روما: تتوقع استطلاعات الرأي ان يثأر رجل الاعمال الثري الايطالي سيلفيو برلوسكوني من خصومه السياسيين بفوزه في الانتخابات التشريعية المقررة في 13 و14 نيسان/ابريل بعد حملة انتخابية تركز الجدل فيها حول مسألة شراء شركة الطيران الوطنية اليطاليا.ولم يعترف زعيم اليمين الايطالي يوما بهزيمته امام رومانو برودي الذي تفوق عليه بفارق بسيط في نيسان/ابريل 2006 وواصل المناورات من اجل العودة الى السلطة معتبرا انه كان ضحية quot;دسائسquot; انتخابية.
وتوقعت اخر استطلاعات للرأي ان يحقق حزبه quot;شعب الحريةquot; تقدما بست او سبع نقاط على الحزب الديموقراطي برئاسة والتر فلتروني الذي يحظى بشعبية في روما حيث كان رئيس البلدية غير انه ما زال يبحث عن شرعية وقاعدة وطنية.وان كان برلوسكوني يتقدم منافسه، الا ان الغموض ما زال يلف حجم الغالبية التي قد يحظى بها في مجلس الشيوخ وبالتالي قدرته على ممارسة السلطة بدون ان تعترضه قيود.ويصعب على برلوسكوني الذي بلغ الواحدة والسبعين من العمر ان يقدم نفسه على انه رجل جديد وهو من وجوه الحياة السياسية الايطالية منذ 15 عاما وقد تولى رئاسة حكومتين منذ 1994.
وخاض حملته بالنبرة الشعبوية التي يعتمدها منذ دخوله المعترك السياسي فركز بصورة خاصة على نقاط ضعف خصومه اليساريين منددا بانقساماتهم وبالوعود التي قطعوها بتحريك عجلة الاقتصاد بدون ان تتحقق.
وفي ما يتعلق بمحاولة شركة اير فرانس-كاي ال ام لشراء اليطاليا، لم يتردد برلوسكوني المعروف بتأييده الليبرالية المطلقة في الاقتصاد، في تحريك المشاعر الوطنية مؤكدا انه سيعمد فور انتخابه الى تشكيل كونسورسيوم من المقاولين الايطاليين للحفاظ على الطابع الوطني للشركة.وان كان اليسار بزعامة رومانو برودي نجح خلال سنتين من توليه السلطة في تصحيح المالية العامة، الا انه واجه نموا اقتصاديا ضعيفا جعل عهده يقترن في ذهن الايطاليين بضغوط ضريبية قوية وتراجع في القدرة الشرائية.
وفي المقابل ركز زعيم يسار الوسط الجديد والتر فلتروني (52 عاما) حملته الانتخابية على تجديد الطبقة السياسية واعتماد نزاهة اكبر في السياسة والدفاع عن الاكثر ضعفا والمتقاعدين والموظفين ذوي الاجور المتدنية عارضا رفع الحد الادنى للاجور الى الف يورو في الشهر.وكتبت صحيفة quot;ايل سولي -24 اوريquot; الاقتصادية ان مجموع الوعود الانتخابية التي قطعها فلتروني يتراوح بين 20 و27 مليار يورو يمول القسم الاكبر منها بخفض كلفة تسيير اعمال المناطق والدولة.
وقدرت الصحيفة قيمة وعود التخفيضات الضريبية (الضرائب المهنية والضرائب على شراء اول منزل) التي قطعها برلوسكوني ما بين 72 و87 مليار يورو تغطى منها 33 مليار بواسطة بيع املاك تعود للدولة وتخفيض مستوى انفاق الادارات.وتغير المشهد السياسي الحالي عن الحملة الانتخابية الماضية حيث تتصارع اربع تنظيمات كبرى بعدما كانت المنافسة تجري في انتخابات نيسان/ابريل 2006 بين عشرين تشكيلا سياسيا تجمعت في حلفين متصارعين.
وستذهب الاصوات اليمينية الى التحالف بين شعب الحرية ورابطة الشمال حليفها الاقليمي القوي في شمال البلاد، فيما تتوزع الاصوات اليسارية ما بين الحزب الديموقراطي وquot;يسار قوس قزحquot; المؤلف من الشيوعيين والخضر.وفي الوسط يامل اتحاد الديموقراطيين المسيحيين والوسطيين بقيادة بيار فرديناندو كاسيني حليف برلوسكوني سابقا، في لعب دور الحكم اذا لم تنبثق عن الانتخابات اي غالبية في مجلس الشيوخ، غير انه مهدد بهزيمة تقضي عليه ما بين التنظيمين اليساري واليميني.
التعليقات