أسامة العيسة من القدس: طالب النائب عيسى قراقع، مقرر لجنة الأسرى في المجلس التشريعي الفلسطيني، إسرائيل بالإفراج عن جثمان الفدائية الفلسطينية دلال المغربي المحتجزة بلباسها العسكري في غرفة مبردة منذ استشهادها عام 1978، مشددا على أهمية فتح ملف جثامين الأسرى والاسيرات، المحتجزة في مقابر الأرقام العسكرية الإسرائيلية منذ سنوات عديدة وإعادتها إلى ذويها.
وكانت المغربي قادت مجموعة فدائية، انطلقت من لبنان عبر البحر، وتمكنت من التسلل إلى الساحل الفلسطيني، يوم 11 آذار (مارس) 1978، وخطفت حافلة ركاب إسرائيلية، لمبادلة ركابها باسرى فلسطينيين، في عملية حملت اسم الشهيد كمال عدوان، الذي كانت اغتالته إسرائيل، مع قياديين آخرين في بيروت في عام 1973.
وتمكنت قوات الأمن الإسرائيلية، من إحباط العملية، والسيطرة على الحافلة وقتل دلال المغربي، وقاد القوات الإسرائيلية آنذاك ايهود باراك وزير الدفاع الإسرائيلي الحالي.
ومنذ ذلك الوقت، وإسرائيل تحتجز جثمان المغربي، التي ينظر إليها فلسطينيا، كإحدى بطلات حركة التحرر الفلسطينية، التي لم تنجز حتى الان مهمتها بدحر الاستعمار.
ودعا قراقع، الذي كان تحدث بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني، إلى إدراج قضية الأسرى في المناهج التعليمية الفلسطينية في المدارس والجامعات كجزء quot;من التاريخ النضالي والسياسي الفلسطيني ولنشر الوعي لدى الأجيال عن تجربة الاعتقال المليئة بالتضحيات والمعانيquot;.
وأبرز قراقع ما وصفها بالمأساة quot;اللا أخلاقية لاستمرار احتجاز رفات الشهداء وما يسبب ذلك من استمرار معانات ذويهم وانتهاكًا صارخًا لحقوق الموتى الذين يسقطون خلال الحرب والصراعquot;.
وأشار إلى أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة التي تعاقب الأموات وان المقابر التي يحتجز فيها الشهداء سيئة للغاية وتفتقر للحد الأدنى من المقومات الإنسانية والدينية، مطالبًا بفتح هذا الملف في المفاوضات وفي الأمم المتحدة.
ومن جهة أخرى شدد قراقع على أهمية أن تكون تجربة الأسرى جزء من التعليم والثقافة الفلسطينية وان تدرج كمنهج تعليمي في الجامعات والمدارس لأنها quot;تجربة غنية مليئة بالتضحيات والبطولات وهي جزء من المسيرة النضالية والسياسية للشعب الفلسطينيquot;.
واعتبر قراقع، أن من واجب الوفاء للأسرى هو نقل تجربتهم للطلبة والأجيال حفاظا على الذاكرة وردًا سياسيًا على محاولات تجاهل قضيتهم ووصفها بأوصاف تنتهك مكانتهم النضالية والقانونية والسياسية.
ودعا قدورة فارس رئيس نادي الأسير في الضفة الغربية، إلى وقف ما اسماها المفاوضات العبثية بسبب استمرار الاستيطان والاعتقالات وانتهاك حقوق الأسرى داخل سجون الاحتلال وتنصل إسرائيل من التزاماتها القانونية والسياسية بحق الشعب الفلسطيني، موضحًا، أن إسرائيل لا تزال تتعامل مع الأسرى وفق حساباتها الخاصة ومعاييرها العنصرية متجاهلة البعد السياسي في هذه القضية الهامة والتي من دون إيجاد حل عادل لها لن يكون هناك سلاماً ولا أمنًا في المنطقة.
ويذكر بان إسرائيل تحتجز أعدادا غير معروفة من جثامين عرب وفلسطينيين، سقطوا خلال سنوات الصراع الطويلة، وان كانت إحدى الإحصائيات تشير إلى احتجاز إسرائيل لنحو 300 من الجثامين لفلسطينيين وفلسطينيات سقطوا خلال انتفاضة الأقصى فقط.
وتحتجز إسرائيل الجثامين في مقابر يحيطها الغموض يطلق عليها (مقابر الأرقام) وفي أماكن أخرى غير معروفة، أو في الثلاجات، وترفض تسليم الجثث للأهالي الذين يطالبون بها.
وما يزال مصير المئات من المفقودين والشهداء الذين سقطوا في حروب 1948 و1956 و1973 و1982 مجهولاً وهم من الفلسطينيين وجنسيات عربية مختلفة.
التعليقات