باليرمو (إيطاليا): قال الأب إدواردو سكونياميليو إن quot;الصوفية الإسلامية يمكنها المساهمة كثيرا لتسهيل الحوار حيث أنها تقترب كثيرا من المسيحيةquot;، وتابع quot;الحديث عن الحوار يعني تجاوز الكلمات، ورؤية الوجوه التي التقت للتحاورquot; على حد تعبيره.

وأردف مسؤول مكتب الحوار الديني في نابولي (جنوب) على هامش الأيام الثلاثة التي نظمها إقليم صقلية للرهبنة الفرنسيسكانية للتأمل الديني الثقافي في الحوار، quot;عند الحديث عن صورة المسيح في الصوفية يعني مواجهة أو امتلاك شظايا وأجزاء وليس صورة كاملة كتلك التي نمتلكها عنه، فلا وجود في الصوفية لصورة المسيح (ابن الله)، بل المسيح العطوف، الحنون، الفقير الذي عاش مع الفقراءquot; وتابع القول quot;وتعزى هذه الصورة إلى محاولة الصوفية عيش الإيمان بشكل عاطفي، عملي ومن وجهة نظر تاريخية، فهو لا يعتمد على التفلسف ووضع نظريات حول الله، بل رواية خبرة حياة ولقاء شخصي به، لذا فهو إيمان عملي غير فكريquot; على حد رأيه.

وأضاف الأب سكونياميليو quot;المسيح في الصوفية هو الذي تمكن من تجاوز الحياة الدنيا وملذاتها للدخول في اتحاد مع تام مع الله، وهي غاية الصوفي في حياته، المسيح هو الذي تمكن من عيش الانسجام التام بين الظاهر والباطن، وهو اللقاء الذي يتم في القلب، النقطة التي تبدأ منها الرحلة على طريق اللقاء بالله، الوحيد الذي يتحد فيه الظاهر والباطن كونه واحد لا يتجزأquot; وفق تعبيره.

وتابع الأب إدواردو quot;ترى الصوفية في المسيح الصوفي الكامل، فهو لم يكتب كتابا بل إنه شريعة متجسدة، فهو بهذا مثالها الأعلىquot;، وحسب الصوفية quot;المسيح هو الوحيد الذي قام بالجهاد الحقيقي، حيث خاض (حربا) داخلية، في قلبه، لينتصر فيها على كل الدنيا ويتحد باللهquot; حسب قوله.

وختم الباحث وأستاذ اللاهوت بالقول quot;بعد كل هذا، وكثير من الصور الأخرى التي تزخر بها الصوفية والتي لا وجود لها في الإسلام، يمكن للصوفية أن تكون خير عون في الحوار الديني بانفتاحها وتقربها الكبير من المسيحيةquot; على حد تعبيره.