الياس توما من براغ : أعلن رئيس الحكومة الصربية فويسلاف كوشتونيتسا بان حكومته الائتلافية تتواجد الآن في أزمة وأنه فقد الثقة بمن يسمون quot; بالوزراء الميالون لأوروبا quot; في حكومته, الأمر الذي قد يعني انهيار الائتلاف الحاكم بسبب الخلافات العميقة القائمة بين هؤلاء الوزراء ولاسيما من حزب الرئيس بوريس تاديتش الحزب الديمقراطي وبين ممثلي الأحزاب التي تريد تجميد عملية التكامل مع الاتحاد الأوروبي وفي مقدمتها حزب رئيس الحكومة الحزب الديمقراطي لصربيا إلى حين يتضح موقف الاتحاد الأوروبي بشكل نهائي من موضوع حدود صربيا التي يعترف بها الاتحاد, أي هل ستتضمن أراضي كوسوفو أم من دونها .

ونقلت وكالة تانيوغ عن كوشتونيتسا اتهامه للوزراء الأوروبيين برفض جهوده للمحافظة على كوسوفو كجزء من صربيا .وعبر عن قناعته بأنه يتوجب على صربيا أن لا تسعى للانضمام إلى الاتحاد الأوربي إذا لم تعمد دول الاتحاد السبعة والعشرين إلى إلغاء قراراتها باعتراف بكوسوفو .

وقد تزامن موقف كوشتونيتسا هذا مع بدء البرلمان الصربي اليوم ببحث اقتراح الحزب الراديكالي الصربي حول حماية وحدة أراضي صربيا الذي يدعمه ائتلاف الحزب الديمقراطي لصربيا وصربيا الجديدة والحزب الاشتراكي الصربي المعارض والذي يدعو إلى وقف اقتراب صربيا من الاتحاد الأوروبي .

وعلى الرغم من أن الحكومة لم تتمكن من الاتفاق على صيغة مشتركة في هذا المجال أمس إلا انه يمكن للبرلمان أن يقر مثل هذا الاقتراح لان أنصار هذا التوجه من المعارضة ومن بين نواب ينتمون إلى بعض أحزاب الائتلاف يمكن لهم أن يؤمنوا الأغلبية اللازمة الأمر الذي إذا ما تم قد يعني سقوط الحكومة والدعوة إلى إجراء انتخابات مبكرة في وقت أقصاه نهاية هذا العام .

وكان الرئيس الصربي بلوريس تاديتش قد حذر عدة مرات من إمكانية سقوط الحكومة داعيا النواب القوميين إلى التخلي عن إقرار مثل هذا الإعلان .ويؤكد تاديتش بأنه سيوقع اتفاقية الشراكة والاستقرار مع الاتحاد الأوربي فورا إذا ما عرضت على صربيا لان مثل هذا الاتفاق حسب رأيه يحمي مصالح صربيا وهويتها في أوروبا وأمنها ووحدتها .ويرى بأن انضمام صربيا إلى الاتحاد الأوربي سيمنحها الإمكانية لمنع الدول الأخرى من أن تصبح أعضاء في الاتحاد ولاسيما كوسوفو .