خلف خلف من رام الله: الأطفال في العالم، صناع الحياة، وأمل المستقبل الذي ما فتئ يتضور جوعا لإشراق المحبة والسلام على الكون، أما أطفال فلسطين فيجدون أنفسهم عنوة أسرى في السجون الإسرائيلية، يتقاسمون مع بعضهم وحشية التحقيق وعذابات الإجابة التي لا يملكونها، ومنهم من وضعته أمه الأسيرة بالسجن، فعاش سنوات عمره الأولى في دهاليز الزنازين المظلمة، لتسجل كل يوم قصص وحكايات من العذاب والألم الذي لا يتوقف أو ينتهي.

إحصائية حديثة لمركز الأسرى للدراسات تفيد أن هنالك قرابة 344 طفلاً أسيراً لا زالوا في السجون والمعتقلات الإسرائيلية من بينهم الطفل يوسف الزق، والذي أنجبته أمه فاطمة الزق بعد اعتقالها في مستشفي مئير بكفار سابا في يوم 18/1/2008، والأسيرة الطفلة غادة أبو عمر ابنة الأسيرة خولة زيتاوي والتى تبلغ من العمر سنة وسبعة اشهر.

وبين المركز أن الأطفال معظمهم موجود في سجن تلموند المحاذي للأسيرات وسجن هداريم وريمونيم المعد للأسرى في منطقة هشارون بالقرب من نتانيا، وهنالك عدد آخر منهم موزع في مراكز توقيف ومعتقلات، ويشير المركز أن المئات من مجموع الأسرى 11.500 كانوا أطفالا لحظة اعتقالهم، وتجاوزوا سن 18 عاما في الاعتقال.

وقال مدير مركز الأسرى للدراسات رأفت حمدونة: quot;إن الأسرى الأطفال يتعرضون لانتهاكات صارخة تستوجب تدخل المسئولين والمؤسسات ووزارة الأسرى والمحررين والمنظمات الحقوقية حيث أن دولة الاحتلال المتمثلة بإدارة مصلحة السجون الإسرائيلية تنتهك كل الأعراف والمواثيق الدولية التي تكفل حماية هؤلاء القاصرين وتأمين حقوقهم الجسدية والنفسية والتعليمية وتواصلهم بأهاليهم ومرشدين يوجهون حياتهم والتعامل معهم كأطفال، وليس كإرهابيين كما هو الحال في السجونquot;.

وأضاف حمدونة: أن أحد الأطفال المحررين وهو بعمر (17عاماً) كشف أن سلطات الاحتلال تحرم الأطفال الأسرى من أبسط الحقوق وأنهم يعيشون أوضاعاً صعبة للغاية، وشدد الفتى أن شرطة مصلحة السجون الصهيونية تنتهك حقوق الطفل، واستنكر ما تمارسه الشرطة ضدهم من خلال الاعتداء عليهم بالضرب، وتهديدهم بالضرب بالشفرات إذا ما حاولوا رفع شكوى للإدارة، والتأثير النفسي لمنع زيارات الأهالي لهم وعقابهم الجماعي، هذا ويعانى الأطفال من اكتظاظ في الغرف، وعدم الاهتمام بهم في التعليم وتوفير أدواته ومعلميه.

وأضاف مستذكراً ما تعرض له أثناء الاعتقال من قبل الجيش الإسرائيلي، قائلا: quot;إنهم أجبروني على خلع ملابسي وشبحوني في الصقيع وتحت المطر الغزير، واعتدوا عليّ بالضرب المبرح، وقيدوا رجلي بالسلاسل الحديدية وربطوهما على قطعة من الخشب وقاموا بجلدي على رجليquot;.

وتابع الطفل المحرر: quot;بعد هذا التعذيب أدخلوني إلى غرفة التحقيق في 'قدوميمquot; ثم إلى تحقيق الجلمه، وزاد الضرب عليّ بقوة، واستمر التحقيق معي يومين مع مواصلة الضرب بدون شفقة ولا رحمة، حتى أصبحت الدماء تسيل من رأسي وأقدامي، كما تم تهديدي باعتقال والدي وأشقائي وكل من له صلة قرابة بيquot;. وأضاف: quot;الأسرى الأشبال يعانون من فقدان العناية النفسية وعدم وجود مرشدين نفسيين داخل السجن، واحتجازهم مع أسرى جنائيين، والتخويف والتنكيل بهم أثناء الاعتقال، وأحياناً محاولات تجنيدهم من قبل المخابرات الإسرائيليةquot;.