باريس: قال الرئيس الفرنسي في إجاباته على أسئلة مجموعة من قراء صحيفة (لوباريزيان) عبر الانترنت quot;يجب أن تقف السعودية في وجه المتطرفينquot;، وذكر بالزيارة التي قام بها العاهل السعودي إلى الفاتيكان ولقاءه البابا بندكتس السادس عشر، ووصف ذلك بـquot;البادرة الهامة جداquot;. وتعرض ساركوزي إلى خطابه أمام مجلس الشورى السعودي والذي لاقى انتقادات واسعة في فرنسا، فقال quot;لقد ألقيت خطابا حول الأديان قائلا إنه من المعيب أن نقتل أو نهمش باسم الأديان، وقلت إنه لا توجد كلمة واحدة تحض على العنف أو التطرف والحقد في التوراة أو الإنجيل أو القرآنquot;. وتابع quot;لقد قلت إنه يجب القيام بكل شيء لتجنب حرب الأديان بين الإسلام والغرب، ولهذا تحدثت عن الأديانquot;، في رد على سؤال أحد القراء حول قوله إن الله في قلب كل إنسان.

ووصف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اليوم زيارة العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز إلى الفاتيكان مؤخرا بـquot;البادرة العظيمةquot;، من قبل خادم الحرمين الشريفين، معتبرا أن مشكلة العالم الكبيرة اليوم هي منع المتطرفين من دفع العالم نحو حرب بين الأديان .

وأوضح ساركوزي أنه quot;لا يعتقد أن الدين يتضمن الإجابة على كافة مشاكلناquot;، كما تم انتقاده. واستطرد quot;لكن ألاحظ أنه عندما تخلينا عن الأخلاق الدينية تخلينا أيضا عن الأخلاق العلمانية، ولم نعد نهتم بهذه الأخلاقquot;. وأكد أنه يحترم من لا يؤمنون بالله، منوها بأنه هو نفسه غير ممارس للدين. وقال quot;المشكلة الكبرى اليوم هي تجنب أن يقوم المتطرفون بدفع العالم إلى حرب دينيةquot;. وشدد على تمسكه بالعلمنة، قائلا quot;أؤمن بالعلمنة ولكن يجب ألا تكون علمنة معركة، فالعلمنة هي الاعتراف بحق الإيمان أو عدم الإيمان، والسياسة تستخدم لتنظيم الحياة بين الولادة والموت ولكن ليس من شأن السياسة الرد على سؤال لماذا الولادة وماذا هناك بعد الموت؟quot; وفق تعبير الرئيس الفرنسي.

وفي غضون ذلك، تواصلت الانتقادات لحديث ساركوزي عن دور الدين. ووصل عدد الموقعين على عريضة بعنوان quot;نداء علمانيquot; إلى مئة ألف شخص، وانضمت إليهم صحيفة (ليبراسيون) اليسارية. إذ أعلنت أنها تؤيد العريضة التي أطلقتها quot;لجنة التعليمquot; في الرابع من هذا الشهر، ضد ما اعتبرته quot;انتهاكا لعلمنة الجمهوريةquot;. وندد الموقعون بتصريحات ساركوزي الأخيرة في السعودية (14 الشهر الماضي) والفاتيكان (20 كانون الأول/ديسمبر)، حيث اعتبرت أنه يخلط بين اعتقاداته الشخصية ووظيفة الرئيس.