واشنطن: اتهمت منظمة إغاثية أميركية، الولايات المتحدة بتقوّيض فرص إحلال السلام في الصومال، من خلال الضربات العسكرية التي تستهدف بها العناصر المتشددة المناوئة لحكومة مقديشو الانتقالية وحليفتها أثيوبيا.
وشنت المقاتلات الأميركية، في السابق، عدة غارات على مواقع مشتبهة للعناصر المتشددة، كما أضافت إدارة واشنطن الجناح العسكري لـquot;الحركة الإسلامية الصوماليةquot; إلى قائمة المنظمات الأجنبية الإرهابية، وفق الأسوشيتد برس.
وقالت منظمة quot;لاجئون دوليونquot; في تقريرها: quot;الصومال.. التقدم بحذرquot; إن الهجمات الأميركية تقوّض المساعي الدبلوماسية للتوصل لمصالحة سياسية، وتثير العناصر المتشددة، وتعزز التهديدات التي تسعى السياسة الأميركية في القرن الأفريقي لاحتوائها.quot;
وتزامن نشر تقييم quot;لاجئون دوليونquot; مع سيطرة نحو 200 من العناصر المتشددة، المسلحة بقذائف أر.بي.جي. والأسلحة الأوتوماتيكية، على بلدة وسط الصومال ومهاجمة رتل عسكري.
وذكر شهود عيان أن المواجهات العنيفة الاثنين، أدت إلى مصرع أربعة أشخاص، بينهم جنديان حكوميان، وإصابة خمسة آخرين.
وحث التقرير الإدارة الأميركية للتنديد بانتهاكات حقوق الإنسان التي تقوم بها القوات الأثيوبية في الصومال.
ونفت أثيوبيا في السابق انتهاك قواتها حقوق الإنسان في الصومال.
وكانت القوات الأثيوبية قد قدمت الدعم العسكري لحكومة الصومال بمساعدتها في دحر العناصر المتشددة التي كانت تسيطر على مناطق جنوبي الصومال خلال النصف الأول من عام 2006.
وتعهد المسلحون المتشددون على شن هجمات على غرار تلك التي يشهدها العراق.
وقالت المنظمة الإغاثية الأميركية إن المنظمات التابعة للأمم المتحدة العاملة في مقديشو، تعيش بعيدة عن أرض الواقع السريع التقلب، حيث أدت المواجهات في العاصمة إلى نزوح أكثر من مليون شخص من مناطقهم.
ولدواعٍ أمنية، يقيم موظفوها الدوليون في كينيا المجاورة، وتفتقر المنظمة الأممية إلى موظفين صوماليين يعيشون في أرض الواقع.
وردت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة، وعلى لسان ممثلها للصومال، غيلرمو بيتوشي، على اتهامات quot;لاجئون دوليونquot; بالإشارة إلى أن أوضاع عمل المنظمة في الصومال quot;واقعية.quot;
وقال بيتوشي في حديث للأسوشيتد برس: quot;نحن محبطون ونعمل على حسم تلك القضايا.quot;
وكانت الطائرات المقاتلة الأميركية قد استهدفت بهجوم صاروخي في مطلع مارس/آذار الفائت quot;أحد الإرهابيينquot; المطلوبين لمكتب التحقيقات الفيدرالية في جنوب الصومال.
وكشف مسؤول أميركي لمراسلة في وزارة الدفاع الأميركية quot;بنتاغونquot;، أن الهجوم استهدف شخص يدعي صالح علي صالح نبهان، إلا أنه لم يتضح إذا ما قضى نحبه في الهجوم أم لا.
ويُعد نبهان، البالغ من العمر 28 عاماً، أحد المطلوبين لمكتب التحقيقات الأميركي، على خلفية اتهامه بالتورط في الإعداد لهجوم انتحاري على فندق يملكه إسرائيليون، في مدينة quot;مومباساquot; بكينيا، في العام 2002.
كما يتهم المكتب نبهان بالتورط في التخطيط للهجوم الفاشل، الذي استهدف طائرة ركاب إسرائيلية في كينيا، حيث وضع ضمن قائمة quot;الإرهابيين المطلوبينquot; في العام 2006.
وذكرت مصادر أميركية أن القصف جاء بصاروخ quot;توماهوكquot; تم إطلاقه من إحدى الغواصات الأميركية، وليس باستخدام طائرات حربية.
وكانت وزارة الدفاع الأميركية قد أعلنت في ذات الفترة، أن قواتها قصفت هدفاً quot;إرهابياًquot; في جنوب الصومال، قرب الحدود مع كينيا، باستخدام صواريخ موجهة عالية الدقة، فيما أكدت مصادر صومالية أن القصف أسفر عن مقتل ستة مدنيين.
وكان الجيش الأميركي قد شن هجوماً مشتركاً مع القوات الصومالية، في بداية يونيو/ حزيران العام الماضي، شمالي الصومال، أسفر عن مقتل ستة quot;متشددينquot; بينهم ثلاثة quot;قاعديينquot; غربيين.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية إن القصف استهدف أحد المتورطين في تفجيرات سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا عام 1998، حيث تعتقد واشنطن أن العناصر المتورطة تختبئ في الصومال.
كما نفذ الطيران الأميركي غارتين جويتين ضد أهداف لتنظيم القاعدة في جنوبي الصومال، في يناير/ كانون الثاني من العام الماضي، إلا أن تقارير أفادت بأن الغارتين أخفقتا في إصابة الأهداف المحددة لهما.
وتراقب الولايات المتحدة عن كثب المنطقة بحثاً عن فلول تنظيم القاعدة، عقب دحر القوات الأثيوبية والصومالية quot;اتحاد المليشيات الإسلاميةquot; عن سدة الحكم في الصومال.