تأكيد على اهمية ممارسة الحق في الحوار
الملك عبدالله يثني على مشاركة المرأة السعودية في النهضة الشاملة
الأميرة جواهر بنت نايف ترعى إنطلاقة منتدى المرأة الاقتصادي الأول
الرياض: اكد العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز على quot;الدور الكبير الذي تقوم به المرأة السعودية وبمشاركاتها الفعالة ومساهماتها المثمرة في النهضة الشاملة التي تشهدها المملكة في مختلف المجالات مع حرصها على التمسك بعقيدتها وأخلاقها الفاضلةquot;. جاء ذلك خلال استقبال الملك عبدالله في الرياض أمس أعضاء الهيئة الرئاسية في مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني والمشاركين والمشاركات في اللقاء الوطني السابع للحوار الفكري الذي عُقِد في بريدة يومي 16 و17 ربيع الآخر الجاري بعنوان: laquo;مجالات العمل والتوظيف... حوار بين المجتمع ومؤسسات العملraquo;. و
وقال العاهل السعودي في كلمته quot;إن عصرنا هذا توسع في نقل الأفكار بانفتاح لم تعهده الإنسانية في تاريخها فهل نجفل منها ؟ أم نفتح بيتنا التاريخي ، وميراثنا العظيم لنرى دورنا الكريم وشراكتنا الإنسانية في أروع القيم والمفاهيم والمسؤوليات وهي تتصدى لدورها الأخلاقي بثوابت دينها الإسلاميquot; مضيفا انهquot;علينا أن نمارس حقنا مع التاريخ بثقة المؤمن المتوكل على الله في كل حوار يخدم عقيدتنا الإسلامية ومبادئ السلام والإنسانية في هذا العالم وفق رؤية نستمدها من رحابة ديننا العالميquot;.
وحضر الاستقبال الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين و الأمير منصور بن ناصر بن عبدالعزيز و الأمير بندر بن سلمان بن محمد آل سعود مستشار خادم الحرمين الشريفين و الأمير عبدالعزيز بن فيصل بن سلمان بن محمد آل سعود و وزير العمل غازي بن عبدالرحمن القصيبي ووزير الخدمة المدنية محمد الفايز و وزير الاقتصاد والتخطيط خالد القصيبي ورئيس الديوان الملكي خالد بن عبدالعزيز التويجري وعدد من المسؤولين.
من جانبه، اوضح الرئيس العام لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف رئيس اللقاء الوطني السابع للحوار الفكري صالح بن عبدالرحمن الحصين ان quot;زهاء ثمانية آلاف مواطن ومواطنة شاركوا في اللقاءات الخمسة في المناطق الخمس وفي اللقاء الأخير وتحاوروا حول الرؤى والاتجاهات المتقابلة في هذا الموضوع ليس فقط بسبب أن أحد طرفي الحوار مؤسسات المجتمع التي تقدم الخدمة والطرف الثاني المجتمع الذي يتلقى الخدمة وإنما بسبب أن الاتجاهات التي تحكم الموضوع بطبيعتها هي اتجاهات متقابلةquot;.
وبين أن quot;موضوع عمل المرأة استأثر بجزء كبير من الحوار مشيراً إلى quot;أنه يوجد اتجاهان في هذا الشأن الاتجاه الأول أن أسمى وأنبل عمل للمرأة هو عملها الأساسي في المنزل وأنها إذا عملت خارج المنزل فإن الدافع والمبرر لعملها هو الحاجة وعلى المجتمع أن يعتبر ذلك تضحية من المرأة وأن يعمل على أن يحرر المرأة من هذه الحاجة أو تقليل تأثير عملها خارج المنزل على عملها النبيل الأساسي راعية أسرةquot;.
اما الاتجاه الثاني فينص على ان quot;عمل المرأة ليس الدافع والمبرر له الحاجة إنما هو الاختيار بدافع محاولة تحقيق ذاتها بالعمل واستقلال إرادتها وتحررها من التبعية للرجل وتحقيقها المساواة معهquot;.
وأفاد الشيخ صالح الحصين أن quot;العالم مر بتجربتين مهمتين تتحيزان للاتجاه الثاني الأولى منهما تجربة الثورة الشيوعية عندما أطلق لينين شعاره المشهور أن المجتمع لا يمكن أن يتقدم ونصف أفراده في المطبخ وحقق النظام مساواة المرأة بالرجل في العمل واستمرت هذه التجربة حوالي سبعين سنة عندما أنهار النظام الشيوعي وأعلن زعيم إعادة البناء أن المساواة بين الرجل والمرأة في العمل تحققت ولكن هناك عجز في مزاولة المرأة لدورها كأم وربة منزل ووظيفتها التربوية لا غنى عنها وأن كثيراً من المشاكل التي يواجهها الشباب في سلوكهم أو ثقافتهم أو في إنتاجهم يعود نتيجة لهذه السياسة في المساواة في العمل بين الرجل والمرأةquot;.
و اضاف ان quot; التجربة الثانية تمتفي الولايات المتحدة الأميركية في بداية الستينات من القرن الثاني حيث الحركة النسوية التي اتخذت شعار المساواة التامة بين الرجل والمرأة ولكن بعد أربعة عقود وفي عام 2005م أجريت دراسة أظهرت أن نصف النساء من الأكثر امتيازات والأرقى تعليماً اخترن العودة إلى البيت والعمل كربات بيوت وعززت هذه الدراسة دراسات أخرى كثيرةquot;. واستعرض عدداً من التجارب والإحصاءات وخلص إلى أن هذه التجربة أظهرت أن الإنسان عندما يحاول بطيشه وجهله أن يعارض أو يصادم قوانين الطبيعة فإنه في النهاية يهزم أمامها .
