اعتدال سلامه من برلين: تعمل الحكومة الالمانية على قضية توسيع مهماتها العسكرية والامنية في افغانستان خاصة بعد الضغط الذي مارسته عليها واشنطن عبر وزير دفاعها روبرت غيت وقيادة حلف شمال الاطلسي. فحسب المعلومات التي تتسرب سترسل برلين حتى 2000 جندي الى افغانستان ليصبح العدد هناك قرابة ال6000 فيما تقول معلومات اخرى انها سترسل الف جندي فقط اضافة الى قوات التدخل السريع وقوامها 250 جنديا لكي تحل محل القوات النروجية الصيف القادم في مناطق متوترة من الشمال.

الا ان تصريحات المسؤولين من الحزبين الحاكمين المسيحي الديمقراطي والاشتراكي الديمقراطي تدفع الى القول ان الخلاف يخيم على الحكومة خاصة بعد تصريح رئيس الحزب الاشتراكي كورت بيك اليوم. ففي الوقت التي ترفض فيه المستشارة الالمانية انجيلا ماركل اعطاء الكلمة الاخيرة في ما يتعلق برفع عدد القوات الالمانية وموقعها في افغانستان وتريد خلال قمة الاطلسي في بوخارست في شهر نيسان( ابريل) القادم عرض نوع المهمات العسكرية للجيش الالماني ، سبقها رئيس الحزب الاشتراكي كورت بيك واكد بانه ضد اي فكرة تدعو الى رفع عدد الجنود الالمان او القيام بمهام من مناطق الجنوب. وحسب قوله فان قرار من هذا النوع غير موجود في اي بروتوكول برلماني وهذا امر غير وراد بالنسبة لنا.

وكان هذا التصريح ايضا ردا على معلومات تناقلتها وسائل اعلامية على لسان مسؤول كبير في الحزب المسيحي الديمقراطي بان الحكومة عازمة على رفع عدد قواتها في افغانستان ومشاركتها في المعارك ضد قوات طالبان والقاعدة، ويمكن لهذه القوات ان تبقى في افغانستان حتى عام 2010.

وحسب راي بيك على القوات الالمانية التركيز في عملها على الشمال وحزبه ليس ضد ارسال المزيد من الخبراء للمساهمة في دورات تأهيلية او اقامة دورات اضافية لقوات الامن والجيش الافغاني. واكد على عدم وجود اي تغيير في التفويض الذي منحه مجلس النواب الاتحادي لمهمات الجيش الالماني في افغانستان الخريف الماضي، وسيظل الوضع على حاله الى ان يحين موعد تجديد عمل هذه القوات في الخريف القادم.

من جانب اخر ادت موجة البرد والصقيع الذي تعرضت له مناطق جبلية في افغانستان وهبوط درجة الحرارة الى 25 تحت الصفر الى تهديد السكان هناك بخطر الموت بعد تجمد اطراف العديد من رعاة المواشي واضطرار الاطباء لاستئصال اطراف مجمدة ايضا اطراف اطفال، لذا سارعت برلين الى ارسال مساعدات عاجلة ستوصلها القوات الالمانية المتواجدة ومنظمات الغوث هناك الى المنكوبين.

وقالت مسؤولة في وزراة الدفاع الاتحادية اليوم بسبب مواصلة البرد القارس في افغانستان زادت الحكومة الالمانية حجم مساعداتها الى 25 الف شخص في مناطق الشمال، كما خصص من ميزانية الوزارة ربع مليون يورو كمساعدة فورية من اجل شراء 5000 صندوق يحتوي على مواد غذائية لهم في كل صندوق 50 كلغ من الطحين اضافة الى كميات وفيرة من الحبوب والارز والزيت وكميات من الخشب للتدفئة. كما سترسل على وجه السرعة 7500 بطانية من مخازن الجيش الالماني. والى جانب المساعدات الرسمية بادرت عدة منظمات غوث المانية لمساعدة السكان في المناطق الجنوبية رغم صعوبة الوصول اليها بسبب الوضع الامني هناك.