ألياس توما من بـراغ: بدأ أعضاء مجلسي النواب والشيوخ اليوم محاولة ثانية لانتخاب رئيس جديد للبلاد لخمسة أعوام قادمة بعد إخفاقهم يومي الجمعة والسبت الماضيين بإنتخاب الرئيس على الرغم من إجراء ثلاث جولات لذلك. وعلى خلاف الدورة الأولى حيث انحصر اختيار النواب بين الرئيس الحالي فاتسلاف كلاوس مرشحا عن الحزب المدني الديمقراطي اليميني أقوى أحزاب الائتلاف الحاكم والأستاذ الجامعي المتخصص بالاقتصاد يان شفينار مدعوما من قبل الحزب الاجتماعي الديمقراطي أقوى أحزاب المعارضة وحزب الخضر المشارك في الائتلاف الحاكم فان النواب سيكون بامكانهم اليوم اختيار مرشح ثالث دخل هذه الانتخابات هو السيدة يانا بوبوشيكوفا مرشحة عن الحزب الشيوعي التشيكي المعارض.

وقد عمد الشيوعيون إلى ترشيحها بعد أن اخفقوا في الحصول على موافقة حزب الخضر على شروطهم التي تقدموا بها مقابل دعمهم ليان شفينار ومن أهمها التعهد بعدم دعم إقرار الاتفاقية الخاصة بوضع الرادار الاميركي في تشيكيا والتعامل بشكل متساوي مع جميع الأحزاب السياسة دون تمييز والتوقيع على quot;ميثاق عـدم مهاجمة quot; والتصرف بشكل لائق بين الحزبين. ويمتلك النواب الشيوعيون العدد الذي يمكن له أن يرجح كفة يان شفينار في حال التصويت له إلى جانب نواب الحزب لاجتماعي وحزب الخضر وبعض النواب المستقلين ومن حزب الشعب في حين أن عدم التصويت له واقتصار دعمهم لمرشحتهم سيعني عمليا إضعاف فرص فوز شفينار وترجيح كفة الرئيس الحالي للاحتفاظ بمنصبه لفترة رئاسية ثانية وأخيرة.

ويأخذ بعض الشيوعيون على شفينار أنه يحمل الجنسيتين التشيكية والأمريكية وانه من المؤيدين لوضع القاعدة الرادارية الأميركية في تشيكيا فيما يأخذ نواب الخضر والحزب الاجتماعي على كلاوس مواقفه الراديكالية بشان موضوع التغييرات المناخية وموضوع التكامل الأوربي ويرون بأنه ليس رئيسا يسمو فوق الحزبية وإنما يميل إلى جانب الحزب المدني لذي يترأسه الآن فخريا بعد أن ساهم بتأسيسه وترأسه لسنوات طويلة أما السيدة بوبوشيكوفا فلا تحظى بطبيعة الحال بدعم الحزب المدني فيما يرى فيها رئيس الحزب الاجتماعي الديمقراطي أقوى أحزاب المعارضة ييرجي باروبيك أنها ليست بالمستوى الذي يؤهلها لرئاسة البلاد. وفيما تعترف السيدة بوبوشيكوفا بان فرص نجاحها تعتبر محدودة مشيرة إلى أنها قررت خوض هذه التجربة كي تتحدث أمام النواب نيابة عن الشعب حسب قولها يرى الرئيس كلاوس أن فرص استمراره بمنصبه عالية أما شفينار فيعترف انه من دون دعم الشيوعيين له فان فرص تفوق كلاوس عليه أعلى.

وعلى خلاف ما سبق الدورة الأولى من حملة انتخابية هادئة نسبيا فان الأيام الماضية شهدت أحداثا ساخنة تمثلت بتلقي 8 نواب من انتماءات مختلفة رسائل تهديد وضع فيها طلقات نارية وبودرة رصاص إضافة إلى نصوص تحذيرية واضحة فيما أعلن نائب مستقل من مجلس الشيوخ انه جرت محاولة رشوته من قبل نائب من الحزب المدني بمبلغ 2 مليون كورون مقابل التصويت لكلاوس الأمر الذي رفضته بطبيعة الحال قيادات الحزب المدني.

ويتم الاعتقاد من قبل بعض المراقبين والمحللين بان رسائل التهديد التي وصلت للنواب يقصد بها الحصول على موقف سياسي أكثر منها التحذير بأنه سيتم الانتقال من القول إلى الفعل والمقصود هنا أن الطرف الذي يفضل ويصر على إجراء الانتخابات بالاقتراع السري وليس العلني سيوظفها للتدليل على أن الانتخابات الماضية التي جرت بالاقتراع العلني كانت سيئة وأنها تخلق مثل هذه الأجواء والممارسات ولذلك سيستند إليها في تبرير مطالبته بإجراء الانتخابات اليوم بالاقتراع السري.

و لا يعتبر منصب الرئاسة في تشيكيا قويا وحاسما لان النظام السياسي في تشيكيا برلماني الطابع وليس رئاسيا غير أن في الرهان الآن استمرار رئيس الحكومة ميريك توبولانيك ووحدة الحزب المدني الذي يتزعمه وربما أيضا مصير الائتلاف الحاكم فتوبولانيك سبق له وان أكد بأنه سيتحمل المسؤولية كاملة في حال إخفاق إعادة انتخاب الرئيس كلاوس فيما يمكن لهذا الإخفاق أن يعمق الخلاقات داخل الحزب المدني.

