أسامة مهدي من لندن، بغداد، وكالات: اصدر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي حزمة اجراءات اليوم لتحسين الاوضاع في مدينة البصرة الجنوبية مع دخول الاوضاع الامنية المضطربة فيها اسبوعها الثاني اليوم .
وقال بيان لمكتب المالكي ان رئيس الوزراء قد امر بعد استتباب الامن والاستقرار في البصرة (550 كم جنوب بغداد) بتعزيز القوات فيها بعشرة الاف فرد من ابناء المدينة الذين تطوعوا للالتحاق بالقوات الامنية . معروف ان عدد افراد القوات العراقية الموجودة في البصرة يبلغ حوالي 30 الف فرد تم تعزيزهم مؤخرا بقوات اضافية من محافظات مجاورة لتنفيذ خطة فرض القانون التي تم الشروع بها الثلاثاء الماضي واسفرت عن سقوط المئات من القتلى والجرحى اثر مصادمات بين جيش المهدي التابع للزعيم الشيعي مقتدى الصدر والقوات الحكومية .

كما امر المالكي بتوجه وكلاء الوزارات العراقية الخدمية الى البصرة وذلك للشروع بتأمين الخدمات الضرورية لمواطني المدينة التي تعاني شح المواد الغذائية ونقص الماء والكهرباء . واضاف انه اوعز الى الجهات المختصة بوقف التجاوزات على اراضي الدولة واسترجاع ما تم الاستيلاء عليها وكذلك ارجاع جميع السيارات التي التابعة للحكومة التي استحوذت عليها الشخصيات والاحزاب والقوى في المدينة . كما قرر تحويل القصور الرئاسية والحكومية في المدينة الى منتجعات سياحية وتحويل ملكيتها الى الحكومة المحلية اضافة الى الشروع ببناء دور سكنية للفقراء .

وفي وقت سابق اليوم اصدر القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي أوامره الى جميع الاجهزة الامنية في بغداد امر فيه بايقاف عمليات الدهم والاعتقالات الا بامر قضائي.

وأوضح بيان لمكتب المالكي ان رئيس الوزراء امر بايقاف جميع المداهمات والاعتقالات الا بأمر قضائي , ولايجوز الاعتقال دون امر قضائي صادر عن القضاء العراقي كما شدد على استخدام الحزم والقوة على كل من يخرج عن القانون ويرفع السلاح.

وشهدت مدينة البصرة وعدد من المدن العراقية اليوم أجواء هادئة بعد ستة أيام من المعارك حيث انتهت المواجهات الأحد الماضي بعد قيام زعيم التيار مقتدي الصدر بإصدار بيان يطلب فيه من أتباعه وقف القتال وإلغاء جميع المظاهر المسلحة مؤكدا تبرؤه من كل من يحمل السلاح حيث رحبت الحكومة العراقية بإعلان الصدر واعتبرته خطوة في الاتجاه الصحيح.

الخسائر البشرية في العراق عند أعلى مستوى منذ اغسطس


الى ذلكأظهرت أرقام حكومية يوم الثلاثاء ان القتال بين قوات الأمن العراقية ورجال ميليشيا شيعية الشهر الماضي رفع اعداد القتلى من المدنيين في البلاد الى أعلى مستوياتها خلال أكثر من ستة اشهر.واوضحت بيانات جمعتها وزارات الداخلية والدفاع والصحة وحصلت عليها رويترز ان 923 مدنيا في الاجمال قتلوا في مارس اذار بزيادة 31 في المئة عن فبراير شباط مما يجعل شهر مارس اكثر الشهور دموية منذ اغسطس اب 2007 .

وتمثل الارقام لطمة للحكومة العراقية والولايات المتحدة اللتين اشارتا الى تراجع مستويات العنف في الشهور القليلة الماضية كدليل على أن الحملات الامنية الكبيرة حققت تقدما كبيرا.وقتل مئات من الناس واصيب اخرون كثيرون في قتال الاسبوع الماضي بعدما امر رئيس الوزراء نوري المالكي بحملة ضد رجال ميليشيا شيعية في مدينة البصرة الجنوبية. وكان كثير من القتلى مدنيين تقطعت بهم السبل وسط تبادل اطلاق النيران.

