واشنطن: ستضطر هيلاري كلينتون الى الفوز بالانتخابات التمهيدية في بنسيلفانيا الثلاثاء للمحافظة على امال ترشيحها الى الرئاسية عن الديموقراطيين، لكن عليها الفوز بفارق واسع لاقناع quot;المندوبين الكبارquot; المترددين بينها وبين باراك اوباما. فبعد اكثر من 40 استشارة في ارجاء البلاد وصرف عشرات الملايين من الدولارات في حملة مستعرة، ما زال الصراع محتدما بين المرشحين الديموقراطيين، بلا نتيجة واضحة، مع فارق بسيط لصالح اوباما حاليا.

وفاز سيناتور ايلينوي في عدد ولايات اكبر من كلينتون، بحيث يستفيد من عدد اكبر من المندوبين مقارنة بسيناتورة نيويورك، كما تفوق عليها من حيث عدد الاصوات. اما من جهة الجمهوريين، ضمن جون ماكين ترشيح حزبه منذ مطلع اذار/مارس وبدا حملته استعدادا لاستحقاق تشرين الثاني/نوفمبر بلا مخاوف من داخل حزبه. واشارت الاستطلاعات الى ان الجمهوري ليس متكافئا مع منافسيه الديموقراطيين فحسب، بل يتفوق عليهما في نوايا التصويت.

ويتعارض هدوء المعسكر الجمهوري مع اجواء المعسكر المناوئ. فالخصمان الديموقراطيان اللذان بدت علامات التعب على ملامحهما، تواجها الاربعاء في نقاشهما المتلفز ال21 منذ انطلاق الحملة. وواصل الديموقراطيان حملتهما الجمعة في بنسيلفانيا حيث تنظم الثلاثاء الانتخابات التمهيدية التي تؤدي الى الحصول على 158 مندوبا. واعتبرت كافة مؤسسات الاستطلاع ان كلينتون التي لها جذور قربى في هذه الولاية المحاذية لنيويورك، هي الرابحة. لكن تساؤل الخبراء يدور حول هامش فوزها.

وافادت صحيفة وول ستريت جورنال الجمعة انها quot;ان لم تفز مع تقدم من عشرة نقاط على الاقل، فذلك سيعزز القناعة بان باراك اوباما هو الفائز بلا شك لدى الديموقراطيين، ما يميل كفة كبار المندوبين باتجاههquot;. ويشكل quot;كبار المندوبينquot; المؤلفون من مسؤولين وشخصيات واعيان في الحزب، المحور الفعلي لانتخاب الثلاثاء والاستحقاقات التسعة التالية حتى 3 حزيران/يونيو.

ويشارك نحو 800 quot;مندوب كبيرquot; في المؤتمر الديموقراطي الذي ينعقد اواخر اب/اغسطس لتعيين المرشح الديموقراطي رسميا. وخيارهم حاسم. فهؤلاء quot;المندوبون الكبارquot; الاحرار في خيارهم، سيدققون بالتفصيل في نتائج الانتخابات المقبلة.

وفي حال فرضت كلينتون نفسها بفارق كبير في بنسيلفانيا، ثم كررت هذا الانجاز في 6 ايار/مايو في انديانا (شمال) وكارولاينا الشمالية (جنوب شرق)، فيمكن ان يقف quot;المندوبون الكبارquot; خلفها. لكنها اذا خسرت، او فازت بفارق بسيط الثلاثاء، فقد يفضلون خصمها عليها. ويعتبر اوباما رابحا بفارق كبير في كارولاينا الشمالية وبفارق بسيط في انديانا.

