الياس توما من براغ: أكد نائب وزير الخارجية الروسي غريغوري كاراسين أن سياسات روسيا الخارجية والداخلية لن تشهد أي تغيير جذري بعد تسلم الرئيس الروسي الجديد دميتري ميدفيديف مهام منصبة كرئيس لروسيا الفيدرالية في السابع من أيار مايو القادم.

ولم يستبعد في حديث أدلى به لصحيفة برافو التشيكية اليوم بعد زيارته إلى براغ بان يتم بعد تسلمه الرئاسة وتسلم الرئيس الحالي فلاديمير بوتين مهام منصبه الجديد كرئيس للحكومة إجراء تغييرات في إدارات الدولة والوزارات إضافة إلى حدوث تغييرات في الصلاحيات.

وردا على سؤال حول إمكانية احتفاظ بوتين بتأثير كبير على السياسة الخارجية لموسكو أجاب بان العمل سيكون جماعيا لأنه يصعب تماما تحديد أين تنتهي صلاحيات الرئيس وتبدأ صلاحيات رئيس الحكومة لان هناك تداخل بينهما وان كان الدستور الروسي يتحدث عن أن السياسة الخارجية هي من اختصاص رئيس الدولة بشكل رئيسي.

وعبر عن قناعته بان اولويات الرئيس الجديد لروسيا ستعطى لأوروبا مشيرا إلى أن الزيارات الأولى للرئيس خارج روسيا قد جرى تحديدها والاتفاق عليها وستتم على الأرجح نهاية أيار مايو الحالي غير انه لن يتم الإعلان عن ماهية الدول التي سيزورها الرئيس ميدفيديف إلا بعد تأديته القسم الدستوري في السابع من أيار مايو القادم.

وبشأن الموقف من استقلال كوسوفو أكد أن إعلان استقلال كوسوفو قد جعل المجتمع الدولي يدخل في أزمة ثقة وفي أزمة بموضوع علاقات الدول بالقانون الدولي الأمر الذي اعتبره ظاهرة خطيرة جدا الأمر الذي تم الشعور به بقوة في روسيا لان العديد من السياسيين والنواب بدأوا بطرح السؤال لماذا لا تقوم روسيا بالاعتراف باستقلال ابخازيا واوسيتيا الجنوبية ومنطقة بودنييسترجي في ملدوفيا.

وشدد على أن موسكو تريد إقامة علاقات جيدة مع جورجيا وأنها أعلنت أكثر من مرة بأنها تعترف بسيادة ووحدة أراضي جورجيا وأيضا بان موسكو تأمل بقيام قيادات جورجيا بإجراء حوار مع قيادات ابخازيا واوسيتيا الجنوبية لأنه لا احد سيحل هذه المشكلة عوضا عن جورجيا. وأضاف إذا كانت قيادات تبيليسي تعتقد أن حلف الناتو أو روسيا سيحلان المشكلة القائمة عوضا عنها فإنها ستكون مخطئة في ذلك.

وردا على سؤال فيما إذا كانت روسيا ستعترف باستقلال ابخازيا واوستيتا الجنوبية قال أن المنطقتين قد طلبتا من موسكو الاعتراف بهما بعد إعلان استقلال كوسوفو لكن موسكو قررت فقط التخلي عن القيود المفروضة في العلاقات مع ابخازيا التي تبنتها روسيا عام 1996 بناء على قرار اتخذ في إطار رابطة الدول المستقلة بهدف تسهيل عودة اللاجئين.

وتابع إن هذه الظروف تغيرت الآن ولذلك اتخذ قرار بعد كوسوفو بأنه من الضروري مساعدة ابخازيا اقتصاديا واجتماعيا ولكن في نفس الوقت تم اتخاذ القرار بتجديد كافة أشكال التعاون مع جورجيا ومنها التعاون الجوي والنقل والبريد وتم إلغاء القيود المفروضة في موضوع التأشيرات مؤكدا أن روسيا تريد من ذلك أن تظهر كيف يتم حل مثل هذه المشكلة.

ورفض اتهام جورجيا لبلاده بالتدخل في جورجيا مشيرا إلى انه سيتم فتح مكاتب في ابخازيا واوسيتيا الجنوبية لكنها لن تكون سفارات أو قنصليات وإنما ستكون مهمتها تنسيق الفعاليات بين مختلف الدوائر الروسية والشركات التي تقدم المساعدات وبناء الطرق والمدارس وغيرها.