وكانت البصرة هادئة نسبيا ليوم ثان على التوالي اليوم الثلاثاء بعدما امر رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر يوم الاحد مقاتليه بالانسحاب من الشوارع.وقال مراسل لرويترز في البصرة ان مزيدا من المتاجر فتحت ابوابها وان الشوارع تمتليء بالمارة والسيارات. لكن كثيرا من المدارس والمكاتب الحكومية ما تزال مغلقة.

وكشف القتال صدعا عميقا داخل الاغلبية الشيعية في العراق بين الاحزاب السياسية في حكومة المالكي واتباع رجل الدين الصدر صاحب الشعبية.ورغم الارتفاع الحاد في عدد الخسائر البشرية الشهر الماضي الا ان حصيلة مارس 2008 ما زالت اقل بكثير من 1861 مدنيا قتلوا في نفس الشهر قبل عام مضى حين كان العراق على شفا حرب اهلية شاملة. واصيب 1358 مدنيا في الاجمال في مارس مقارنة مع 2700 قبل عام مضى.

وتراجعت الهجمات بصورة عامة منذ يونيو حزيران الماضي حين اكتمل نشر 30 الف جندي امريكي اضافي. وكانت هدنة اعلنها الصدر من جانب واحد في اغسطس اب الماضي عاملا مهما اخر في خفض الهجمات.وقال وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس يوم الاثنين ان اعمال العنف الحديثة في جنوب العراق لن تعرقل خطط الولايات المتحدة لسحب 20 الف جندي بحلول يوليو تموز. ويقول القادة الامريكيون انهم يتوقعون وجود 140 الف جندي في العراق بمجرد اكتمال الانسحاب.

ومن المقرر ان يقدم قائد القوات الامريكية في العراق الجنرال ديفيد بتريوس والسفير الامريكي لدى بغداد ريان كروكر تقرير حالة عن الوضع في العراق الى الكونجرس الأسبوع القادم.ومن المتوقع ان يوصي كروكر في التقرير المرتقب بوقفة في سحب القوات لتجنب فقدان المكاسب التي تحققت في الشهور القليلة الماضية.

ووافق الصدر على سحب مقاتلي جيش المهدي من الشوارع بعدما وافقت السلطات الحكومية على وقف اعتقال اتباعه وتنفيذ عفو لاطلاق سراح سجناء.وأكد المالكي يوم الثلاثاء امره لقوات الأمن العراقية بوقف غاراتها على مقاتلي جيش المهدي وعدم القاء القبض على مسلحين الا بأمر اعتقال.

لكن مؤيدي الصدر قالوا ان الغارات استمرت.وقال ناصر العيساوي عضو الكتلة البرلمانية للصدر quot;لدينا معلومات عن عمليات كثيرة تستهدف اتباع الصدر وخاصة في البصرة.quot;واضاف quot;هذا خطر جدا ويهدد الاتفاق.quot;ولم تكن لديه معلومات عن عدد من اعتقلوا في البصرة يوم الاثنين لكن قوات الامن اعتقلت 70 فردا في حي الحمزة في مدينة الحلة الشيعية الجنوبية.

ويحذر المحللون من ان القتال يمكن ان يندلع مجددا بسهولة مع تنافس الفصائل من اجل النفوذ السياسي قبيل الانتخابات الاقليمية المتوقع اجراؤها في اكتوبر تشرين الاول.وتقول الحكومة ان العملية العسكرية في البصرة الاسبوع الماضي استهدفت فرض النظام والقانون لكن اتباع الصدر يقولون انها كانت محاولة لتقليص نفوذهم قبيل الانتخابات.وأظهرت احدث بيانات عراقية عن الخسائر البشرية مقتل 102 من افراد الشرطة و54 جنديا في مارس بالمقارنة مع 65 شرطيا و20 جنديا في فبراير شباط وان 641 متمردا قتلوا واحتجز 2509