نجلاء عبد ربه من غزة : مع وصول المدمرة الأمريكية (يو. اس. اس. كول) قبالة السواحل اللبنانية، متزامناً مع ضربة إسرائيلية مسعورة على غزة وإجتياح شمالي القطاع.. هل باتت نتائج فينوغراد في الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحزب الله، تُململ المناصب والكراسي الوزارية المختلفة في إسرائيل!؟، وبالتالي يجب إستباق حجب الثقة عنها من خلال ضربة قوية لحزب الله والقضاء على الصواريخ الفلسطينية، حتى تستعيد الحكومة الإسرائيلية توازنها ويعيد الجيش الإسرائيلي هيبته من جديد..!؟
ومع توافق المؤسسة العسكرية والسياسة حول إعادة الهيبة للجيش الإسرائيلي، بعد الإخفاق الواضح صيف العام الماضي على جنوب لبنان، إلا أن هناك تياران داخل إسرائيل، لكل منهما موقفه ووجهة نظره من توجيه حملة عسكرية واسعة ضد قطاع غزة، والنقاشات حول هذه المسألة في الدوائر السياسية والعسكرية الممسكة بدوائر صنع القرار تتواصل وبشكل مكثف.
فالتيار الأول داخل إسرائيل يرى أن عملية عسكرية واسعة من شأنها إنهاء خطر إطلاق القذائف والصواريخ، ومع ذلك فإن حسابات المستويين العسكري والسياسي، حول خسائر مؤكدة من الجنود الإسرائيليين، هي التي تحول دون اجتياح كامل لقطاع غزة برمته، بالإضافة لخشيتهم من قتل الجندي الإسرائيلي المختطف لدى الفصائل الفلسطيني، إنتقاماً من إسرائيل، وهو ما تخشاه الحكومة الإسرائيلية التي تتوقع ردة فعل غاضبة وقوية في الشارع الإسرائيلي قد تطيح بهم. أما التيار الثاني فيرى أن الحلول السياسية أقصر الطرق لإنهاء معاناة البلدات والتجمعات السكانية جنوب إسرائيل.
ويرى بعض القادة في إسرائيل أنه يجب توفير غطاء سياسي وإقليمي يجب تتزامن مع قيام إسرائيل بعمليتها العسكرية في غزة، مع ضرورة توفر الغطاء الدولي والأمريكي تحديدا لمثل هذه العملية الواسعة، لذلك أرسلت الولايات المتحدة الأمريكية بمدمرتها (كول) أمام الشواطئ اللبنانية، لتعطي غطاء وشرعية لما تقوم به إسرائيل في غزة، وتضع ألف حساب أمام حزب الله اللبناني إذا ما فكر بضرب شمال إسرائيل، للتخفيف عن غزة، وإنتقاماً لمقتل القيادي عماد مغنية.
وبدأت إسرائيل بنشر دعايات كاذبة لتعاطف دول الغرب معها في أية خطوة ستقدم عليها، وإدّعت أن حزب الله نسق مع فصائل فلسطينية للقيام بعملية مشتركة ومزدوجة هدفها الانتقام لاغتيال المسؤول العسكري في الحزب عماد مغنية، والذي اغتيل قبل نحو أسبوعين في العاصمة السورية دمشق.
وزعمت إسرائيل أن حزب الله أعد موجة من الخلايا الفدائية الجديدة التي تتكون من عناصر من حركة حماس والجهاد الإسلامي ولجان المقاومة الشعبية وكتائب شهداء الأقصى، موضحة أن خطة حزب الله تقضي بإشغال الجيش في معارك داخل قطاع غزة، حتى يتمكن هو من توجيه ضربته الانتقامية في المنطقة الشمالية من الدولة العبرية، ردا علي اغتيال مغنية.
ويعتقد العديد من المحللين السياسيين والعسكريين الفلسطينيين أن حكومة اولمرت لم تتمكن حتى الآن من ضمان تأييد دولي، وأوروبي تحديدا، ليندفع جيشه إلى عملية عسكرية واسعة على القطاع، ومع هذا فهم قلقون من القصف الجوي الذي طال مدنيين فلسطينيين منهم عشرة أطفال سقطوا نتيجة القصف المتواصل.
حتى الإجتياح لشمال غزة، يعتقد المحللون أنه يأتي لترهيب الفلسطينيين فقط، والتسبب بنوع من الخوف والضغط على السكان في غزة، ليقوموا بدورهم بالضغط على حماس من أجل تقديم التنازلات للوصول إلى تفاهمات أمنية باتت إسرائيل الجهة التي تشترط أن تكون صفقة الجندي الإسرائيلي المختطف لدى المقاومة الفلسطينية quot;شاليطquot; جزءا من هذه التفاهمات.
التعليقات