بغداد : الفساد يشمل تهريب النفط والتعيين الوهمي وتزوير الشهادات
العراق وايران يدشنان الثلاثاء مباحثات حول الحدود وشط العرب
أٍسامة مهدي من لندن :
تبدأ في طهران بعد غد الثلاثاء مباحثات ايرانية عراقية حول الحدود بين البلدين ستتناول بنود اتفاقية الجزائر الموقعة بينهما عام 1975 وملحقاتها اضافة الى شط العرب الممر الحدودي الجنوبي بينهما .. بينما اعلن قائد عسكري اميركي ان بلاده ستسحب اربعة الوية من قواتها في العراق بحلول تموز (يوليو) المقبل .. في وقت قال مسؤولون عراقيون ان مظاهر الفساد التي يتصدون لها تشمل تهريب النفط والتعيين بأسماء وهمية خاصة في وزارتي الدفاع والداخلية ولبطاقة التموينية والرشاوى وتزوير الشهادات وشحة الأدوية في المستشفيات وتوفرها في القطاع الخاص وابلغ مصدر عراقي quot;ايلافquot; اليوم ان المباحثات الايرانية العراقية التي كانت تأجلت لمرات عدة لاسباب وصفت بأنها فنية ستجري في طهران بعد غد الثلاثاء برئاسة وفدين يقودهما وكيلا وزارتي الخارجية في البلدين . واشار الى ان المباحثات امن الحدود المشتركة البالغ طولها حوالي الف و500 كيلومترا والاجراءzwnj;ات الفنية والتنفيذية المدرجة في معاهدة الجزائر الموقعة بين البلدين عام 1975 والبروتوكولات الملحقة بها والاتفاقيات التكميلية المتعلقة بها الملاحة في شط العرب ستكون محور المباحثاتواتفاقية.. اضافة الى تشكيل مكتب تنسيق مشترك يضم المسؤولين من البلدين .

وقد عادت اتفاقية الجزائر الموقعة بين العراق وايران قبل 32 عاما الى واجهة العلاقات بين البلدين مؤخرا اثر اعلان مسؤولين عراقيين الى الحاجة لدراستها من جديد واجراء تعديلات عليها الامر الذي رفضه المسؤولون الايرانيون بشدة .
وشكلت الحكومة العراقية الشهر الماضي وفدا يضم خبراء من الوزارات المعنية مثل الموارد المائية والنقل والداخلية والدفاع والخارجية لاجراء مباحثات في طهران حول تفعيل وتنفيذ هذه الاتفاقية وهو امر ترغب به ايران وتصر على الاعتراف بالاتفاقية والعمل على اتخاذ اجراءت للمضي قدما للعودة الى بنودها بعد ان مضى 28 عاما على تمزيق الرئيس السابق صدام حسين لها عام 1980 ولتشعل قصاصاتها الممزقة حربا ضروسا بين البلدين استمرت ثمانية اعواد وادت الى سقوط مليون قتيل من ابناء البلدين .

وكان الرئيس العراقي جلال طالباني اكد في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي ان الاتفاقية ملغاة
لكنه تراجع عن ذلك بعد 24 ساعة موضحا انها قائمة وليست ملغاة لكنها تخضع للحوار من اجل تعديل بعض بنودها وشدد على انه لم يقصد بتعليقه العابر والارتجالي الغاء الاتفاقية القائمة وذلك اثر انهام وزير خارجية ايران منو شهر متكي لاميركا بدور في تصريحات طالباني هذه .

