فالح الحمراني من موسكو : اشارت مصادر روسيا مطلعة الى ان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سيحمل الى تل ابيب رسالة من الرئيس السوري بشار الاسد. وكان لافروف قد بدأ اليوم زيارة للمنطقة تشمل سوريا واسرائيل والاراضي الفلسطينية لنيل دعم دول المنطقة لعقد مؤتمر سلام في موسكو وتحريك عملية السلام. ووفقا لتلك المصادر فان الرسالة تتضمن اقتراحا بعقد مباحثات سلام بشرط ان تعيد اسرائيل لسوريا مرتفعات الجولان.

ويضم جدول أعمال المباحثات التي سيجريها لافروف في سوريا وإسرائيل وفلسطين مسائل متعلقة بالبحث عن طرق للتسوية الفلسطينية الإسرائيلية واستعداد بلدان الشرق الأوسط لعقد مؤتمرها في موسكو. وأدلى سيرجي لافروف قبل بدء جولته بحديث صحافي لوسائل الإعلام الروسية أكد فيه أن الشرط الرئيسي لاستئناف عملية التفاوض في المنطقة هو تخلي الجميع عن استخدام العنف وفي آن واحد. وسيناقش لافروف خلال زيارته للمنطقة ايضا البرنامج النووي الايراني والموقف من استقلال كوسوفو وتطبيع العلاقات بين منظمتي فتح وحماس.
ومن المرتقب ان يوقع لافروف مع اسرائيل على اتفاقية الغاء تاشيرات الدخول مع اسرائيل. وتتوقع اسرائيل ان اعداد السياح الروس لزيارة منتجعاتها سيزداد بعد التوقيع على هذه الاتفاقية.

واشار معلق راديو صوت روسيا الكسندر فاتوتين إلى أن موسكو لا تهتم بأساليب العودة إلى السلام فيمكنها أن تتخذ شكل الهدنة أو وقف إطلاق النار. والرئيسي بالنسبة لها هو وقف عمليات القصف التي تذهب ضحية لها أرواح الأبرياء. وهذا على حد تعبير سيرجي لافروف هو موقف روسيا من الوضع الراهن في الشرق الأوسط. وقال ان روسيا اكدت اكثر من مرة حق إسرائيل في الأمن القومي إلا أنها تصر دائما على أن تحترم إسرائيل حق سائر البلدان في الأمن. لكن تصاعد العنف يعكس سعي طرفي النزاع إلى الانتقام وليس إلى ضبط النفس. ولهذا السبب بالذات تدعوهما روسيا إلى التحلي بروح المسؤولية. وفيما يخص الفلسطينيين حسب المعلق الروسي فإن مشكلتهم الرئيسية تتمثل في غياب الوحدة الوطنية منوها بسيطرة محمود عباس على الضفة الغربية فيما تسيطر على قطاع غزة حركة حماس.وخلص الى ان الدبلوماسية الروسية تنطلق من ضرورة تنظيم الحوار الفلسطيني. ولهذا تجري بانتظام الاتصالات بحماس رغم انتقادات سائر أطراف مجموعة الوساطة الرباعية الدولية ndash; الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.

وأشار المراقب السياسي المعني بالشؤون العربية سيرجي ديميدينكو إلى ضرورة تغيير الوضع القائم وقال quot;ان موسكو تعمل في هذا المجال بترو وبشكل متزن انطلاقا من ضرورة تحقيق وحدة الشعب الفلسطيني وعدم إبعاد أي جزء منه عن المشاركة في العملية السياسية والحوار السياسيquot; واضاف quot; وهذا ليس لأننا نريد التسوية السياسية بين إسرائيل وفلسطين فحسب بل لأننا نريد أيضا أن نعزز مواقعنا في المنطقة لكونها مهمة جدا بالنسبة لناquot; وهذا برأيه ما دفع روسيا إلى طرح الاقتراح بشأن عقد مؤتمر خاص بالتسوية الشرق الأوسطية في موسكو لبحث كل معضلات المنطقة بما فيها العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية والعلاقات السورية اللبنانية.