كما تطرق إلى quot;حكمة الإسلام في مسايرته لقوانين الطبيعة فهو لا يعتبر قوانين الطبيعة عدواً ويحاول أن يقهرها وإنما يعتبرها أشياء سخرها الله للاستفادة منها فمهمته أن يتناغم معها . فإذا كانت القوانين الطبيعية تحقق مساواة التكامل وليس مساواة التماثل بين الرجل والمرأة فتعترف بالفروق في الوظائف البيلوجية والفسيولوجية والسيكولوجية فكذلك الإسلام يحاول أن يتساوى مع هذه القوانين عندما رأى أن هذه التفرقة في الوظائف لها أثرها على التفرقة في الوظائف الاجتماعية عندما يقتض الأمر ذلكquot;.
ولفت الشيخ الحصين النظر إلى أن الثقافة المعاصرة في الغالب لا تتجه هذا الاتجاه مشيراً إلى أنه في هذا الوقت أصبح العالم تحت قبضة أقوى قوة عرفها التاريخ وهي الإعلام فهو أقوى من الجيوش ومن السياسة ومن الاقتصاد فهو يغزو الفكر ويستولي على القلوب وللأسف فإن للذين يسعون في الأرض فساداً نفوذاً ظاهراً فيه .
عقب ذلكألقى عضو مجمع فقهاء الشريعة بأميركا عضو اللجنة الدائمة بالمجمع عضو الجمعية الفقهية السعودية يوسف بن عبدالله الشبيلي كلمة أعرب فيها باسمه واسم جميع المشاركين في اللقاء عن الشكر الجزيل لخادم الحرمين الشريفين على البادرة لعقد اللقاءات الوطنية للحوار الفكري. وأشار إلى أن اللقاء تناول في جلساته السبع موضوعات في غاية الأهمية تتعلق بمجالات العمل والتوظيف وشارك فيها نخبة من أبناء هذا الوطن من مسئولين عن جهات التوظيف العام وممثلين عن القطاع الخاص ورجال وسيدات أعمال وأكاديميين خرجوا بعدد من التوصيات.
بعد ذلك ألقت رئيسة وحدة قياس ومراقبة الأدوية في مركز الملك فهد للبحوث الطبية بجامعة الملك عبدالعزيز سميرة إبراهيم إسلام كلمة عبرت عن جزيل الشكر والامتنان باسم جميع المشاركات في اللقاء الوطني السابع للحوار الوطني لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على هذا الاستقبال. وقالت quot; لقد نجحت فكرة الحوار الوطني في تجسير الفجوات بين الشرائح الفكرية في بلادنا ومنحها فرصاً ثمينة للتشاورquot;مبدية تطلعها إلى أن تسهم برامج الحوار الوطني في تعزيز التواصل والانفتاح بينها ومن منظور إنساني ووطني شامل.
بدوره، اعرب رئيس اللجنة الصناعية بالمنطقة التجارية ونائب رئيس اللجنة الوطنية بمجلس الغرف التجارية الصناعية السعودية عضو مجلس الغرفة التجارية الصناعية بالمنطقة الشرقية سلمان بن محمد الجشي عن شكرهلخادم الحرمين الشريفين على تبنيه فكرة الحوار الوطني. وأكد أن quot;الجميع سيعمل يداً واحدة وعلى قلب رجل واحد ، ليبقى الوطن في مراقي العز ونبراس للحضاراتquot;.
ثم ألقت الأستاذة المساعدة بكلية التربية بجامعة الملك سعود عضوة فريق العمل الخاص بدراسة مواءمة مخرجات التعليم العالي لسوق العمل حصة بنت سيف السيف كلمة أكدت فيها أن quot;القيم الحوارية هي قيم تسهم في إضاءة الصورة المشرقة للمملكة العربية السعودية في العالم وتؤكد أن المملكة التي تحمل هوية ترتكز على عقيدة الإسلام ورسالته هي مهد رسالة النور والتفاعل الإنساني والحضاري وهي تحمل رسالة التسامح والسلام والخير لكل الإنسانيةquot;.
ورأت أهمية الحوار الوطني الذي غير كثيرا من الصور النمطية السلبية التي أخذت في التغير والتحول منذ أن جاء تأكيد الملك المفدى على أن الحوار قيمة إسلامية وإنسانية يشترك فيها السعوديون مع جميع أبناء العالم وأن المملكة رمز لفكر الحوار ومبادئه ونموذج مشرف في أسلوب الحوار وتقنياته .
وقالت quot;لقد برز ذلك في المبدأ الذي تبنيتموه في خطاباتكم الموجهة إلى العالم رعاكم الله وما اشتملت عليه رؤاكم من كون الحوار مشروعاً مجتمعياً ودبلوماسياً وإعلامياً وعالمياً لا بد من أن يوجد في كل حين لتحقيق الأمن والسلام والوصول إلى الانسجام والاتفاق وتأكيدكم على أن منهج الحوار والهدوء والتروي هو الذي يجب إتباعه في كل القضايا العالقةquot;.
من جهته، اكد عضو مجلس الشورى رئيس لجنة الشئون الاقتصادية والطاقة بمجلس الشورى صالح بن عيد الحصيني في كلمتهانquot; مبادرة الحوار الوطني نضجت وتواصل بناء الإجماع الوطني وزادت الصفوف الداخلية صلابة وأصبح الحوار سلوكاً واتسع هامش الحلم بين الأخوة وتحولت الحكمة الفردية إلى مؤسساته وتعززت شراكة الجميع في البناءquot;.
التعليقات