الياس توما من براغ : وصف رئيس الحزب الشيوعي التشيكي المورافي المعارض فويتيخ فيليب إعلان وزير الخارجية التشيكي مع نظيرته الاميركية أمس في بوخارست عن توصل الطرفين إلى اتفاق نهائي بشان وضع الرادار الاميركي التابع للدرع الصاروخي في منطقة بردي العسكرية التشيكية بأنه سيدخل تاريخ تشيكيا باعتباره يوما اسودا وسيئا .
ودعا الحكومة التشيكية إلى الكشف عن مضمون هذه الاتفاقية بعد الانتهاء مباشرة من قمة بوخارست .

ورأى أن تشيكيا بهذه الخطوة قد تخلت عن التزاماتها التي أخذتها على عاتقها في إطار الاتحاد الأوربي وركزت فقط على التعاون مع الولايات المتحدة .
واعتبر أن ما ذكر أمس في قمة بوخارست عن إمكانية إدراج الرادار في المنظومة الدفاعية الجماعية للناتو بأنه شكلي الطابع ولا يراعي مصالح تشيكيا في أوروبا أما في الواقع فان هذا الرادار سيكون جزءا من نظام الدرع الصاروخي الاميركي حسب رأيه .

من جهته أكد نائب رئيس الحزب الشيوعي ييرجي دوليشي بان التعبير الذي ورد في بوخارست بان الرادار سيضم إلى نظام الدفاع الصاروخي الأطلسي لا يمكن أن يتم فهمه على انه سيعطي الحق للأوربيين بالتدخل في عمل هذا النظام .
وشدد على أن سياسة حزبه المعتمدة منذ فترة طويلة هي رفض تواجد قوات أجنبية في تشيكيا وان حزبه يطالب بإجراء استفتاء في هذا الشأن كون القضية حساسة وتمس سيادة وامن تشيكيا .
من جانبه اعترف الناطق باسم الحزب الشيوعي في شؤون السياسة الخارجية النائب في البرلمان ألكسندر تشيرني بأنه لا يفهم هذا الإسراع الأميركي بإنجاز موضوع الرادار مع أن الخطط الأميركية تتحدث عن انه سيتم تشغيله بعد وضعه في عام 2011 أو 2012

ورأى انه من الضروري الانتظار حتى يتم الانتهاء من الانتخابات الرئاسية الاميركية لمعرفة الخيارات التي ستنتهجها الإدارة الأميركية الجديدة .
وبالتوافق مع هذا الموقف قال رئيس الحزب الاجتماعي الديمقراطي أقوى أحزاب المعارضة ييرجي باروبيك بان حزبه يطالب بإجراء استفتاء بهذا الشأن فيما قال نائبه بوهسلاف سوبوتكا بان الحكومة الحالية ليس لها الشرعية الكافية ولا التفويض للتوقيع على مثل هذه الاتفاقية مع الطرف الاميركي .

وأضاف أن الحكومة لم تتوصل إلى اتفاق مع المعارضة بهذا الشأن كما لا يوجد وفاق بشأنها في المجتمع ولم يكن موضوع الرادار جزءا من البرامج الانتخابية لأي حزب قبل الانتخابات النيابية الأخيرة ، كما أن هذا الأمر لم تتم الموافقة عليه في استفتاء.
وكان وزير الخارجية التشيكي كارل شفارتسينبيرغ قد ذكر أمس في بوخارست أن التوقيع على الاتفاقية الرئيسة الخاصة بوضع الرادار سيتم في الأيام العشرة الأولى من أيار مايو القادم في براغ وان وزيرة الخارجية الاميركية ستحضر إلى براغ لهذا الغرض .

واعتبر شفارتسينبيرغ بان الأميركيين قد استجابوا تدريجيا للطلب التشيكي بان يكون الرادار جزءا من النظام الدفاعي الجماعي للناتو وان رايس تدرك بوضوح بان أي زيارة سيقوم بها مفتشون روس إلى القاعدة لن تتم إلا بعد موافقة تشيكيا .