واشنطن: شدد الرئيس الأميركي جورج بوش والبابا بنديكتوس السادس عشر اليوم على ضرورة مكافحة ظاهرة الإرهاب ورفض استخدام الدين لتبرير أعمال العنف، وعلى أهمية التوصل إلى حل شامل وسريع للأزمات في الشرق الأوسط بما فيها قيام دولتين إسرائيلية وفلسطينية.

وناقش بوش والبابا خلال اجتماعهما اليوم في المكتب البيضاوي عددا من المواضيع ذات الاهتمام المشترك، بما فيها الاعتبارات الأخلاقية والدينية التي ينتمي إليها كل من الطرفين، كاحترام كرامة الإنسان والدفاع وتعزيز الحياة ،والزواج والأسرة وتعليم الأجيال المقبلة ، حقوق الإنسان والحرية الدينية،التنمية المستدامة ومكافحة الفقر والأوبئة ، ولا سيما في أفريقيا.

وجدد الاثنان رفضهما التام للإرهاب وكذلك استخدام الدين لتبرير أعمال العنف التي ترتكب ضد الأبرياء، و تطرقا إلى الحاجة لمواجهة الإرهاب بالوسائل المناسبة التي تحترم حقوق الإنسان.

كما ناقشا المسائل في الشرق الأوسط، وخصوصا حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني على أساس قيام دولتين تعيشان جنبا إلى جنب في سلام وأمن، وأكدا دعمهما المتبادل لسيادة واستقلال لبنان ، واهتمامهما المشترك بالنسبة للوضع في العراق وخاصة أوضاع الطوائف المسيحية.

وأعرب الطرفان عن أملهما بوضع حد لأعمال العنف سريعا والتوصل إلى حل شامل وسريع للأزمات التي تعاني منها المنطقة، كما تطرقا إلى ألأوضاع في أميركا اللاتينية.

وكان الرئيس الأميركي جورج بوش قال في وقت سابق اليوم إن الأميركيين والعالم بحاجة لأن يؤكد لهم البابا أن quot;الله هو الحبquot; في وجه الذين يستخدمون اسمه للقيام بأعمال إرهابية، في حين ركز الأخير على الدور الذي لعبه الكاثوليك في نهضة الولايات المتحدة.

وأعلن بوش لدى استقباله البابا في البيت الأبيض اليوم أن quot;الشعب الأميركي ينتظر رسالة الأمل التي يحملها البابا بقلوب مفتوحةquot;.

وأردف quot;في عالم حيث يستخدم البعض اسم الله لتبرير أعمال الإرهاب والجريمة والحقد، نحتاج رسالتك بأن الله هو المحبة، وبأن اعتناق هذا الحب هو الطريقة الوحيدة لخلاصنا من الوقوع ضحايا تعاليم الفاشية والإرهابquot;.

وشدد على أنه في العالم حيث البعض يزدري الحياة البشرية، فإن الأميركيين والعالم بحاجة لرسالة البابا التي تقول إن quot;الحياة البشرية مقدسةquot;.

وأردف quot;نحتاج رسالتك التي تقول إن الحرية الحقيقية تتطلب منا أن نحيا حريتنا ليس من أجل أنفسنا فقط بل بروحية الدعم المتبادلquot;.

وشدد بوش على أن أميركا هي بلد المؤمنين والعطف، مضيفاً quot;نحن نؤمن بحرية الأديان. ونعتقد أيضاً أن حب الحرية وقانوناً أخلاقياً مشتركاً مكتوب في كل قلب بشري، وهذه تؤلف الأساس المتين التي يجب أن يبنى عليها المجتمع الحر الناجحquot;.

وأضاف مخاطباً البابا quot;هنا في أميركا ستجد وطناً حديثاً بشكل كامل، ومع ذلك تقوده الحقائق القديمة والخالدةquot;، معتبراً أن quot;الولايات المتحدة هي أكثر البلدان ابتكاراً وإبداعاً وحيوية على وجه الأرضquot;. من جانبه قال البابا إنه سعيد لأن وجوده في الولايات المتحدة يصادف ذكرى مرور 200 سنة على إقامة أول أبرشية كاثوليكية في أميركا وهي أبرشية بالتيمور.

وأردف أن quot;كاثوليك أميركا ساهموا وما زالوا بشكل ممتاز في حياة بلادهم... وأنا أثق بأن وجودي سيكون مصدراً للتجديد والأمل بالنسبة للكنيسة في الولايات المتحدة، وسيعزز قرار الكاثوليك بالمساهمة بشكل أكبر في تحمل مسؤوليات هذا الوطن الذي يشعرون بالفخر لأنهم مواطنوهquot;.

ورأى أنه quot;منذ فجر الجمهورية في أميركا، فإن السعي الأميركي للحرية كان يقوده الإيمان بأن المبادئ التي تحكم الحياة السياسية والاجتماعية مرتبطة بشكل أساسي بالنظام الأخلاقي الذي يعتمد على سلطان الله الخالقquot;.

وشدد البابا على أن المعتقدات الدينية لعبت دوراً في تاريخ الولايات المتحدة كالصراع ضد العبودية وحركة الحقوق المدنية.

وأضاف أنه يتطلع خلال الأيام القليلة المقبلة للقاء quot;ليس فقط الطائفة الكاثوليكية الأميركية، لكن غيرها من الطوائف المسيحية وممثلي العديد من المذاهب الدينية الموجودة في هذا البلدquot;. وقال البابا إن quot;الحرية ليست هبة فقط، لكنها تستدعي المسؤولية الشخصيةquot;.

وأضاف أنه في الذكرى السنوية الستين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان فإن quot;الحاجة للتضامن الدولي تبقى طارئة كما كانت دائماًquot;.

وكان بوش استقبل وزوجته لورا في وقت سابق من اليوم البابا بينيديكتوس السادس عشر في البيت الأبيض بحضور نحو 12 ألف شخص بينهم 9000 مدعو.

وأوردت شبكة quot;سي أن أنquot; الإخبارية أن quot;الرئيس بوش والسيدة الأولى لورا بوش استقبلا البابا بينيديكتوس السادس عشر في احتفال كبير بقاعة 'ساوث لون' في البيت الأبيض اليومquot;. ونقلت عن مسؤول رفيع المستوى في البيت الأبيض أن quot;تأمين بطاقات الدعوة لهذا الحفل الموسع شكل تحدياً للمنظمينquot;.