هيلاري كلينتون تواصل السباق لكن الانتخابات الاخيرة اضعفتها

انديانا: هيلاري كلينتون المرأة التي لا تستلم ابدا، اضعفتها الانتخابات التمهيدية التي جرت الثلاثاء في كارولاينا الشمالية (جنوب شرق) حيث فاز خصمها باراك اوباما بفارق كبير، وانديانا (شمال) حيث انتصرت عليه لكن بفارق ضئيل.لكن كلينتون اكدت مساء الثلاثاء تصميمها على quot;السير بسرعة قصوى الى البيت الابيضquot;.وقد حقق اوباما فوزا واضحا في كارولاينا الشمالية (57% مقابل 43% لكلينتون) بينما لا يمكن لهيلاري كلينتون ان تعتد بانتصار كبير في انديانا حيث فازت بفارق 22 الف صوت على خصمها اي 51% من الاصوات، حسب النتائج النهائية.ودعت سناتورة ولاية نيويورك التي تبلغ من العمر ستين عاما وكانت تشعر ان الامور تنقلب لمصلحتها عند فوزها في بنسلفانيا قبل اسبوعين، الى اتحاد الحزب رغم تراجعها في السباق واستخدمت صيغة الماضي في حديثها في بعض الاحيان.

وقالت لمؤيديها الذين خاب املهم في انديانابوليس ان quot;هذه الرحلة التي نقوم بها معا كانت مباركة بالنسبة لي لانني اعرف ما تعنيه البلاد لي وما تعنيه لكم جميعاquot;.واعادت كلينتون تعريف الحد الذي يجب ان تصل اليه للحصول على ترشيح الديموقراطيين، موضحة انها بحاجة الى تأييد 2209 مندوبين وليس 2025 مندوبا الرقم المقبول عادة.وهذا الرقم الجديد يسمح بان تؤخذ في الاعتبار نتائج الانتخابات في ميشيغن وفلوريدا اللتين نظمتا انتخابات تمهيدية في كانون الثاني/يناير خلافا لقواعد الحزب، ما يجعل النتائج غير صحيحة.

وتظهر استطلاعات الرأي ان صدقية هيلاري تضررت من بعض التصريحات التي تخللت حملتها ولا سيما عندما تحدثت عن تعرضها لاطلاق نار قناصة اثناء زيارة الى توزلا خلال حرب البوسنة في 1996.لكن المشاهد التي بثت في تلك الاونة كذبت الامر اذ اظهرت استقبالا سلميا ولا وجود او اثر لقناصة فيه.كما ضبط كبير خبراء الاستراتيجية في فريقها مارك بن وهو يمارس ضغوطا من اجل توقيع اتفاق للتبادل التجاري الحر تعارضه هيلاري كلينتون، ما اضطرها للتخلي عن مستشارها.وهذا ما وضعها من جديد في موقع دفاعي خصوصا وان زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون كان في الماضي مدافعا عن هذا الاتفاق.

وركزت هيلاري كلينتون السناتورة الناجحة وزوجة بيل كلينتون المخدوعة حملتها على كفاءتها وخبرتها، لمواجهة ما يتمتع به منافسها باراك اوباما من شباب وحضور قوي وجذاب.وكانت حملتها الرئاسية لفترة طويلة تتويجا للسيدة الاميركية السابقة (1993-2001) التي دخلت معترك السياسة من خلال الحركة الاحتجاجية على حرب فيتنام.وما ان خرجت من البيت الابيض مع انتهاء ولاية زوجها الرئاسية حتى بدأ المراقبون يطلقون تكهنات بشأن ترشحها للرئاسة. وظهرت حملاتها للفوز بعضوية مجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك في العامين 2000 و2006 بمثابة تدريب يحضرها لخوض سباق البيت الابيض.

وقبل اشهر قليلة كانت سناتورة نيويورك ترى ان الطريق مرسوم امامها لتكون اول رئيسة للولايات المتحدة.ولدت هيلاري رودام كلينتون وسط عائلة بروتستانتية في 26 تشرين الاول/اكتوبر 1947 في شيكاغو (ايلينوي، شمال) وهي محامية لامعة متخصصة في حقوق الاطفال وام لسيدة اعمال شابة في السابعة والعشرين تدعى تشيلسي كلينتون.انتخبت سناتورة عن نيويورك عام 2000 ثم اعيد انتخابها بنسبة اصوات عالية عام 2006.

