الياس توما من براغ : دعت الحكومة الصربية اليوم الرئيس بوريس تاديش للإعلان عن انتخابات برلمانية مبكرة في الحادي عشر من أيار مايو القادم بالتزامن مع الانتخابات المحلية المقررة في ذلك اليوم.

وقد جاءت هذه الدعوة بعد أن حلت الحكومة الصربية نفسها بسبب الخلافات السائدة بينها بشان الموقف من استقلال كوسوفو وطريقة التعامل التي يتوجب على الحكومة إتباعها مع الاتحاد الأوروبي على خلفية موقفه من موضوع إعلان استقلال كوسوفو.

وكان الرئيس تاديتش قد أعلن يوم السبت بعد ساعات قليلة من قرار رئيس الحكومة فويسلاف كوشتونيتسا تقديم استقالته انه سيدعو إلى انتخابات مبكرة حين يتبلغ رسميا حل الحكومة نفسها وتبرير دعوتها للانتخابات المبكرة ولذلك ينتظر أن يعلن في وقت لاحق من اليوم أوغدا رسميا عن موعد الانتخابات.

وقد بررت الحكومة دعوتها للانتخابات المبكرة وحل نفسها بأنها لم تعد تمتلك سياسة مشتركة وموحدة الأمر الذي يسمح لها الدستور بالدعوة إلى الانتخابات المبكرة.

ويتم النظر منذ الآن إلى هذه الانتخابات على أنها ستكون بمثابة استفتاء جديد حول التوجهات اللاحقة لبلغراد بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة أي الاختيار بين استمرار التكامل الأوروبي أو اختيار موقف أكثر تشددا والانعزال عن أوروبا وبالتالي توقع إشكالات كبيرة في علاقاتها مع أوروبا والوسط البلقاني ومع كوسوفو لاسيما في حال فوز القوى القومية المتشددة فيها الأمر الذي لا يمكن استبعاده في ظل الأوضاع الحالية السائدة في صربيا وإمكانية دخول حزب رئيس الحكومة الحزب الديمقراطي لصربيا في تحالف مع الحزب الراديكالي أقوى الأحزاب في البرلمان الحالي ومع الحزب الاشتراكي .

يذكر أن خلافا يسود منذ عدة أسابيع بين الجناح القومي الذي يقوده حزب رئيس الحكومة وبين حزب الرئيس تاديتش الحزب الديمقراطي الذي يوصف بالمعتدل وغير القومي منذ الإعلان عن استقلال كوسوفو في 17 من شباط فبراير الماضي بشأن عملية مواصلة التكامل الأوروبي فالطرف الأول يريد إيقاف العملية إلى حين توضيح الاتحاد الأوروبي موقفه بشان حدود صربيا التي يعترف بها.