واضاف طالباني في بيان انه عندما عقد الرئيس السابق صدام حسين حينما كان نائبا للرئيس وشاه ايران محمد رضا بهلوي الاتفاقية فقد عارضتها المعارضة العراقية السابقة بجميع فصائلها القومية والاسلامية والديمقراطية باعتبارها حبل نجاة للدكتاتورية الصدامية التي كانت تترنح تحت ضربات الثورة الكردية لذلك اعتبرتها ملغية وغير شرعية. وشدد على ان الاتفاقية قائمة وغير ملغية وفق القوانين والاعراف الدولية ولكن هناك ملاحظات حول بعض البنود ولكنها خاضعة للحوار والاتفاق المشترك بين الجانبين الصديقين الايراني والعراقي. واضاف ان الاتفاقية قائمة وليست ملغية بل نافذة ولايجوز لطرف واحد ان يلغي أو ينسف هذه الاتفاقية. لذلك فهذه حقيقة يعرفها فخامة الرئيس ولم يقصد بتعليقه العابر والارتجالي الغاء الاتفاقية القائمة .
ومن جانبه اكد وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي تمسك بلاده بالاتفاقية محذرا الاميركيين من quot;الدخول في هذه اللعبة من جديدquot;. وقال ردا على سؤال عن موقف ايران من تصريحات طالباني ان quot;الاتفاقيات والمعاهدات بين الدول لا تتعلق بحكم يحل مكان حكم آخرquot;. واضاف quot;لا يمكن لتغير النظم السياسية ان يخل بالمعاهداتquot;. وقال quot;ننبه الاميركيين الا يبدأوا لعبة جديدة وان يتعلموا الدرس من الفشل الذي منيوا به في الاعيبهم السابقةquot;، موضحا ان طهران لمست لدى طالباني quot;خلال زياراته لايران وخلال مناقشتنا لهذه القضية موقفا آخر غير هذاquot;.

وخلال الشهر الماضي اشار وكيل وزير الخارجية العراقية محمد الحاج حمود ان العراق يرغب في مباحثات مع الجانب الايراني لبحث إعادة شط العرب الى مجراه السابق ورفع السفن الغارقة وإزالة الألغام . وقال أن هناك مسألة معلقة تتعلق بحقول النفط مؤكدا انه عند وضع الحدود بشكل دقيق سيتم معرفة عائدية المكامن النفطية . وعن مصير اتفاقية 1975 قال حمود انه من المبكر الحديث عن اتفاقية جديدة مؤكدا ان البلدين الان بصدد حل مشاكل عملية مثل شط العرب والحدود التى كانت تمثل العمود الفقري للاتفاقية .

وتؤكد وثائق مركز علوم البحار بجامعه البصرة أن شط العرب هو نهر ناتج من التقاء نهري دجلة والفرات، حيث يلتقي النهران في مدينة القرنة على بعد 475 كم جنوب بغداد . ويبلغ طوله حوالي 190 كم ويصب في الخليج العربي عند طرف مدينة الفاو التي تعتبر أقصى نقطة في جنوب العراق . ويصل عرض شط العرب في بعض مناطقه إلى كيلومترين ومروره يكون كاملا في الأراضي العراقية غير ان لإيران إطلالات عليه من منطقة أبي الخصيب وحتى المصب ويطلق علية الجغرافيون منذ الأزل شط العرب لكن الإيرانيين يسمونه نهر quot;اروندرودquot; .
سحب اربعة الوية عسكرية اميركية من العراق
وعلى صعيد تخفيض عديد القوات الاميركية في العراق اكد الادميرال غريغوري سميث مدير قسم الاتصالات في القوات المتعددة الجنسيات في العراق ان القوات المتعددة الجنسيات ستسحب اربعة الوية من قواتها في شهر تموز (يوليو) المقبل موضحاً ان هذا الانسحاب يأتي بعد التحسن الامني الذي يشهده العراق.

