واشنطن: بدأ مستشار الأمن القومي الأميركي ستيفن هادلي بالتحضيرات للزيارة المقررة للرئيس بوش لإسرائيل والتي من المقرر أن يتوقف فيها في القدس لمدة 24 ساعة الشهر المقبل، لمناقشة ملف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية والعقوبات ضد إيران.

ونقلت صحيفة جيروسليم بوست عن مسؤولين دبلوماسيين أن ثمة ترقب كبير بأن توقع إسرائيل والسلطة الفلسطينية نوعا من وثيقة إعلان المبادئ بحضور بوش، لإعطاء انطباع بأن هناك تحركا فعليا في المسار الدبلوماسي الذي كان قد أطلقه الرئيس بوش في مؤتمر أنابوليس في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وكان هادلي قد التقى مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت فور وصوله إلى إسرائيل الثلاثاء، ومع وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني أمس الأربعاء. وذكرت الصحيفة أن المبعوث الأمني الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط الجنرال جيمس جونز يعمل على إعداد ورقة تجدول الشروط الأمنية المطلوبة من مختلف اللاعبين في المنطقة، ومن المتوقع أن تقدم في يونيو/حزيران المقبل.

وقال المسؤولون نفسهم إنه ينظر إلى هذه الوثيقة في القدس على أنها بالغة الأهمية لأنها سوف تركز على البند الرئيسي في وجهة النظر الأميركية لناحية حاجات إسرائيل الأمنية الحقيقة وشروطها ضمن اتفاق سلام مع الفلسطينيين.

الجيش الإسرائيلي يبحث بالتوغل في غزة

على الصعيد الميداني، قالت مصادر في القدس إن هناك شعورا كبيرا يتضاعف داخل الجيش الإسرائيلي باحتمال شن عملية برية واسعة داخل قطاع غزة قد تكون ضرورية في الصيف لتوجيه ضربة قاضية على البنية التحتية لحركة حماس.

وأشارت صحيفة جيروسليم بوست إلى أنه وفق المصادر نفسها، فإن التوغل الشبيه ولكن الأكثر صعوبة من عملية quot;السور الواقيquot; في الضفة الغربية في العام 2002، لن يحصل إلا بعد شهر أو شهر ونصف على قيام الرئيس جورج بوش بزيارته المقررة لإسرائيل منتصف مايو/أيار المقبل.

وأضافت أن التوقيت قد يحدد موعد العملية في منتصف الصيف، أخذا بالاعتبار أنه قد يكون التوقيت الأفضل لمثل هذا النوع من العمليات. كما أقرت المصادر بأن مثل هذه العملية قد تكون مكلفة كثيرا، سواء على مستوى ما ستتركه من قتلى في صفوف الجنود الإسرائيليين وعند الفلسطينيين.

وأضافت أن الهدف سيكون إحكام السيطرة على غزة، بمعنى توجيه ضربة قاضية للبنية العسكرية لحماس التي تنامت هناك طوال السنة الماضية، وبشكل كبير بدعم إيراني وسوري عبر التهريب المتواصل للأسلحة.

دور مصر والجهات الدولية

ووفق المصادر نفسها، فإن إسرائيل لا تنوي البقاء داخل غزة بل بالأحرى تسليم إدارتها سواء لمصر أو لطرف ثالث. وعلما بأن المصادر نفسها اعترفت بأن أيا من مصر أو هذا الطرف الثالث الذي قد يكون سواء حلف شمال الأطلسي أو الاتحاد الأوروبي أو الأمم المتحدة لن يكونوا مرحبين جدا باستلام زمام الأمور في القطاع، إلا أنها أضافت أن الخرق الأخير الذي قامت به حماس للحدود مع مصر كان بمثابة إشارة مهمة لنظام الرئيس المصري حسني مبارك الذي أصبح بعد ذلك شديد القلق من أن تشكل حماس حاليا تهديدا كبيرا لمصر.

وذكرت المصادر نفسها أن مدير دائرة الأمن الدبلوماسي في وزارة الدفاع الإسرائيلية عاموس جلعاد، قد تردد كثيرا ذهابا وإيابا إلى مصر في الأسابيع الماضية الخيرة لإجراء محادثات بهذا الخصوص مع كبار المسؤولين الأمنيين المصريين.