إعلان دمشق يجدد الإلتزام بالمبادرة العربية
الأسد: القمة خطوة إلى الأمام لا يجوز أن نبني عليها آمالا كبيرة
وسألت صحيفة quot;الحياةquot; أحد المشاركين البارزين فيها ان يختصر أجواء القمة بكلمتين، فأجاب مبتسماً: quot;لا إنفجارات ولا إنفراجاتquot;. وحين طلب منه توضيح ما يقصد قال: quot;لم تشهد القمة ما كان يخشاه البعض من توتر أو تفجير للاتهامات بسبب تراجع العلاقات الثنائية والخلافات حول الملفات الصعبة كلبنان والعلاقات الفلسطينية - الفلسطينية. غابت الانفجارات حتى عن الجلسة المغلقة. لكن اللهجة الهادئة والودية أحياناً لا تعني ان انفراجات قد حصلتquot;.
ودعا quot;اعلان دمشقquot; الصادر عن القادة العرب في ختام القمة العربية في دمشق، الى انتخاب رئيس توافقي في لبنان من دون ابطاء. وأكد القادة العرب quot;الالتزام بالمبادرة العربية لحل الازمة اللبنانية ودعوة القيادات السياسية اللبنانية الى انجاز انتخاب المرشح التوافقي العماد ميشال سليمان في الموعد المقرر والاتفاق على اسس تشكيل حكومة الوحدة الوطنية في اسرع وقت ممكنquot;. ودعوا quot;قيادات الاكثرية والمعارضة النيابية الى التجاوب مع جهود ومقترحات الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى وتنفيذ المبادرة والتوصل الى التوافق في شأنها من دون ابطاءquot;.
وشدد القادة على quot;وضع العلاقات اللبنانية السورية على المسار الصحيح بما يحقق مصالح البلدين وتكليف الامين العام للجامعة العربية البدء في العمل على تحقيق ذلكquot;.
وزير الخارجية السوري وليد المعلم اعتبر في مؤتمر صحافي مع الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى بعد انتهاء القمة، ان القمة العربية كانت ايجابية، وان مجرد انعقادها يشكل نجاحا نظرا الى الضغوط الاميركية التي تعرضت لها. وقال المعلم ان quot;القمة كانت ايجابية ولها نكهة مميزة بسير اعمالها وسلاسة النقاشات ثم بالاجتماع المغلق الذي تميز بالتفاعل الواضح والشفاف بين القادةquot;. وردا على سؤال عما اذا كان الملف اللبناني بحث في خلال القمة، أجاب المعلم: quot;في الجلسة المغلقة ارتأى القادة انه لا يجوز بحث موضوع لبنان في غياب لبنانquot;. أضاف: quot;في اجتماع كبار المندوبين تم اقرار شيئين، الاول قرار حول التضامن مع الجمهورية اللبنانية كان وزراء الخارجية ناقشوه في اجتماع القاهرة (في الخامس من اذار) اقر كما هو، واقر موضوع المبادرة العربية ودعم جهود الامين العام ومواصلتها لتنفيذ هذه المبادرةquot;.
وتابع: quot;لا احد يحل مكان اللبنانيين ليمارسوا حقهم في السيادة والاستقلال ويتوصلوا الى توافقquot;، وأضاف: quot;قلنا منذ البداية اننا نريد ان يحضر رئيس لبناني القمة، لكننا لسنا نحن من يذهب لانتخاب رئيس. المبادرة العربية واضحة والعرب اتفقوا على ثلاث نقاط متكاملة، ولكن يجري الان تحريف لهذه المبادرة، هذا خروج عن المبادرةquot;. وشدد المعلم على ضرورة التوافق بين سوريا والسعودية لمساعدة اللبنانيين على التوصل الى حل الازمة الرئاسية. ورأى ان quot;سوريا وحدها لا تستطيع والسعودية وحدها لا تستطيع، بجهد سوري سعودي مدعوم من قبل الدول العربية، نستطيع تشجيع اللبنانيين على التوافقquot;. كما لفت المعلم الى انه quot;عندما تكون سوريا ومصر معا تدرآن جميع المخاطرquot;، معربا عن امله في ان يكون التوتر بين مصر وسوريا quot;غيمة وتزول.
مصدر حكومي في بيروت علّق عبر صحيفة quot;النهارquot; على كلام المعلم عن عدم طرح المسألة اللبنانية على النقاش في الجلسة المغلقة للقمة، قائلاً ان عدم البحث في الملف اللبناني تم بطلب من لبنان، وان رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة ابلغ هذا الطلب الى الامين العام للجامعة قبل انعقاد القمة، وتمنى عليه عدم مناقشة الموضوع اللبناني في غياب لبنان.