ولا يغفر لها اليمين محاولتها الفاشلة لاصلاح النظام الصحي في 1993-1994، كما يربطها بالفضائح التي تخللت عهد بيل كلينتون، غير انها اعتبرت هذه السنة ايضا المرأة التي تثير اكبر قدر من الاعجاب في الولايات المتحدة وفق استطلاع للرأي.وكانت غداة اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001 نيويوركية نموذجية دائمة الحضور الى جانب مواطنيها. وفي 2002 صوتت لصالح قرار شن الحرب على العراق، وهو quot;خطأ في التقديرquot; يعيرها به باراك اوباما بدون توقف. لكنها باتت تعتبر كسناتورة من ابرز الناطقين الكبار باسم المعارضة ضد ادارة الرئيس بوش.

أوباما يعزز موقعه كمرشح للرئاسة لكن الطريق لا يزال طويلا

عزز باراك اوباما بفوزه في كارولاينا الشمالية موقعه كمرشح مرجح للحزب الديموقراطي للانتخابات الرئاسية الاميركية المقبلة لكن معركته الطاحنة مع هيلاري كلينتون تجعله في وضع هش في حال مواجهته المرشح الجمهوري في الاقتراع الرئاسي.

وخلال رحلته الطويلة ليصبح اول رئيس اسود للولايات المتحدة، تحول السيناتور الشاب عن ولاية ايلينوي من نجم سياسي قادر على جذب الحشود الى نخبوي لم ينجح في اقناع البيض من الطبقة الوسطى والعمالية الذي يفضلون هيلاري كلينتون عليه.واثرت الخطب المعادية للاميركيين التي القاها قس كنيسته جيريميا رايت، بشكل كبير على مصداقية المرشح الذي يريد ان يكون تجسيدا للامل والتغيير. وقد اضطر اوباما لقطع علاقاته بالقس الذي زوجه من ميشال وعمد ابنتيهما ماليا (تسع سنوات) وساشا (ست سنوات).

ولتجاوز اتهامات كلينتون التي وصفته بانه نخبوي، ضاعف اوباما جهوده في الاسابيع الاخيرة لتغيير هذه الصورة متخليا عن بزته الرسمية ليظهر بقميص عادي ويلتقي اشخاصا quot;عاديينquot; في مقاه ومطاعم وغيرها او بزيارة ورشات بناء...واكد انه يملك خمس بزات متشابهة واربعة ازواج من الاحذية لا تعكس بالتأكيد صورة رجل انيق.

وقد اسقط المرشح المثقف الذي يحمل ديبلوما في الحقوق من جامعة هارفرد العريقة، من مفرداته الكلمات المعقدة الى حد ما. وهو يربت بود على كتف محادثه ويحب التحاور مع الناس ولا يرفض ابدا توقيع اهداءات الى الناس او التقاط صور له معهم.

وكان اوباما السناتور الاسود الوحيد في الولايات المتحدة يصف نفسه بانه quot;شخص هزيل يحمل اسما غريباquot;، لكنه غير هذا الوصف مؤخرا ليقول quot;قد اكون هزيلا، لكنني صلبquot;.والسناتور الذي يمثل شيكاغو ولد عام 1961 في هاواي من زواج قصير بين طالب كيني وام بيضاء من وسط الولايات المتحدة الغربي وحصل على اجازة في الحقوق من جامعة هارفرد.وهو يتمتع بصورة المثقف المرهف والشخص النزيه بدون ان يخفي ذلك قلة خبرته في السياسة.

وردد باستمرار خلال حملته quot;لست مرشحا بسبب طموح قديم او لاني اظن ان هذا حقيquot; مقدما نفسه على انه المرشح القادر على مصالحة اميركا مع نفسها، وذلك تحديدا لانه لا يملك الخبرة السياسة التي تتباهى بها كلينتون.وهو يستشهد كثيرا بارثي بطلين اميركيين هما مارتن لوثر كينغ المدافع عن الحقوق المدنية والرئيس جون كينيدي الذي تجمعه به نقاط مشتركة ابرزها الشباب والجاذبية.

ويشغل اوباما مقعدا في مجلس الشيوخ الاميركي منذ 2005، لذا لم يضطر الى التصويت على قرار الحرب على العراق مما يسمح له بمهاجمة هيلاري كلينتون بقساوة اذ انها صوتت تأييدا لقرار برلماني يسمح باللجوء الى القوة.وهو يذكر باستمرار بانه عارض هذه الحرب حتى قبل اندلاعها ويتعهد بسحب الوحدات القتالية من العراق في 2009.