واضاف سميث خلال مؤتمر صحفي في بغداد اليوم ان العاصمة العراقية ستبقى بحاجة الى انتشار القوات لان العمل فيها لايزال صعباً . واكد انخفاض نسبة الهجمات المسلحة ضد المدنيين والقوات العراقية والمتعددة الجنسيات بعد مرور عام على تطبيق خطة فرض القانون. واشار الى ان القوات المشتركة استطاعت خلال الاسبوع الماضي وحده العثور على على 212 مخبأ للاسلحة احتوت على كميات كبيرة من الاسلحة والاعتدة واطنان من مادة quot;تي ان تي quot; الشديدة الانفجار.
واشار الى ان القوات المشتركة العراقية والاميركية quot;استطاعت خلال الاشهر الستة الماضية العثور على 800 مخبأ للاسلحة وخلال الاسبوع الماضي وحده عثرت على 212 مخبأ للاسلحة تابعة للمجموعات الخاصة التي تمول من قبل ايران تحوي قذائف هاون وعبوات ناسفة وصواريخ لاسقاط الطائرات.quot;

وعن عدد المعتقلين العراقيين في السجون الاميركية في العراق اكد وجود اكثر 24 الف معتقل موضحا انه قد تم اطلاق سراح ثمانية الاف منهم خلال الاشهر الاخيرة وقال انه خلال والاسبوع الماضي تم اطلاق 300 معتقل.
وحول المفاوضات الاميركية الايرانية اشار الى انها ستتناول في جولتها الجديدة ملف دعم ايران للمجموعات الخاصة بشكل واضح وصريح ودقيق .. واشار الى ان المجموعات الخاصة هي التي نفذت التفجير في مدينة الصدر قبل ايام. وقال quot;هناك عراقيون يتدربون في ايران من المجموعات الخاصة وبعدها يقومون بتدريب عراقيين داخل العراق وهي اخطر المجموعات على الوضع الامني العراقي وتشكل سبباً رئيسياً لاذكاء العنف في بغدادquot;.
ويأتي الاعلان عن سحب هذه الالوية بعد يوم واحد من تحذير اطلقه المرشح الجمهوري للرئاسة الاميركية جون ماكين من ان اي انسحاب مبكر من العراق يمكن ان يؤدي الى عملية quot;ابادةquot; .

وفي مقابلة مع شبكة quot;سي ان انquot; انتقد ماكين اقوى المرشحين الجمهوريين، هيلاري كلينتون وباراك اوباما، المرشحين الديمقراطيين اللذين قالا انهما سيبدآن بسحب القوات الاميركية من العراق في الاشهر الاولى من تولي الرئاسة في حال فوز احدهما. وقال ماكين (71 عاما) السناتور عن اريزونا في برنامج quot;لاري كينغquot; على شبكة السي ان ان الخميس ان quot;السناتورين اوباما وكلينتون يريدان تحديد موعد للانسحاب. وهذا يعني الفوضى. ويعني الابادةquot;. واضاف quot;وهذا يعني افساد كل النجاح الذي تحقق، ويعني ان القاعدة تقول للعالم انها هزمت الولايات المتحدة. ولن ادع ذلك يحدث اذا اصبحت رئيسا للولايات المتحدةquot;.
وكانت كلينتون قالت انها ستبدأ بسحب القوات الاميركية من العراق خلال 60 يوما من توليها الرئاسة .. اما اوباما فاعلن انه سيسحب كافة القوات الاميركية من العراق خلال 16 شهرا.
مسؤولون عراقيون يشخصون مظاهر الفساد في بلادهم
بحث مسؤولون عراقيون اليوم وسائل القضاء على الفساد المستشري في اجهزة الدولة مؤكدين ان عملياته تشمل تهريب النفط والتعيين بأسماء وهمية خاصة في وزارتي الدفاع والداخلية ولبطاقة التموينية والرشاوى وتزوير الشهادات وشحة الأدوية في المستشفيات وتوفرها في القطاع الخاص .