وفي مقابلة مع قناة quot;الجزيرةquot; الفضائية القطرية وصف الرئيس السوري بشار الأسد القمة بأنها quot;خطوة إلى الأمام لا يجوز أن نبني عليها آمالا كبيرةquot;، موضحاً أنها في حاجة الى تطوير الآليات. وقال: quot;أنا تحدثت اليوم عن تطوير آليات العلاقة بين المسؤولين العرب في المستويات المختلفة، وفي الوقت نفسه الآليات الموجودة في الجامعة العربية quot;. ورأى أن قمة دمشق تتميز عن غيرها من القمم بالصراحة والوضوح بين القادة العرب وquot;أهم نقطة في قمة دمشق أننا للمرة الأولى نتحدث بصراحة ونعاتب بعضنا بعضاً، ونتقبل هذا العتاب وهذا النقد ونصل إلى رؤية متقاربة في شأن القضايا المختلفة، والتي هي في حاجة الى خطة تنفيذية توضع في المرحلة المقبلةquot;. هذا، ووصل الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الى القاهرة آتياً من دمشق لاجراء محادثات مع الرئيس حسني مبارك الذي تغيب عن القمة. وأوردت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية ان الاسد عبر خلال لقائه وزير الدولة المصري للشؤون القانونية والمجالس النيابية مفيد شهاب الذي رأس وفد مصر الى القمة، عن تحياته وتقديره لمبارك ودوره في دعم قضايا العمل العربي المشترك، وأكد تطلع سوريا الى مواصلة التنسيق مع مصر في مختلف القضايا العربية والاقليمية.
واعلن وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي ان quot;ايران تبذل جهودا لتحسين العلاقات بين الدول العربية، بما فيها سوريا والمملكة العربية السعوديةquot;. ولفت الى ان quot;السعودية وايران تضطلعان بدور مهم لاحباط المؤامرات التي تحاك ضد العالم الاسلامي، بما فيها الصراع السني - الشيعي المفتعلquot;. وأمل ان quot;تستخدم السعودية نفوذها في المنطقة للتوصل الى تسوية نهائية للازمة في لبنانquot;.
وفي ردّ على المحاولات السورية والايرانية لرمي كرة الازمة اللبنانية في الملعب السعودي،اكد ممثل السعودية في القمة السفير احمد عبد العزيز القطان ان quot;موقف المملكة واضح وصريح من الأزمة اللبنانية والمبادرة العربية التي أعادت القمة تأكيدها، متسائلاً: quot;ما هو الدافع الى تعطيلها حتى الآن... ما هو المطلوب من المملكة؟ هل المطلوب منا أن نذهب إلى الأكثرية ونطالبها بأن تنتقص من حقوقها التي كفلتها صناديق الانتخابquot;. وأضاف: quot;ان المرشح للرئاسة هو صديق وحليف للاقلية في لبنان ورئيس مجلس النواب صديق وحليف لها ايضاً... وبعد ذلك تطالب الاقلية ان تعطى لها الوزارات السيادية... المحصلة في النهاية هي ان تكون هناك سيطرة كاملة للاقلية على كل اجهزة الدولة، فهل هذا هو المطلوب الآن من المملكة ان تتقدم به لدى الاكثرية؟ هل مطلوب ان تذهب المملكة الى الاكثرية وتقول لهم تناصفوا الوزارات مع الاقلية؟quot;.
مروان حمادة: بغيابه عن القمة حافظ لبنان على كرامته وثبّت سيادته
بدوره أكد وزير الاتصالات مروان حمادة أن quot;بغياب لبنان عن القمة حافظ على كرامته وهذا أمر أساسي، كما ثبّت سيادته وكرّسها كدولة مستقلة تستطيع أن تقول كلمتها ولو غيابياً في القمم العربيةquot;، مشيراً الى أن quot;لبنان اليوم، كما كان في العام 1945 عندما شارك في تأسيس جامعة الدول العربية، أكد أنه عضو فاعل في الجامعة وان له كلمته وحضوره وأن أحداً لا يستطيع أن يهيمن عليهquot;.
وأشار حماده، في حديث إلى quot;أخبار المستقبلquot;، ان quot;الرئيس المسيحي العربي الملتزم الهوية له موقعه، ولا يجوز ان يمنع انتخابه واستطراداً حضوره القمةquot;، وقال: quot;لو كنا ذهبنا لكان الذين يقولون الآن كيف لم تذهبوا، قالوا كيف ذهبتم من دون رئيس، وبالتالي كل انتقاداتهم مردودةquot;.
التعليقات