيف يُعتبر تدخلاً في الشؤون الداخلية السورية معرباً عن اعتقاده بأن الاهتمام بموضوع رياض سيف أحد الأسباب التي شجعته على استغلال هذا الاهتمام في خرقه للقوانين السورية.
المعلم :جنبلاط يكذب على سوريا
وفي رد المعلم على سؤال حول تصريحات النائب اللبناني وليد جنبلاط حول ما قاله بأن المملكة العربية السعودية تقف إلى جانب الموالاة في لبنان ضد سوريا اجاب المعلم أنا لا أعلق على تصريحات وليد جنبلاط والرجل قال علناً أنه يكذب على سوريا ، ونحن بالفعل بدأنا بتوزيع الدعوات لحضور قمة دمشق ونطلب تدريجياً من العواصم العربية لقاءات مع أجل تسليم هذه الدعوات.
وأكد المعلم أن سورية لا تستطيع وحدها أن تسهم في الحل في لبنان داعياً من له دور وعلاقة وصلة ومهتمة فعلاً بأمن واستقرار لبنان، وسورية ترحب بمشاركته ولكن يجب أن يكون معلوماً أن الحل في لبنان يجب أن يكون لبنانياً .
سوريا والسلام
و أكد المعلم جهوزية بلاده لقيام سلام عادل وشامل في المنطقة يقوم على قرارات مجلس الأمن ومبدأ الأرض مقابل السلام، وقال إن هذا السلام له متطلبات ويجب أن تتوفر إرادة السلام لدى الطرفين ، لافتا إلى أنه وبعد عشرة أعوام من المفاوضات بين سوريا واسرائيل تم إنجاز 85 بالمئة من اتفاقية السلام لكن لم يكن لدى اسرائيل الرغبة في السلام ، مشدداُ أن السلام يتطلب إستعداداً لدى إسرائيل لاعادة الجولان المحتل.
بدورها أكدت الوزيرة النمساوية على دور سورية الأساسي والمحوري في حل مشاكل المنطقة، ونوهت بالجهود التي بذلتها وتبذلها سورية لعودة الاستقرار إلى العراق ولاستضافة سورية للاجئين العراقيين رغم ما يُحمَّلها ذلك من أعباء كبيرة.
واعتبرت مصادر سورية رسمية أن زيارة الوزيرة النمساوية وهي الأولى لها إلى دمشق تأتي استكمالا لزيارة الرئيس النمساوي (هاينز فيشر) إلى سورية في منتصف كانون الأول من العام الماضي وفي إطار حرص البلدين على توطيد العلاقات الثنائية بينهما إضافة إلى أنها تأتي انطلاقا من إدراك الجانب الأوروبي لأهمية الدور السوري الفاعل في التعامل مع قضايا المنطقةquot;.
وفيما يتعلق بالوضع الفلسطيني قالت إن الانقسام الحاصل في الوسط الفلسطيني أمر غير ايجابي ولا يعزز الموقف الفلسطيني في المفاوضات مع إسرائيل وقالت إن جهودنا يجب أن تنصب على مساعدة قوى الاعتدال والضغط على التطرف.
النمسا وقطاع غزة
وعبر المعلم عن سعادته لأن الوزيرة بلاسنيك أبدت تعاطفاً واضحاً مع أكثر من مليون ونصف فلسطيني في قطاع غزة وفي سجون غواناتنامو وأبو غريب والسجون الطائرة حيث أن لها موقف واضح في هذه الأمور.
وقال المعلم quot;أنا اعرف مدى الصعوبات التي تواجهها الوزيرة بلاسنيك في تعبيرها عن مواقفها هذه حتى أمام زملاؤها الأوروبيينquot;.
وحول دور النمسا في رفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة، رأت الوزيرة بلاسنيك أن إنهاء الحصار لا يعتمد على مساهمة بلد واحد فقط بل أن الأمر يتطلب مساهمة عدد كبير من البلدان مشيرة الى أن بلادها ستستمر في المساعدة في هذا الاتجاه حيث قدمت مساعدات بقيمة مليون يورو للفلسطينيين ذهبت 85 بالمئة منها إلى قطاع غزة وهي تلعب دوراً في ضبط الحدود من خلال تدريبها عناصر الشرطة الفلسطينية.
وأشادت بلاسنيك بدور سورية الفعال في المنطقة وقالت أن أمامها فرصة كبيرة لدعم قوى الاعتدال في المنطقة ، مشيرة الى ان سورية لها علاقات متميزة مع بعض الأطراف الفلسطينية ونرغب ان تلعب دوراً بناء من خلال هذه العلاقات.
وأشارت وزيرة خارجية النمسا الى أن أحد أسباب قدومها لدمشق هو التركيز على ما حصل في مؤتمر أنابوليس للسلام حيث أن سورية والنمسا شاركتا فيه داعية جميع الأطراف المعنية الى العمل من أجل تحقيق السلام في المنطقة.
وجددت الوزيرة بلاسنيك دعم بلادها ودعم الاتحاد الأوروبي للمبادرة العربية الخاصة بحل الأزمة السياسية في لبنان وأعربت عن أملها في أن يتمكن مجلس النواب في جلسته المقررة في 11 شباط من انتخاب رئيس للبنان.
وقالت بلاسنيك إن الاتحاد الأوروبي يثمن عالياً ما قدمته سوريا من مساعدات كثيرة خلال استقبالها اللاجئين العراقيين وقالت نحن نريد مساعدة سوريا في هذا الموضوع بشكل عملي.
زيارة بلاسنيك
وحول زيارة بلاسنيك ولقاءاتها بالقيادة السورية قالت وكالة الأنباء السورية سانا إن الرئيس الأسد بحث اليوم مع الوزيرة بلاسنيك quot;العلاقات الجيدة بين سورية والنمسا وآفاق الارتقاء بها وخصوصا على الصعيد الاقتصاديquot;.
وأكدت سانا أنه quot;تم البحث خلال اللقاء في عملية السلام في الشرق الأوسط والجهود المبذولة لإعادة إحيائها كما جرى استعراض للأوضاع على الساحة الفلسطينية وخصوصا الحصار المفروض على غزة وكذلك الأوضاع السياسية على الساحة اللبنانيةquot;.
ونقلت سانا عن الرئيس الأسد تأكيده quot;سعي سورية الدائم لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة الأمر الذي يحقق الأمن والاستقرار والازدهار لشعوبهاquot;، ونوه quot;بمواقف النمسا الموضوعية السياسية والشعبية الداعية لإعادة الجولان إلى سوريةquot;.
يذكر أن العلاقات السورية النمساوية جيدة اقتصاديا وسياسيا ووصل معدل الصادرات السورية للنمسا إلى أكثر من /186/ مليون يورو سنوياً فيما بلغ مجموع المستوردات السورية من النمسا نحو أربعين مليون يورو.
التعليقات