جا ذلك خلال اجتماع عقده رئيس واعضاء لجنة النزاهة في مجلس النواب مع مثثلين عن الهيئات الرقابية والدوائر التي تُعنى بمكافحة الفساد كهيئة النزاهة متمثلة برئيسها القاضي رحيم العكيلي ومكتب منسق رئيس الوزراء للشؤون الرقابية يمثله عادل محسن وعلي العلاق أمين عام مجلس الوزراء اضافة الى نائب رئيس ديوان الرقابة المالية ومجموعة من قضاة التحقيق ومجموعة من المفتشين العامين في الوزارات .
وناقش المجتمعون بحسب بيان لمجلس الوزراء ارسلت نسخة منه الى quot;ايلافquot; اليوم مشروع قانون هيئة النزاهة المقترح عرضه على مجلس النواب للمصادقة عليه . والذي سيأتي بديلا للقانون الذي سنه الحاكم المدني الاميركي السابق للعراق بول بريمر عام 2004 والخاص بتنظيم عمل هيئة النزاهة .

وقد شخص المسؤولون العراقيون خلال الاجتماع أهم ظواهر الفساد المستشرية موضحين انها تشمل تهريب النفط والتعيين بأسماء وهمية خاصة في وزارتي الدفاع والداخلية والبطاقة التموينية والرشاوى في المعاملات وأداء الاجهزة المسؤولة عن الكهرباء وتزوير الشهادات اضافة الى شحة الأدوية في المستشفيات وتوفرها في القطاع الخاص . ومن أجل وضع حلول ومعالجات ناجعة لهذه الظواهر فقد ارتأى أمين عام مجلس الوزراء علي العلاق أن تتم معالجة هذه الظواهر حسب الأولوية ومدى التصاقها بحياة المواطن بشكل يومي .. فيما أكد عادل محسن منسق رئيس الوزراء للشؤون الرقابية ان هذه الظواهر هي بمثابة أعراض لمرض اسمه quot;الفسادquot; واسبابها عديدة أهمها عدم وضع الشخص المناسب في المكان المناسب وافتقار الادارة للكفاءات بسبب نظام المحاصصة في المواقع القيادية في الادارة .

اما نائب رئيس ديوان الرقابة المالية فقد اشار الى أن الفساد يضرب باتجاهات ثلاثة على المستويات الاقتصادية والادارية والتربوية . وطالب القاضي رحيم العكيلي رئيس هيئة النزاهة بضرورة الاسراع في تنفيذ مشاريع قوانين الجهات الرقابية من أجل أن يأخذ كل جهاز دوره الفاعل لوضع حد لظواهر الفساد المستشري في البلاد .

وقد اتفق المجتمعون على مناقشة كل ظاهرة منفردة من مظاهر الفساد بحضور مفتش عام الوزارة المعنية وأن يقدم ديوان الرقابة المالية تقريره المالي بشأن تلك الوزارة فضلا عن هيئة النزاهة . وسيتم ذلك خلال اجتماع يعقد الاسبوع القادم مكرسا لدراسة ظاهرة شحة الأدوية ووضع الحلول المناسبة من أجل القضاء عليها وتوفير الأدوية في مستشفيات الدولة الحكومية .
وكان رئيس هيئة الادعاء العام القاضي غضنفر الجاسم اكد خلال اجتماع مماثل الاسبوع الماضي ان التحقيق يجري حاليا في 1066 قضية فساد مالي مشيرا الى ان مبالغ عمليات الفساد في البلاد وصلت الى 80 مليار دولار .
واشار الى وجود عراقيل مختلفة تواجه القضاء منها الحاجة الى تظافر الجهود الكبيرة للقضاءعلى الفساد والعمل الجاد على استقلال القضاء طالبا الغاء او وقف العمل بالمادة (136ب) من اصول المحاكمات الجزائية التي تمنع تقديم الموظف الى القضاء الا بموافقة الوزيرالامر الذي استخدمه الوزراء كسلاح ذو حدين . واكد ان 87 مليار دينار قد هدرت بسبب عدم الموافقات على احالة الموظفين الى المحاكم, .. ودعا الى اعادة النظر في موضوع المفتشين العاميين واختيار الاكفاء منهم وتشكيل لجان متخصصة لتدقيق المشاريع المخصصة في المحافظات.