الحكومة العراقية حملت تنظيم القاعدة مسؤولية مقتله
باغصان الزيتون شيع الكلدان المطران رحو

عبد الرحمن الماجدي من امستردام:
شهدت قرية كرمليش شمالي الموصل صباح اليوم تشييعجنازة المطران بولص فرج رحو مطران ابرشية الكلدان في الموصل الذي وجد مدفونا يوم امس الخميس في حي الانتصار في مدينة الموصل ( 400 كم شمال بغداد) بعد مرور نحو اسبوعين على خطفه في حي النور بالموصل من قبل مسلحين مجهولين قتلوا مرافقيه وسائقه واجبروه على الترجل واقتياده لجهة مجهولة. وكان أنهى للتو طقوس صلاة quot;درب الصليبquot;التي تقام خلال صوم عيد القيامة. وطالب الخاطفون بفدية مالية كبيرة في اتصالات قال مقربون من المطران رحو انهم تلقوها. قبل ان يخبروهم اول امس ان صحته تتدهور ثم ابلغوهم بوفاته وارشدوهم لمكان دفنه الذي عثرت الشرطة العراقية على جثته فيه وهي في بداية التحلل حسب مصدر في الشرطة العراقية في الموصل الذي اوضح ان جثة رحو quot;كانت متفسخة حسب تقرير الطب العدلي ولا توجد عليها اثار اطلاقات ناريةquot;.ان quot;التفسخ دليل على ان الوفاة كان لاكثر من 72 ساعة قبل العثور على الجثة. الامر الذي يشير الى احتمال موته بعد ايام قليلة على اختطافه.
ورفع المشيعون من رجال الدين المسيحي من عدة طوائف قدم بعضهم من مدن اخرى بما فيها العاصمة بغداد اغصان زيتون وصور المطران رحو مع اعلام بيض عليها حمامات سلام. وحمل نعش المطران مسافة طويلة من اول القرية حتى كنيسة القرية حيث اقيم قداس برعاية الكاردينال عمانوئيل دلي الثالث رئيس الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في العراق والعالم. وكانت نسوةتصطف على جانبي الطريق تزعد وتبكي وتنثر الورود على الجنازة التي تقدمها صليب خشبي كبير عليه صورة المطران رحو. ونقل تلفزيون عشتار المسيحي مراسم التشييع وبث لقطات سابقة للمطران وهو يحث على السلام ومحبة الاعداء. ولم ترافق الشرطة العراقية مرسم التشييع بطلب من ذوي الفقيد حسب متحدث بإسم قيادة عمليات نينوى الذي قال ان ذوي رحو طلبوا من الشرطة باسلوب لبق عدم رافقتهم في موكب التشييع.
وكان المطران رحو اختطف عام 2005 ولكن أطلق سراحه دون أن يتعرض للأذى.
الحكومة العراقية دانت خطف ومقتل المطران رحو والقت بمسؤوليته على تنظيم القاعدة وفق ما ورد في رسالة رئيس الوزراء نوري المالكي لرئيس الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم الكردينيال عمانؤيل دلي الثالث التي عبر فيها عن أسفه وحزنه وإدانته لمقتل رئيس أساقفة الكلدان في الموصل المطران بولص فرج رحو. ورأى المالكي أن اغتيال المطران رحو يستهدف إثارة الفتنة بين مكونات الشعب العراقي، حسب قوله. بأن لا يفلت الجناة من حكم العدالة، قائلا إن أرض الرافدين ستتطهر من القتلة والإرهابيين بتلاحم أبنائها. كما دانت معظم الكتل البرلمانية العراقي الحادث. ولم يتبن اي تنظيم في العراق او خارجه مسؤولية الخطف لحد الان. ودان الرئيس الاميركي جورج بوش مقتل المطران وعدد من زعماء العالم.
وفي بلدة بلدة عنكاوا التابعة لمحافظة أربيل شمال العراق خرج المئات من أهالي في تظاهرات استنكارا لمقتل المطران بولص فرج رحو وأكدوا على أهمية التآخي والوحدة بين فئات الشعب العراقي كافة في وجه الإرهاب.
ولد المطران بولص رحو بتاريخ 20 كانون الأول/ديسمبر عام 1942 لوالديه وأتم دراسته الإبتدائية في مدرسة شمعون الصفا في مدينة الموصل شمال العراق، ومن بعدها المرحلة الثانوية في المعهد الكهنوتي التابع لكنيسته (إكليريكية شمعون الصفا الكهنوتية البطريركية) وذلك بين عامي 1954 و 1960، وأيضاً في العاصمة بغداد بين عامي 1960 و 1965، ومن ثم انشغل في دراسة الفلسفة واللاهوت في المعد المذكور سابقاً.
أكمل دراسته في روما بين عامي 1974 و 1976 حيث نال من كلية القديس توما الإكويني للآباء الدومينيكان ليسانس في علم اللاهوت الرعوي. بتاريخ 10 كانون الثاني/يناير 1965 سيم كاهناً (قسيساً) في بغداد، وفي يوم 16 شباط/فبراير 2001 رُفِّع إلى منصب أسقف في الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية وتولى مهام رعاية أبرشية الموصل.
و أسس جماعة المحبة والفرح لذوي الإحتياجات الخاصة عام 1986 والتي تطورت لاحقاً لتصبح جماعة مسكونية في بعض كنائس العراق، وفي عام 1993 أوجد جماعة أصدقاء يسوع الخيرية لإعانات الأسر الفقيرة، وفي عام 1996 أنشأ جماعة أصدقاء الناصرة لمساعدة العوائل الجديدة، وفي العام التالي أنشأ واحة المحبة والفرح للعيش مع الإيتام، وبسبب علاقاته الواسعة مع مختلف أطياف الشعب العراقي اختير ليكون عضواً في مجلس أعيان الموصل. كتب المطران بولص رحو للمجلات المحلية الكثير من المقالات في المجالات الرعوية والثقافية، ووضع كتاباً عن كنيسة مار إشعيا برقو سري.
وشهد عدد المسيحيين في العراق تناقصا منذ عام 2003 بعد ان كانوا يشكلون نحو 3 بالمئة من نفوس العراق اذ غادرت اعداد منهم خارج العراق هربا من خطر الموت او الخطف بعد ان تعرضت كنائس في بغداد والموصل ومحافظات عراقية اخرى لتفجيرات تبناها تنظيم القاعدة.