واشنطن: بعد مرور خمس سنوات على الغزو الأميركي للعراق هيمنت حرب العراق التي لا تحظى بتأييد الأميركيين على انتخابات الرئاسة الأميركية لعام 2008 ووعد الديمقراطيون بسحب سريع للقوات الأميركية من هناك بينما يؤكد الجمهوريون انهم باقون على المسار وتعهد السناتور الديمقراطي باراك أوباما ومنافسته السناتور هيلاري كلينتون بالبدء سريعا في سحب القوات الأميركية من العراق اذا انتخب أي منهما في نوفمبر تشرين الثاني لشغل مقعد الرئاسة في البيت الابيض.
أما المرشح الجمهوري المرجح جون مكين فيريد بقاء القوات الأميركية إلى أن يصبح العراق أكثر استقرارا.
وبغض النظر عمن سيفوز بالرئاسة الأميركية سيبقى على الارجح عشرات الآلاف من الجنود الأميركيين في العراق عندما يتسلم الرئيس أو الرئيسة القادمة السلطة في يناير كانون الثاني عام 2009.
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) الشهر الماضي انها تتوقع ان يكون لديها في العراق نحو 140 ألف جندي حتى بعد أن تستكمل الخفض المقرر في حجم القوات في يوليو تموز.
ويرفض الديمقراطيون رفضا قاطعا سياسة الرئيس الأميركي الجمهوري جورج بوش التي تقضي ببقاء قوات أميركية بأعداد كبيرة حتى يعطي الحكومة العراقية فسحة من الوقت لتبسط هيمنتها وتنجح في حل الانقسامات الطائفية.
لكن داخل المعسكر الديمقراطي نفسه يدور جدل حول العراق بين أوباما سناتور ايلينوي الذي يطمح لأن يصبح أول رئيس أميركي أسود وبين منافسته كلينتون سناتور نيويورك السيدة الأميركية الاولى السابقة التي تأمل في العودة إلى البيت الأبيض كأول رئيسة أميركية.
ويقول أوباما ان تصويت كلينتون عام 2002 في مجلس الشيوخ لصالح قرار يسمح باستخدام القوة ضد العراق يفقدها المصداقية في هذه القضية وتقول هي ان سجل أوباما رغم خطبه الرنانة ضد الحرب لا يختلف كثيرا عن سجلها.
ويتفق الاثنان من حيث المبدأ على بدء سحب القوات الأميركية بواقع لواء أو لواءين كل شهر على أن يستكمل الانسحاب الأميركي من العراق خلال عام إلى 16 شهرا.
وثارت شكوك حول دعوة أوباما لانسحاب سريع للقوات حين نقل عن سامنتا باور وهي مستشارة في السياسة الخارجية قولها انه قد لا يستطيع الوفاء بوعوده الانتخابية.
واستقالت باور من منصبها بعد أن وصفت كلينتون بانها quot;وحش كاسرquot; لكن تصريحاتها عرضت أوباما لاتهامات بأنه قد لا يستطيع تحويل أقواله في الانتخابات إلى أفعال.
وانتهز منظمو حملة كلينتون الفرصة وقالوا quot;مرة أخرى يبدو ان السناتور أوباما يقول للناخبين شيئا بينما يقول منظمو حملته انه لا يجب أخذ هذه الكلمات مأخذ العمل الجاد.quot;
ورد أوباما الهجوم قائلا إن كلينتون تحاول تمييع القضية وإثارة الشكوك حول موقفه.
واستطرد quot;الحق هو اني أريد ان أكون حريصا أثناء الخروج (من العراق) بقدر ما كنا غير مبالين ونحن ندخل. أريد أن أكون متأكدا من ان جنودنا آمنون وسالمون ونحن نسحبهم. وأنا لا أريد ان أرى العراق ينهار.quot;
أما مكين المرشح الجمهوري المرجح فيقول ان كلا المتنافسين الديمقراطيين لا يملك خبرة التعامل مع مسؤوليات الأمن القومي للبيت الابيض ويتهمهما بالترويج لفكرة الاستسلام في العراق.
واوشكت حملة مكين على الانهيار في الصيف الماضي وأرجع ذلك جزئيا إلى تأييده لزيادة حجم القوات الأميركية في العراق. لكن تحسنت فرصه بعد تحسن الموقف في العراق.
وقال مكين الاسبوع الماضي quot;الرئيس القادم يجب أن يشرح ما اذا كان يعتزم أو تعتزم وضع نهاية سريعة محتملة للحرب دون أن يفاقم من الصراع الطائفي الذي قد يتهاوى سريعا إلى إبادة جماعية.quot;
وقبل خمسة أعوام وقف عدد كبير من الأميركيين وراء بوش حين غزا العراق وأسقط الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.
لكن ثبت ان هدفه المعلن لتدمير أسلحة الدمار الشامل العراقية استند إلى معلومات مخابراتية خاطئة ومع مقتل نحو 4000 أميركي في العراق وانفاق مليارات الدولارات على الحرب لم يغفر له هذا غالبية الأميركيين.
وتمكن الديمقراطيون من انتزاع الهيمنة على الكونجرس من الجمهوريين عام 2006 بوعد بسحب القوات الأميركية من العراق لكنهم لم يتمكنوا من احداث فرق حقيقي.
فقد فشلت كل محاولة من جانبهم لسحب القوات كما ان النجاح النسبي الذي تحقق بعد ارسال قوات إضافية قوامها 30 الفا جعلت قضية حرب العراق تغيب عن عناوين الصحف الأميركية.