نيروبي، وكالات: وافقت الحكومة الكينية مبدئيا على إنشاء منصب رئيس للوزراء حسب طلب المعارضة لكن الشروط والواجبات ما زالت قيد النقاش حسبما قال مفاوض حكومي يوم الخميس. وقال موتولا كيلونزو المفاوض في محادثات يقودها الامين العام السابق للامم المتحدة كوفي عنان متحدثا لرويترز quot;تم الاتفاق على ذلك تقريبا. ما نناقشه الان هو مهام المنصب ومسؤولياته وطبيعة التعيين وهكذا.quot; واضاف quot;سيكون ذلك اجراء مؤقتا.quot;
أعمال عنف جديدة قريبا
الى ذلك حذرت مجموعة إنترناشونال كرايزس غروب الخميس من أن متطرفي الفريق الرئاسي الكيني والمعارضة يستعدون لأعمال عنف جديدة، داعية المجموعة الدولية إلى زيادة العقوبات على المتشددين لدى الطرفين. وأكدت مجموعة التفكير لتدارك النزاعات في اول تقرير في تاريخها عن كينيا، ان quot;المجموعات المسلحة ما زالت تجند انصارا لدى الجانبينquot;. واضافت ان quot;المتطرفين والميليشيات لدى كل فريق يستعدون لمواجهة جديدة والحركة الديموقراطية البرتقالية، حزب المعارض رايلا اودينغا تقول انه في حال فشلت المحادثات، فان درعه الوحيد ضد القمع وامله الوحيد في التوصل الى تسوية، يكمنان في قدرته على زيادة المطالب عبر اعمال العنفquot;.
وتواجه كينيا منذ اواخر كانون الاول/ديسمبر ازمة حادة نجمت عن اعتراض اودينغا على اعادة انتخاب الرئيس مواي كيباكي في 27 كانون الاول/ديسمبر. وبدأت محادثات بين الحكومة والمعارضة في 29 كانون الثاني/يناير بوساطة من كوفي انان لكنها لم تتوصل بعد الى حل سياسي لهذه الازمة التي اسفرت عن اكثر من الف قتيل وحوالى 300 الف مهجر. واعربت انترناشونال كرايزس غروب خصوصا عن قلقها من اعادة تنشيط مجموعة مونغيكي المحظورة منذ اعلان اعادة انتخاب كيباكي في 30 كانون الاول/ديسمبر. وقد حظرت هذه المجموعة في 2002، وتحولت الى عصابة مافيوية تمارس سلب الاموال وجرائم القتل عبر قطع الرأس. وقالت انترناشونال كرايزس غروب ان quot;قادة المجموعة وانصارها الذين ينتمي بعضهم الى اتنية كيباكي المسماة كيكويو يريدون ان يكونوا في مواجهة مقاتلي اتنية كالنجين، وثمة معلومات تفيد ان مجموعة مونغيكي تجمع الاسلحةquot;.
ووقعت مواجهات في كانون الثاني/يناير بين مجموعات مسلحة كالينجية واخرى من الكيكويو في اقليم الوادي المتصدع (غرب). ودعت انترناشونال كرايزس غروب المجموعة الدولية الى اتخاذ عقوبات ضد quot;المتشددينquot; في كل فريق ينسفون جهود الوساطة التي يقوم بها الامين العام السابق للامم المتحدة كوفي انان. واضافت quot;حتى الان، لم تؤثر الخسائر البشرية ولا الاضرار الاقتصادية ولا الضغوط الدولية تأثيرا فعالا على +الصقورquot; الذين يحيطون بالرئيس كيابكيquot;. وقالت ان quot;الهدوء النسبي الان في كينيا يجب الا يعتبر عودة الى الحياة الطبيعية. وللازمة السياسية المستمرة جذور عميقة ويمكن ان تؤدي من جديد وبسهولة الى اعمال عنف متطرفةquot;.
تهديدات بالقتل
وفي هذا السياق اعلنت الوزيرة الكينية السابقة والحائزة على جائزة نوبل للسلام وانجاري ماتاي انها تلقت تهديدات بالقتل بواسطة رسالة نصية هاتفية مصدرها جماعة المونجيكي المسلحة المحظورة. وقالت ماتاي ان نص الرسالة جاء على الشكل التالي: quot;بسبب معارضتك المستمرة للحكومة، السيدة وانجاري ماتاي، لقد قررنا بالبحث عن رأسك قريبا جدا، فتيقظي وانتبهي وحافظي على حياتكquot;. تجدر الاشارة بأن ماتاي هي من اثنية الكيكويو التي ينتمي اليها الرئيس كيباكي ولكنها لطالما كانت معارضة للحكومة اذ دعت الطرفين المتنازعين الى تقديم تنازلات بهدف حل الازمة.
يذكر ان المفاوضات بين الطرفين لا تزال جارية برعاية الامين العام السابق للامم المتحدة كوفي عنان الذي كان قد قام بوساطة بين اودينجا وكيباكي. وطالب اودينجا من جهته بصلاحيات اضافية من اجل القبول بتولي رئاسة الحكومة، مشيرا الى انه خسر بسبب التزوير خلال انتخابات شهر دسمبر/ كانون الاول الماضي.
في المقابل، يرفض كيباكي طلب المعارضة ويصر على التمسك بصلاحياته. وكانت وزيرة الخارجية الامريكية قد قامت بزيارة لكينيا الاثنين ورفضت خلال زيارتها الاتهامات التي يطلقها البعض في كينيا ومفادها ان quot;واشنطن تتدخل في الشؤون الداخلية لكينياquot;. وقالت ان quot;الكينيين انفسهم وزعمائهم السياسيون هم الذين يريدون ان تجد الطبقة السياسية في البلاد حلا للازمةquot;. وكانت الولايات المتحدة قد اعلنت ان عشرة نواب في البرلمان الكيني سيمنعون من السفر الى الولايات المتحدة بسبب اتهامهم بالتحريض على اعمال العنف. وجاءت التصريحات الامريكية في الوقت الذي حذر فيه ديبلوماسيون غربيون من عواقب فشل المفاوضات بين السلطة والمعارضة.
التعليقات