الياس توما من براغ : أعلن وزير الخارجية التشيكي كارل شفارتسينبيرغ ان وزارته ستقترح على الحكومة خلال اجتماعها بعد القادم المقرر في الثاني من نيسان ابريل القادم الاعتراف باستقلال كوسوفو.
.
وأكد انه يريد أن يتم البت في هذه المسالة من قبل الحكومة قبل بدء قمة حلف الناتو التي ستبدأ في نفس اليوم أي مساء 2 نيسان ابريل القادم ولذلك فان الحكومة ستخذ القرار الخاص بذلك خلال الاجتماع الصباحي لها ثم يتوجه رئيس الحكومة غلى بوخارست لحضور القمة مع الرئيس فاتسلاف كلاوس.
وتوقع شفارتسينبيرغ في تصريح لصحيفة برافو اليوم أن توافق الحكومة على الاقتراح الخاص بالاعتراف بكوسوفو معتبرا أن الحكومة الكوسوفية تتصرف بشكل عقلاني بشكل عام فيما تصرف بشكل غير صائب الصرب في إشارة إلى أعمال العنف القوية التي وقعت يوم الاثنين الماضي في القسم الشمالي من مدينة كوسوفوسكا ميتروفيتسا وقتل من جرائها ضابط شرطة أوكراني تابع لقوة الشرطة الدولية فيما جرج نحو 150 شخصا من الصرب ومن قوات كيفور والشرطة الدولية .
وعلى خلاف الاتجاه القائم لدى الحكومة للاعتراف باستقلال كوسوفو تتبنى المعارضة التشيكية ممثلة بالحزب الاجتماعي الديمقراطي والحزب الشيوعي موقفا معارضا بقوة للاعتراف باستقلال كوسوفو .
ويرى وزير الخارجية في حكومة الظل للحزب الاجتماعي لوبومير زاؤراليك أن الاعتراف في هذا الوقت باستقلال كوسوفو هو أمر غير مسؤول وان قيام الحكومة بذلك سيكون متناقضا مع قرار مجلس النواب التشيكي الذي شدد على ضرورة استنفاذ كافة الطرق لحل وضع كوسوفو الأمر الذي لم يحصل حتى الآن حسب قوله .
وأشار إلى أن حزبه قد دعا الحكومة إلى التصرف بشكل يتوافق مع روح قرارات الأمم المتحدة ولذلك افترض بان وزراء الحكومة سيناقشون الأمر لاحقا وليس البت بموضوع الاستقلال .
وبالتوافق مع هذا الموقف قال نائب رئيس الحزب الشيوعي يرجي دوليشي أن حزبه يقف ضد الاعتراف بكوسوفو وأن الأمر المثير للدهشة أن وزير الخارجية يسرع في هذه العملية مع انه يوشك على ترك الحكومة في إشارة إلى تأكيد وزير الخارجية عدة مرات مؤخرا انه سينسحب من الحكومة إذا ما تمت إعادة رئيس حزب الشعب يرجي تشونييك إلى منصبه السابق كنائب لرئيس لحكومة وزيرا للتنمية المحلية من دون تقديم إيضاحات كافية عن براءته من التهم التي نسبت إليه حول تلقيه رشاوى الأمر الذي لم تؤكده التحقيقات غير أن شكوكا ظهرت بان quot; تبرئته quot; من الاتهامات تمت بضغوط سياسية مورست على النيابة العامة خوفا من انهيار الائتلاف الهش الحاكم .
ويتبنى الرئيس التشيكي فاتسلاف كلاوس أيضا موقفا متحفظا ن مسالة الاعتراف باستقلال كوسوفو وقد سبق له أن حذر من أن هذا الأمر سيشكل سابقة خطيرة ستكون لها تداعيات غير حميدة على أوروبا و العالم .
ويرى محللون هنا أن الحكومة التشيكية لا تريد أن تكون من أواخر الدول التي تعترف باستقلال كوسوفو خاصة وان عددا كبيرا من دول الاتحاد الأوربي بما فيها ثلاثة من الدول الجارة لصربيا قد اعترفت بهذا الاستقلال مؤخرا الأمر الذي وجه ضربة سياسية قوية لبلغراد التي تسعى لإيقاف عملية الاعترافات المتواصلة باستقلال كوسوفو
ويتوقع دبلوماسيون تشيك أن تسحب صربيا سفيرها من براغ في حال اعتراف الحكومة التشيكية باستقلال كوسوفو كما فعلت في حالات أخرى مشابهة .