حملها قذاف الدم وعرض بنودها خلال لقائه مبارك
القذافي يجدد طرح وساطة ليبية بين مصر وسوريا
نبيل شرف الدين من القاهرة: جاءت زيارة المسؤول الليبي أحمد قذاف الدم، المبعوث الخاص للعقيد الليبي معمر القذافي إلى القاهرة، ولقاؤه الرئيس المصري حسني مبارك، لتجدد الحديث عن أنباء سربت خلال الأسبوع الماضي عن وساطة ليبية بين مصر وسوريا، وهو ما كانت قد نفته كل من القاهرة وطرابلس الغرب قبل أيام، غير أن هذه التطورات والاتصالات المكثفة الأخيرة عادت لتؤكد الحديث عن طرح اقتراحات ليبية للتشاور بشأن إمكانية ترتيب لقاء محتمل بين الرئيسين مبارك وبشار الأسد برعاية ليبية، بعد تهيئة الأجواء وحلحلة أبرز نقاط الخلاف بين الجانبين، من خلال لجان مشتركة سورية ـ مصرية، بدعم ورعاية من قبل ليبيا .
ويرى مراقبون ومحللون سياسيون أن ليبيا قد تكون مؤهلة للوساطة بين القاهرة ودمشق، غير أنها ليست مؤهلة للوساطة بشأن الأزمة اللبنانية، بسبب توتر العلاقات الليبية ـ السعودية، خاصة وأن السعودية طرف بالغ الأهمية في إمكانية التوصل لأي حل للمسألة اللبنانية الشائكة .
وعقب لقائه مع الرئيس المصري حسني مبارك قال أحمد قذاف الدم إنه quot;لا يوجد أي خلاف بين مصر وسورية يستدعي تدخل ليبيا من أجل الوساطة بين البلدينquot;، كما وصف العلاقات بين القاهرة ودمشق بأنها quot;ممتازة، وموضع تقدير متبادل من الجانبينquot;، على حد قوله .
في هذه الأثناء تحدث دبلوماسي عربي في القاهرة عن دخول اليمن على خط الوساطة بين مصر وسوريا، لتهدئة الأجواء بما يمهد لعقد قمة تجمع بين الرئيس المصري حسني مبارك ونظيره السوري بشار الاسد لإزالة التوتر في علاقات البلدين، غير أن الخارجية المصرية نفت تلقيها أي شيء بشأن هذه الوساطة اليمنية حتى الآن .
وساطات يمنية وليبية
ومضى أحمد قذاف الدم ـ الذي يشغل أيضاً موقع المنسق العام للعلاقات المصرية ـ الليبية ـ قائلاً إن سورية كانت شريكة لمصر في حرب تشرين الأول (أكتوبر) عام 1973 وأن الرئيس السوري بشار الاسد يكن كل تقدير واحترام لنظيره المصريquot; .
وأضاف المبعوث الليبي أن العلاقات بين مصر وسورية لم تنقطع وإنه لم يلاحظ وجود أي خلاف بين البلدين يستدعي التوسط بينهماquot;، على حد تعبيره .
تأتي هذه التصريحات التي أدلى بها قذاف الدم في وقت قال فيه سليمان عواد المتحدث باسم الرئاسة المصرية، quot;إن العلاقات بين القاهرة ودمشق ليست في أفضل حالاتها، معترفاً بوجود خلافات في عدة قضايا أبرزها المسألة اللبنانية، ورؤية التعامل مع القضية الفلسطينيةquot; .
وسربت دوائر دبلوماسية عربية في القاهرة معلومات حول ضمانات حملها قذاف الدم من دمشق، عن التزام دعم المبادرة العربية الخاصة بالأزمة السياسية في لبنان، في إطار ما تتوصل إليه اللجنة المشتركة المقترحة بين مصر وسورية، بهدف المسارعة في إتمام الاستحقاق الرئاسي اللبناني كخطوة تستبق الحديث عن quot;إعادة ترسيمquot; العلاقات السورية ـ اللبنانية، ومن ثم العلاقة بين دمشق من جهة، وكل من القاهرة والرياض من جهة أخرى .
وقبيل قمة دمشق أوفد العقيد الليبي معمر القذافي موفده الخاص أحمد قذاف الدم، إلى القاهرة ودمشق وبيروت، ناقلاً رسائل منه لرؤساء هذه الدول، غير أن هذه الزيارات لم تسفر عن نتيجة بشأن التوصل لحل على صعيد الأزمة السياسية اللبنانية .
وأبدت القاهرة استياءً من دمشق أخيراً، فبعد أن اكتفت بتمثيل متواضع في القمة العربية التي استضافتها العاصمة السورية، فقد حظرت السلطات السورية دخول الصحف المصرية على مدى عدة أيام، وهو ما فجر حلقة جديدة من التوتر في العلاقات بين القاهرة ودمشق المتوترة أساساً على خلفية التباين الحاد في وجهات النظر ازاء التعاطي مع الأزمة السياسية في لبنان .
التعليقات