محطات مقبلة في الانتخابات

في ما يأتي الجدول الزمني للمراحل المقبلة من العملية الانتخابية الاميركية التي ستفضي الى اختيار الرئيس الرابع والاربعين للولايات المتحدة الذي سيتولى مهامه في كانون الثاني/يناير 2009:

-- 13 ايار/مايو: انتخابات تمهيدية في فرجينيا الغربية (28 مندوبا عاديا).
-- 20 ايار/مايو: انتخابات تمهيدية في ولايتي كنتاكي (51 مندوبا عاديا) واوريغن (52 مندوبا عاديا).
-- 31 ايار/مايو: اجتماع مجلس الانظمة والقوانين الفرعية التابع للجنة القومية للحزب الديموقراطي لاتخاذ قرار حول مصير الانتخابات الملغاة في فلوريدا وميشيغن.
-- 01 حزيران/يونيو: انتخابات تمهيدية في بورتو ريكو (55 مندوبا).
-- 03 حزيران/يونيو: انتخابات تمهيدية في داكوتا الجنوبية (15 مندوبا) وفي مونتانا (16 مندوبا).
-- 25 الى 28 اب/اغسطس: انعقاد المؤتمر العام للحزب الديموقراطي في دنفر (كولورادو، غرب) لتعيين المرشح الديموقراطي رسميا.
-- 01 الى 04 ايلول/سبتمبر: انعقاد مؤتمر الحزب الجمهوري العام في مينيابوليس (مينيسوتا، شمال) لتعيين المرشح الجمهوري رسميا.
-- 04 تشرين الثاني/نوفمبر: الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة.
-- 15 كانون الاول/ديسمبر: الهيئة الانتخابية تعلن النتائج الرسمية.
-- 20 كانون الثاني/يناير 2009: رئيس الولايات المتحدة الرابع والاربعون يتولى مهامه.

حصيلة المرشحين للانتخابات الأميركية

في ما يأتي حصيلة السباق الى ترشيح الحزب الديموقراطي لانتخابات الرئاسة الاميركية الذي يتنافس فيه باراك اوباما وهيلاري كلينتون بعد الانتخابات التمهيدية في ولايتي كارولاينا الشمالية وانديانا الثلاثاء، حسب ارقام نشرها موقع quot;ريل كلير بوليتيكسquot; المتخصص المستقل.

-- عدد المندوبين:
باراك اوباما: 1842 بينهم 1585 من المندوبين العاديين و257 من المندوبين الكبار.
هيلاري كلينتون: 1692 بينهم 1421 مندوبا عاديا و271 من المندوبين الكبار.

ليفوز بترشيح الحزب، يحتاج المرشح الديموقراطي الى 2025 صوتا على الاقل من اصوات 4049 مندوبا (بينهم 796 مندوبا كبيرا) سيحضرون مؤتمر الحزب في دنفر في كولورادو من 25 الى 28 آب/اغسطس المقبل.والمندوبون الكبار هم مسؤولون في الحزب او برلمانيون يبقون احرارا في التصويت للمرشح الذي يرون انه مناسب خلال مؤتمر الحزب.

-- عدد عمليات الاقتراع التي فاز فيها كل من المرشحين:
باراك اوباما: 31
هيلاري كلينتون: 17

-- عدد الولايات التي فاز فيها كل من المرشحين:
باراك اوباما: 27
هيلاري كلينتون: 16

-- عدد ونسبة الاصوات التي فاز فيها كل منهما:
- باحتساب نتائج كل عمليات الاقتراع التي اقرتها اللجنة الوطنية للحزب الديموقراطي:
باراك اوباما: 16 مليونا و261 الفا و716 صوتا 7،49%
هيلاري كلينتون: 15 مليونا و439 الفا و337 صوتا 1،47%

- باحتساب نتائج كل عمليات الاقتراع التي اقرها الحزب الديموقراطي وتلك التي لم يعترف بها في فلوريدا ومشيغان بسبب خلاف حول موعد الاقتراع:
باراك اوباما: 16 مليونا و837 و930 صوتا 8،48%
هيلاري كلينتون: 16 مليونا و310 و323 صوتا 3،47%