لندن، وكالات: نشرت الحكومة البريطانية الاثنين المسودة الاولى للملف المتعلق باسلحة الدمار الشامل في العراق والذي اثار جدلا كبيرا بعد ان تحدث عن قدرة بغداد على اطلاق اسلحة من هذا النوع خلال 45 دقيقة. والملف الذي يقع في ثلاثين صفحة واعدته وزارة الخارجية ثم مدير الاتصالات جون وليامز في 24 تموز/يوليو 2002، كان quot;سرياquot;. لكن جهات عدة طالبت بنشره باسم القوانين البريطانية لحرية الاعلام. واكد المطالبون بنشر هذا الملف ان النسخة النهائية منه يمكن ان تثبت انه quot;ملفقquot;.
وكانت الحكومة البريطانية اكدت باستمرار ان ما قدمه وليامز لا يرتدي اهمية كبرى موضحة ان الملف النهائي اعدته وكالات الاستخبارات. ولم ترد الجملة التي تتحدث عن قدرة العراق على اطلاق الاسلحة خلال 45 دقيقة في المسودة.
في المقابل، تركز هذه المسودة على معلومات تفيد ان الرئيس العراقي السابق صدام حسين حصل على كميات من اليورانيوم واحتفظ بقدرات لتصنيع اسلحة كيميائية وبيولوجية وقام بتطوير صواريخ بعيدة المدى. وعلى هامش النص، كتب بقلم اليد طلب بتقديم مزيد من التفاضيل حول الاسلحة الكيميائية التي يستخدمها العراقيون. كما يركز على الفظائع التي ارتكبها نظام صدام حسين وتحديه الامم المتحدة.
بدورها نشرت صحيفة التايمز البريطانية تحقيقا يكشف عن أن ملف أسلحة الدمار الشامل العراقية، الذي استخدمه بلير كذريعة لخوض الحرب على العراق عام 2003، quot;يشبهquot; إلى حد كبير التقرير الذي كان قد أعده في وقت سابق جون وليامز، السكرتير الصحفي لوزير الخارجية السابق ووزير العدل الحالي جاك سترو. إلا أن الحكومة تقول إن وليامز لم يعد مسؤولا حكوميا وإن التقرير الذي أعده هو من بنات افكاره، وهو لم يلعب دورا البتة في صياغة ملف أسلحة الدمار الشامل في العراق الذي وضعته لجنة الاستخبارات المشتركة.
يقول تحقيق التايمز إن وليامز، الذي كتب تقريره على عجل خلال عطلة نهاية الأسبوع في شهر سبتمبر/أيلول من عام 2002، يؤكد أن العراق quot;كان يسعى سريا للحصول على تقنيات ومواد لاستخدامها في الأسلحة النووية.quot; وتنقل الصحيفة عن إدوارد ديفي، عضو مجلس العموم البريطاني عن quot;حزب الديمقراطيون الأحرارquot;، قوله إن quot;التحليل الجوهريquot; الوارد في مسودة تقرير وليامز قد أعيد تضمينه في تقرير لجنة الاستخبارت المشتركة. ويضيف ديفي قائلا: quot;لا تستطيع الحكومة مواصلة إنكار الدور الجوهري الذي لعبه أطباء التتويه في خلق هذا الملف.quot;
التعليقات