وقال بيل برادبوري وهو quot;مندوب كبيرquot; من اوريغون (شمال غرب) ان استحقاق الثلاثاء quot;قد يكون الفرصة الاخيرةquot; لكلينتون، حيث لم يتخذ قراره بعد، معتبرا ان مقاومة اوباما او فوزه في بنسيلفانيا، سيحدد مصير الترشيح. اما رئيس quot;الشبان الديموقراطيون في اميركاquot; ديفيد هارت، وهو ايضا quot;مندوب كبيرquot; فاكد ردا على سؤال لصحيفة يو اس ايه توداي، انه اذا فشلت كلينتون في الفوز بفارق كبير الثلاثاء quot;فسيبدا والاخرون بالميل الى اوباماquot;.

وقال الناطق باسم اوباما هاري سيفوغان ان سيناتور ايلينوي تلقى دعم 80 quot;مندوبا كبيراquot; منذ مطلع شباط/فبراير فيما نالت كلينتون دعم خمسة.وافاد موقع quot;ريل كلير بوليتيكسquot; المتخصص المستقل ان كلينتون تتمتع حاليا بعدد اكبر من quot;كبار المندوبينquot; مقارنة بخصمها (256 مقابل 232). لكن هؤلاء يستطيعون تغيير رايهم في اي لحظة. بالتالي، انتقل الخميس quot;مندوب كبيرquot; يدعم كلينتون الى معسكر اوباما.

اوباما يحصل على دعم عضوين نافذين سابقين بمجلس الشيوخ

في غضون ذلك، سجل اوباما نقاطا جديدة امام منافسته كلينتون اليوم في معركة الفوز باصوات quot;كبار المندوبينquot; الذين سيكون دعمهم حاسما في تحديد المرشح الديموقراطي. واعلن فريق الحملة الانتخابية لاوباما حصوله على دعم العضوين السابقين في مجلس الشيوخ صان نان وديفيد بورين وهما وجهان يحظيان بالتقدير في الحزب الديموقراطي في جنوب الولايات المتحدة ومتخصصان في قضايا الامن الداخلي. كما اعلن وزير العمل السابق في حكومة بيل كلينتون وصديق عائلة كلينتون، روبرت ريخ دعمه لاوباما.

وقال ريخ الذي يعمل حاليا استاذا في جامعة بيركلاي على مدونته quot;اعتقد ان باراك اوباما يجب ان يكون الرئيس المقبل للولايات المتحدة (..) وهو يجسد افضل الحظوظ في استعادة السلطة الاخلاقية للولايات المتحدة في العالمquot;.

جون ماكين يكشف عن ضرائبه وليس عن مداخيله

هذا ونشر المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الاميركية جون ماكين بعد كلينتون واوباما، الجمعة مجمل مدفوعاته من الضرائب عن عامي 2006 و2007. ولكن خلافا لمنافسيه، لم يكشف ماكين مع ذلك عن قيمة مداخليه معتبرا انه ليس ملزما شرعيا القيام بذلك.

واكتفى ماكين بنشر مرتبه كسناتور (حوالى 162 الف دولار سنويا) وقيمة حقوقه كمؤلف (80 الف دولار في 2006 و176 الف دولار في 2007) وراتبه التقاعدي الفدرالي (23 الف دولار في 2007) وراتبه كطيار متقاعد في سلاح البحرية (58 الف دولار في 2007).

وحسب الوثائق التي قدمها فريق حملته الانتخابية، فان ماكين دفع ما مجموعه اكثر من 175 الف دولار كضرائب فدرالية في 2006 و2007. ووزع خلال العامين المذكورين على اعمال خيرية اكثر من 340 الف دولار حصل على معظمها من حقوقه كناشر كتب.

ولم ينشر فريق حملته ايضا قيمة ضرائب وعائدات زوجته سيندي ماكين معتبرا ان وريثة موزع الجعة quot;هانسلايquot; التي تقدر ثروتها باكثر من مئة مليون دولار، تقدم اعلانا مستقلا عن زوجها في هذا المجال. وقالت سيندي ماكين في بيان انها لن تنشر اي شيء في هذا المجال quot;لحماية الحياة الخاصة لاولادهاquot;. وكان اوباما وكلينتون قد اعلنا ايضا عن عائدات شريكهما.