نجلاء عبد ربه من غزة : إستهلت فضائية الأقصى التابعة لحركة حماس مانشيت أخبارها اليوم بـ quot;بدء الإنفجار في غزةquot;، مشيرة إلى العملية الفدائية التي نفذت في معبر كرم أبو سالم، أو كما تسميه إسرائيل quot;كيرم شالومquot;.

وما أن أفاق الفلسطينيون اليوم على ذوي تفجير ضخم هز أركان المحافظات الجنوبية لقطاع غزة بسبب صاروخ مروحي أصاب ناقلة جنود تابعة للسلطة الفلسطينية، كانت حركة حماس قد إستولت عليها، حتى باغت ثلاثة فدائيين تابعين لكتائب القسام quot;غسان أرحيم واحمد ابو سليمان ومحمود ابو سمرةquot; مجموعة من الجنود الإسرائيليين كانوا داخل المعبر وفجروا عبوات كانت بحوزتهم، ما أدى إلى إصابة 13 جندياً، بحسب الإذاعة العبرية، ومقتل المنفذين الثلاثة.

وأعلنت كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس، على لسان الناطق بإسمها أبو عبيدة، مسؤوليتها الكاملة عن العملية، وأطلقوا عليها إسم quot; نذير الإنفجارquot;، في إشارة إلى الأوضاع الصعبة التي يعيشها سكان قطاع غزة في ظل الحصار المفروض عليهم.

وقال أبو عبيدة quot;إن عددا من المقاومين نفذوا العملية مستخدمين أربع جيبات مفخخة, تم تفجير ثلاثة منها, مؤكدا إن خسائر الإسرائيليين اكبر مما يعترفquot;. واعتبر أن إدخال أربع سيارات مفخخة خلف الخطوط الأمنية للجيش الإسرائيلي، يشكل نجاحا للمقاومة التي تسعى لكسر الحصار عن القطاع, معتبراً العملية خطوة على تلك الطريق.

وحسب روايات إسرائيلية أخري فقد حاول عدد من الفلسطينيين اقتحام المعبر لاختطاف جنود إسرائيليين ومُستخدمين يعملون في المكان, وإدخال سيارة مفخخة لتفجيرها هناك, إلا أن الجنود تصدوا لهم واشتبكوا معهم, ما أدى إلى إصابة ثلاثة منهم على الأقل, فيما بلغ عدد الجنود الإسرائيليين المصابين ستة بينهم اثنان في حالة متوسطة وأربعة- قالت تلك المصادر- إنها طفيفة حيث قامت طائرات بنقلهم إلى مستشفى برزلاي في مدينة عسقلان لتلقي العلاج.

وعقب العملية، نفذت إسرائيل غارة على رفح، جنوبي قطاع غزة، أسفرت عن مقتل المواطن معين حمدونة، الذي وصل إلى مستشفى أبو يوسف النجار أشلاء متفحمة، وأصيب أربعة آخرين وصفت المصادر الطبية حالة إثنين منهم لـ إيلاف بالحرجة.

ويرى محللون فلسطينيون أن لحركة حماس، حرية محدودة في تفجير الوضع القائم في غزة، للخروج من المأزق الحالي الذي تعيشه. وأكدوا أن إسرائيل هي المخرج الوحيد لتلك الأزمة، وأن العمليات الفدائية قد تعيد إسرائيل لرشدها، وتفك الحصار عن غزة، ولو جزئياً.

بدورها قالت مصادر إسرائيلية إن قوات الجيش أكدت علي سكان المستوطنات المحيطة بقطاع غزة عدم الخروج من منازلهم واخذ الحيطة بعد ورود أنباء عن تسلل مقاومين فلسطينيين عبر معبر كرم أبو سالم.

وكانت قوات إسرائيلية خاصة توغلت في حي الشجاعية شرق مدينة غزة, محمية بعدد من الآليات العسكرية الإسرائيلية وبغطاء جوي كثيف وشرعت بإطلاق النار بشكل كثيف وعشوائي صوب المواطنين الفلسطينيين فيما يخوض رجال المقاومة الفلسطينية اشتباكات عنيفة مع قوات الاحتلال.

وقالت كتائب القسام في بيان لها، إن مقاوميها تصدوا للقوة الإسرائيلية المتوغلة في المكان وإنهم يخوضون اشتباكات عنيفة معها، مؤكدة إن إصابات وقعت بين جنود الاحتلال الإسرائيلي. وأضافت quot;أنها قصفت القوات الإسرائيلية وموقع ناحل عوز بــ 45 قذيفة هاون وعدد من قذائف الــ ار بي جي، فيما أعلنت مصادر طبية فلسطينية عن مقتل مقاوم فلسطيني خلال التصدي، وإصابة عدد آخر بجراح اثر القصف الإسرائيلي في حي الشجاعية.

إلى ذلك، تجمعت عشرات النساء الفلسطينيات بعد عصر اليوم، أمام معبر ايريز في شمال قطاع غزة في تظاهرة سلمية دعت إليها حركة حماس، لمطالبة العالم بالتحرك لرفع الحصار عن القطاع لذي يعيش سكانه حالة مأسوية.

وحملت المتظاهرات أعلاماً فلسطينية ورايات خضراء ويافطات كتب على بعضها quot;لن نعترف بإسرائيل لو حاصرونا سنينquot;، وquot;ميت بلا غذاء، ميت بلا دواء، ميت بلا حليب فأين انتمquot;. وقالت إحدى المشاركات في التظاهرة quot;ندعو الدول العربية لتخرج عن صمتها و لتتخذ موقفا يحسب لها ولو لمرة، لإغاثتنا، ولتعلم إسرائيل أننا شعب لا نرضخ ولن يجبرنا الحصار على التنازل عن ثوابتناquot;.