القاهرة: أعرب رئيس الوزراء اللبنانى فؤاد السنيورة اليوم عن أمله بالتوصل الى حل للازمة الرئاسة اللبنانية قبل تقاعد العماد ميشال سليمان مؤكدا أنه quot; حتى لو تقاعد فانه سيظل مرشحا توافقيا للجميع quot; . واوضح السنيورة خلال مؤتمر صحافى عقب لقائه الرئيس حسنى مبارك الذى دام ساعتين ان لبنان يؤكد أهمية المضى فى عملية انتخاب رئيس الجمهورية معتبرا أن اعتزام العماد سليمان التقاعد quot; بمثابة صرخة أطلقها للتعبير عن ضيقه للطريقة التى يتعامل بها لبنان وبهدف التوصل الى اتفاق بشأن المبادرة العربيةquot;. ونوه بأن المبادرة العربية تؤكد رغبة العرب بالاسراع بانتخاب رئيس للجمهورية وهو ما اتفق عليه اللبنانيون مضيفا أن هذا المرشح التوافقى يوكل اليه- بحسب الدستور اللبنانى -تشكيل حكومة وحدة وطنية.
واعتبر أن ما يجرى فى هذه الفترة quot;تحميل عملية انتخاب رئيس الجمهورية جملة كبيرة من الشروط من هنا ومن هناك بما يؤدى عمليا لمنع عملية الانتخابquot;.وذكر أن زيارته الحالية الى مصر وعدد من الدول العربية تأتى لمناقشة تطورات الاوضاع فى لبنان خاصة بعد انعقاد القمة العربية فى دمشق التى لم يحضرها لبنان لافتا الى أن لبنان يهدف من مشاوراته التوصل الى اجتماع لوزراء الخارجية العرب من أجل بحث القضايا الاساسية.
واشار فى هذا الاطار الى أهمية بحث العلاقات اللبنانية السورية خاصة quot;بما يؤدى فعليا لاستعادة المؤسسات الدستورية فى لبنان لدورها وتعزيز دور الدولة اللبنانية التى عانت الكثير من عمليات الافراغ لمضمونها والتأثير عليها لتصبح غير قادرة فى حماية حاضر وأمن وأمان اللبنانيينquot;.وذكر أن جولته الحالية تستهدف هذا المطلب أساسا مبينا أن لبنان يمر بمرحلة دقيقة وما قد ينعكس من خطورة تنجم عن الموقف الحالى سواء على لبنان أو الامة العربية ككل مشيرا الى أن موقف مصر والرئيس مبارك مساند دائما للبنان ولكل القضايا العربيةquot;.
وحول موقف لبنان من تطورات مناقشة الاوضاع فى لبنان فى مجلس الامن وأيضا التحرشات الاسرائيلية على الحدود السورية قال السنيورة quot;لم نسع يوما ولانقبل على الاطلاق أن نوافق على اللجوء للحلول العسكرية من أية جهة كانت quot;.وأضاف quot; فنحن عرب وسنظل عربا وأى اعتداء من أية جهة ضد لبنان أو ضد سوريا أو بلد عربى فإن موقف لبنان سيكون الوقوف ضد هذا العمل وبجانب الاشقاء العرب وبجانب سوريا وبالتالى نحن لانلجأ ولانحبذ وندين أى عمل عسكرى ونحن ضد المغامرات التى تقوم بها اسرائيل حاليا quot;.
واشار السنيورة الى ان لبنان ناشد القوات الدولية أن تكون على بينة ويقظة مما يجرى حتى لاتتخذ اسرائيل ذلكquot; ذريعةquot; لخرق الاجواء اللبنانية والاعتداء على لبنان منوها كذلك بأنه كانت هناك تعليمات للجيش اللبنانى ليكون على أهبة الاستعداد لمواجهة أى تطور فى الموقف. وشدد على أهمية دور مجلس الامن فى منع آية اختراقات والتأكيد على الاسراع بانتخاب رئيس جديد للجمهورية.كما أكد مجددا أهمية الموقف العربى الضاغط من أجل ايجاد حل لمشكلة لبنان منوها بأن استمرارها يؤدى الى ادخال المنطقة العربية ككل فى مخاطر غير محسوبة مما يؤكد ضرورة المسارعة بتنفيذ المبادرة العربية.
وحث على ما أسماه quot;معالجة الخلل الواضح فى العلاقات اللبنانية السورية حتى لاتزداد الامور سوءا ويكون لبنان مدخلا للمزيد من المغامرات التى يقوم بها آخرون ضد لبنان وضد المصالحة العربية ككل quot;.وبشأن ما تقترحه فرنسا من خلال الدعوة الى عقد اجتماع فى باريس لبحث الازمة اللبنانية قال السنيورة quot; نحن مع أى جهة تقدم اقتراحا عمليا ولكننا نؤكد على الدور العربىquot;.ورأى أن رفض بعض الاطراف اللبنانية للمبادرة العربية نتيجةquot; تأثر اطراف ببعض الضغوط الاتية من خارج لبنان مما يمنع تنفيذها ويحول دون العملية الديمقراطية وتسلط الاقلية على رأى الاغلبية quot;.
وحول مااذا كانت هناك آلية سعودية لحل الازمة اللبنانية قال السنيورة ان quot;السعودية تدعم المبادرة العربية بشأن لبنان quot;.وعن تأثير الأزمة الحالية على الاوضاع الاقتصادية فى لبنان نوه السنيورة quot;بان لبنان تأثر شأنه فى ذلك شأن باقى دول العالم بالمتغيرات الاقتصادية العالمية الناجمة عن زيادات أسعار البترول والسلع الاولية quot;.
وأشار الى أن حكومته تسعى لاحتواء هذه التداعيات والتعاون مع المؤسسات الاقتصادية وممثلى القطاع الخاص من أجل معالجة هذه المسائل معتبرا أن حل المشكلة الاقتصادية والاجتماعية بشكل عام يكمن فى اعادة البلاد والاقتصاد الى الحالة الطبيعية التى تساعد لبنان على الاستفادة من الطفرة الاقتصادية الحالية فى المنطقة.ولفت الى أن لبنان خسر خلال السنوات الثلاث الماضية حوالى 20 بالمئة من ناتجه المحلى بسبب الاوضاع السياسية والاقتصادية غير المستقرة التى تمر بها.
وذكر أن عدم حضور لبنان القمة العربية فى دمشق quot; كان بهدف أن يوصل صوته بشكل مدو ويناشد أشقاءه العرب من أجل رأب الصدع فى العلاقات العربية ومعالجة مسألة العلاقات السورية اللبنانية quot;.
التعليقات