ينتظرون منها المزيد من الحصار والقتل والتصعيد
الفلسطينيون في غزة لا يكترثون بقضية التحقيق مع أولمرت

نجلاء عبد ربه من غزة: لا يولي الفلسطينيون في غزة أي اهتمام بالتحقيقات الجارية مع رئيس الوزراء الاسرائيلي إيهود اولمرت، حيث ينصب جل اهتمامهم للخروج من الواقع الصعب الذي يعايشونه في قطاغ غزة الذي يقبع تحت حصار إسرائيلي مشدد منذ سيطرة حركة حماس عليه منتصف العام الماضي، حيث ساءت الأحوال المعيشية والاقتصادية في القطاع الساحلي بشكل لم يسبق له مثيل جراء التشديد الإسرائيلي المتواصل على المعابر الحدودية التي تفصل إسرائيل عن غزة ما خلف كارثة إنسانية بشتى أشكالها.

ويقول فلسطينيون ممن التقتهم quot; إيلافquot; إن التحقيقات التي تجري مع رئيس الوزراء اولمرت لن تجلب لهم أي جديد بل يتوقعون الأسوأ جراء التعنت الاسرائيلي في المفاوضات المتواصلة مع الطرف الفلسطيني، وما يؤكدونه ان اي مما اتفق عليه لن ينفذ ، وإنما ينتظرون تصعيدا عسكريا جديدا في القطاع الذي أنهك بفعل الضربات الجوية والبرية التي ينفذها الجيش الإسرائيلي موقعة المئات من المدنيين بين قتيل وجريح.

و يقول الباحث في الشؤون الإسرائيلية عمر شريف ابو علي أن التحقيقات الأخيرة مع أولمرت، ستكون ذريعة إسرائيلية جديدة للتصعيد العسكري في غزة، مؤكدا أن ذلك لن يعود على الفلسطينيين بأي نفع بل سيعود عليهم بالدمار والحصار المتواصل أصلاً.

ويضيف لـ quot;إيلافquot; أن الاحتمالات الواردة عقب هذه التحقيقات اما اقالة اولمرت او الدعوة لانتخابات اسرائيلية جديدة ، خصوصا في ظل قرب الاعلان عن لائحة اتهام جديدة بحق اولمرت، لذلك ستتجه اسرائيل نحو التصعيد العسكري الميداني في غزة للتغطية على هذه القضية التي أثارت الرأي العام الإسرائيلي.

ويتابع أبو علي أن قضية غياب اولمرت ستلقى بظلالها على الساحة الفلسطينية بشكل لافت، خصوصا على جبهة قطاع غزة الذي يعيش حاليا في طور التحضير للتهدئة، وسط الجهود المصرية التي تسعى لإقرارها من جانب اسرائيل التي باتت الان على مفترق طرق بفعل فضيحة تحقيقات اولمرت الذي من المتوقع ان تتولى وزيرة الخارجية ليفني منصبه موقتة وهي التي تنادي دوما بالقضاء على حركة حماس في غزة وتتهرب من القيام بالتهدئة، تاركة العنان لجيشها بتنفيذ عمليات كبيرة ونوعية في قطاع غزة.

أما أبو أحمد سلمان ( 45 عاما) فيقول إن التحقيق مع أولمرت يشكل صفعة للجهود الفلسطينية للمفاوضات، وكأننا نعود للمربع الأول فيها، كون الساسة في إسرائيل لا يعتبرون ذلك تقدما بالمفاوضات معنا بل يعتبرونه تراجعا في مواقفهم.

ويشير إلى أن المهم في ذلك إنقاذ غزة من واقعها المر الذي تعيشه لأنه يأتي على كل الأخضر واليابس بها، بعدما وصل الحال لأصعب درجاته من الحصار الاسرائيلي الخانق الذي طال كافة مناحي الحياة فيها.

ويقول عبدالله أبو حبل أن الوضع الاسرائيلي سينعكس على غزة تلقائيا وبالتالي سيكون التصعيد في يد الجيش الاسرائيلي هو المناص والهروب من الفشل الذي يحققه رئيس وزرائهم ، مؤكدا أن الوضع الحالي لن يمنع إسرائيل من استمرار الحصار و استمرار الاجتياحات و الاغتيالات بشكل محدود.

يذكر أنه في حالة توجيه لائحة اتهام بحق أولمرت فإن الخيار المفضل في اسرائيل هو أن يجمد اولمرت صلاحياته كرئيس وزراء و يضع نفسه تحت تصرف القانون، في هذه الحالة تصبح وزيرة خارجيته ليفني رئيسة الوزراء إضافة إلى منصبها كوزيرة خارجية لمدة 90 يوما على الأقل، بعدها يتم حل الحكومة و تشكيل حكومة جديدة أو الذهاب إلى انتخابات برلمانية. أما الخيار الثاني هو أن يقدم اولمرت استقالته و في هذه الحالة يتم حل الحكومة بشكل تلقائي و الذهاب إلى انتخابات مبكرة بعد 90 يوما على الأقل.