ويتم انتخاب الرئيس في تشيكيا وفقا للدستور خلال جولة من الجولات الثلاث التي تعقد لهذا الغرض وينجح فيها من يحصل في الجولة الأولى على دعم 101 نائب في مجلس النواب من أصل 200 ولا يقل عن 41 نائبا في مجلس الشيوخ أما في حال الفشل في ذلك فإنه يتم تنظيم جولة ثانية يفوز بها من يحصل على أغلبية أصوات الحاضرين للجلسة في كل مجلس وفي حال تعثر ذلك يتم إجراء جولة ثالثة يفوز بها من يحصل على أغلبية أصوات الحاضرين في كلا المجلسين أي 142 صوتا من اصل 282 (في حال حضور الجلسة جميع نواب المجلسين). وينص الدستور أيضا على أنه في حال عدم حصول أحد من المرشحين على الأصوات المطلوبة في أي جولة من الجولات الثلاثة يتم تحديد موعد آخر خلال عشرة أيام لإجراء التصويت من جديد لكن يحق في هذه الحالة ترشيح مرشحين جدد وأيضا إعادة ترشيح نفس الذين اخفقوا في الدورة الأولى.

المرشحون لرئاسة تشيكيا في دائرة الضوء

فاتسلاف كلاوس

ــ من مواليد براغ 1942. بروفيسور في الاقتصاد . عمل في القسم الاقتصادي بأكاديمية العلوم في الفترة بين 1965ــ 1970 ثم موظفا ببنك الدولة المركزي منذ عام 1971 حتى عام 1982 انتقل بعدها للعمل في إدارة الاستثمارات فمسؤولا في قسم التنبؤات الاقتصادية منذ عام 1987.
ــ لم ينضم إلى أي حزب سياسي قبل عام 1989 وأصبح من قادة المنتدى المدني الذي تزعم ما سمي بالثورة المخملية عام 1989 ثم أصبح رئيسا له .
ــ أسس الحزب المدني الديمقراطي في تشرين الأول أكتوبر من عام 1990 وظل يترأسه حتى أواخر عام 2000 لينتخب بعد ذلك رئيسا فخريا له .
ــ انتخب عام 1990 عضوا في المجلس النيابي عن المنتدى المدني وشغل منصب وزير المالية في كانون الأول ديسمبر من عام 1989 .
ــ ترأس أكثر من حكومة في المرحلة الأولى من التحولات الاقتصادية حتى عام 1998.
ــ ترأس مجلس النواب التشيكي عام 1989 بعد إخفاق حزبه في الانتخابات النيابية وتوقيعه مع الحزب الاجتماعي على ما سمي quot; باتفاق المعارضة quot;.
ــ انتخب لأول مرة رئيسا لتشيكيا في عام 2003 خلفا للرئيس السابق فاتسلاف هافل
ــ اشتهر بمواقفه الانتقادية باستمرار لتعميق عملية التكامل الأوربي وتشكيكه بالتغييرات المناخية التي يحذر علماء البيئة منها ومن مظاهر مواقفه المتحفظة على الاتحاد الأوربي هو عدم رفعه علم الاتحاد الأوربي فوق قصر الرئاسة منذ انضمام تشيكيا إلى الاتحاد الأوربي في أيار مايو من عام 2004 إلى اليوم.

يان شفينار

ــ من مواليد براغ 1952 تلقى تعليمه في الولايات المتحدة وأمضى فيها سنوات طويلة بعد هروبه من النظام الشيوعي الذي اسقط عنه جنسته وقد عاد إلى تشيكيا بعد سقوط النظام الشيوعي في عام 1989 ليعمل مستشار ا اقتصاديا خلال الفترة بين عامي 1994ــ 2003 حين شهدت البلاد انتقالا صعبا إلى اقتصاد السوق
ــ يحمل لقب بروفيسور في العلوم الاقتصادية ويقوم بتدريس الاقتصاد في جامعات أمريكية كما يترأس هيئة الإشراف على عمل البنك التجاري التشيكوسلوفاكي ويعمل أيضا كمستشار لدى عدة مؤسسات وشركات تشيكية وعالمية
ــ له أكثر من 100 مقال وكتاب ودراسة.
ــ يحمل الجنسيتين الاميركية والتشيكية غير انه أعلن خلال الحملة الانتخابية انه سيتخلى عن جنسيته الأمريكية بمجرد انتخابه رئيسا لتشيكيا .
ــ متزوج من سيدة أميركية

يانا بوبوشيكوفا :

ــ من مواليد براغ 1964درست فرع التجارة الخارجية في الجامعة الاقتصادية العليا في براغ .
ــ عملت محررة في قسم السياسية الداخلية بالتلفزيون التشيكي ثم محررة لشؤون البورصة في الجريدة الاقتصادية ثم عملت محررة في القسم الاقتصادي بالتلفزيون التشيكي وقدمت برامح إخبارية وتعليقات مختلفة .
ــ عملت في عام 2000 مستشارة لرئيس مجلس النواب ثم تسلمت لفترة قصيرة إدارة الأخبار بالتلفزيون التشيكي في وقت كانت تعصف فيه أزمة حادة .
ـ قدمت بين عامي 2001ــ 2004 برنامجا حواريا سياسيا في قناة نوفا التلفزيونية الأكثر متابعه من قبل المشاهدين التشيك .
ــ انتخبت في تموز يوليو من عام 2007 عضوة في البرلمان الأوربي عن حركة المستقلين .
ــ أسست عام 2006 حزبا سياسيا لكنه اخفق في دخول البرلمان .
ــ تجيد الإنجليزية والفرنسية والروسية.