واشنطن، جنيف: حذر الفرنسي جان ماري غيهينو رئيس قسم عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة الخميس من أن عمليات حفظ السلام التي تقوم بها المنظمة الدولية مهددة بسبب نقص الدعم العملاني والسياسي وخصوصا في دارفور. وقال غيهينو الذي سيغادر منصبه في حزيران/يونيو المقبل بعد عمله على رأس الادارة ثمانية اعوام، من ان خليفته سيواجه تحديات خطيرة، محذرا من ان فشل عملية واحدة من اصل عشرين عملية تجري حاليا في العالم سيعرض للخطر كل العمليات الاخرى.
واضاف غيهينو الذي شهد قسم عمليات حفظ السلام تطورا لا سابق له في عهده، ان عمليات حفظ السلام تمكنت من استعادة بعض من مصداقيتها بعد فشلها الذريع في يوغولاسفيا في التسعينات لكن quot;هناك قلقاquot; حاليا.
واكد انه quot;يكفي فشل واحد لهدم هذه المصداقية (...) واذا خربت فسنحتاج الى سنوات لاعادة بنهائاquot;. واشار خصوصا الى البعثات التي تقوم بمهمات في دارفور ووجنوب السودان واريتريا وتشاد وافغانستان ولبنان وكوسوفو والكونغو الديموقراطية.
مجلس حقوق الانسان يطالب بمعاقبة مرتكبي العنف
بموازاة ذلك طلب مجلس حقوق الانسان المنبثق من الامم المتحدة من الخرطوم الخميس معاقبة مرتكبي اعمال العنف في دارفور الاقليم الواقع غرب السودان ويشهد حربا اهلية منذ خمس سنوات. وتبنت البلدان ال47 الاعضاء في المجلس بالاجماع وبلا تصويت نصا شكل حلا وسط بين البلدان الاوروبية والافريقية، لا يدين الخرطوم بسبب دورها في الهجمات على المدنيين في دارفور. وعبر المجلس عن quot;قلقه العميق للانتهاكات الخطيرة لحقوق الانسان والقانون الانساني الدولي الجارية في بعض مناطق دارفورquot;.
ودعا النص الخرطوم الى التحقيق quot;بعمق في كل الادعاءات بانتهاكات حقوق الانسان والقانون الدولي الانساني للاسراع في احالة منفذي هذه الانتهاكات الى القضاءquot;. وعبر المجلس عن quot;قلقهquot; لان التدابير التي تبنتها الحكومة السودانية لمعالجة الوضع quot;لم تؤد بعد الى النتيجة الايجابية المرجوة ميدانياquot;. ورأى مندوب كندا في المجلس ان سكان دارفور quot;يستحقون افضلquot; من هذا النص. واعتبرت الامم المتحدة الاسبوع الماضي في تقرير ان الانتهاكات التي تشمل المدنيين في قرى بدارفور خلال هجمات للجيش السوداني في الشهرين الماضيين كشفت عن quot;استراتيجية عسكرية متعمدةquot;.
واسفرت تلك الهجمات في غرب دارفور عن 15 قتيلا على الاقل، فيما هجر اكثر من ثلاثين الف شخص بالقوة، منهم جزء كبير الى تشاد، كما جاء في التقرير. وقد اسفر النزاع في دارفور وعواقبه عن سقوط حوالى مئتي الف قتيل في غضون خمس سنوات، و2،2 مليون مهجر من اصل ستة ملايين نسمة، كما تقول منظمات انسانية. وتحتج الخرطوم على ارقام القتلى وتتحدث عن تسعة الاف قتيل فقط.
التعليقات