حزب الله يرحب بالوفد العربي شرط عدم وقوفه مع طرف ضد آخر

حالة ذهول تسود القرى الدرزية في جبل لبنان بعد أعمال العنف
حزب الله يرحب بالوفد العربي شرط عدم وقوفه مع طرف ضد آخر

واضاف المسؤول في حزب الله quot;نرحب باي كان يريد المساعدة على حل الازمة واطلاق الحوار بين اللبنانيينquot;. وانتقد الخليل بشدة المملكة العربية السعودية من دون ان يذكرها بالاسم في تعليقه على معلومات نشرتها صحف لبنانية عن طلب الامير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي من الوزراء العرب خلال اجتماعهم في القاهرة الاحد ارسال قوة عربية الى لبنان. وقال quot;لو كانت لديهم هذه الشهامة والشرف لكان عليهم ارسال قوات خلال حرب تموز/يوليو 2006 وكنت اتمنى لو ارسلوا جيوشهم لوقف الاعتداءات في غزةquot;.

وشرح الخليل ملابسات قرار حزب الله بالسيطرة عسكريا على بيروت الخميس الماضي، فقال ان ما قام به الحزب quot;كان ردا محدودا على الاعلان الصريح للحرب على المقاومةquot; عبر القرارين اللذين اتخذتهما الحكومة بشأن اعتبار شبكة الاتصال التابعة لحزب الله quot;غير شرعيةquot; واقالة رئيس جهاز امن المطار العميد وفيق شقير. واتهم حكومة فؤاد السنيورة بانها quot;مجموعة تحتل موقع السلطة وتعتدي على الدستور وتمارس هيمنتها على الوزارات والمؤسسات من خلال ميليشيات مسلحةquot;.

وبالعودة الى أصداء معارك الجبل بدا سكان المناطق الدرزية جنوب شرق بيروت في حال من الصدمة والذهول الاثنين غداة المعارك العنيفة التي دارت بين مقاتلي حزب الله والدروز المنتمين الى الاكثرية النيابية. وقالت ندى (49 عاما) التي لم تجد وسيلة تحميها من المعارك الا بان تختبىء طيلة اربع ساعات تحت درج المنزل بينما كانت المعارك الطاحنة تدور في الخارج quot;نحن مخدرون من الخوف والتوتر الذي عشناه البارحةquot;. اما الموظف في بلدية الشويفات الشيخ عبد الله الخشن فقال quot;اعتقد انهم ضلوا طريقهم الى تل ابيب، ولكننا مع هذا نسامحهمquot;، وذلك في اشارة الى تأكيدات حزب الله في السابق بان سلاحه لن يوجه الى الداخل وبان مهمته هي حصرا مقاومة اسرائيل.

قلة من السكان تجرأوا على الخروج من منازلهم في الشويفات التي امتلأت طرقاتها بسيارات متفحمة وزرع الكثير من ابنيتها بآثار الرصاص، في حين فتحت القذائف فجوات كبيرة في جدران ابنية اخرى. وفي بعض المنازل، تم تمزيق صور للزعيم الدرزي وليد جنبلاط (احد اقطاب الاكثرية النيابية) بضربات سكين. وقالت نيفين نعيم (28 عاما) التي عاشت وطفلتها ابنة الخمسة اعوام رعبا ما بعده رعب عندما انفجر صاروخ في الطبقة العلوية من منزلها، ولم تجد ملاذا الا بان تحتمي وطفلتها تحت السرير quot;لم نعلم ماذا نفعل، ماذا كان بامكاننا ان نفعل؟quot;.

وتضيف بمزيج من الغضب والاسف quot;هل ترين يهودا هنا؟ هل يحاول (الامين العام لحزب الله السيد) حسن نصر الله تحرير مزارع شبعا انطلاقا من هنا؟quot;، في اشارة الى المنطقة الجنوبية التي لا تزال اسرائيل تحتلها والتي يقول حزب الله ان هدفه من الاحتفاظ بسلاحه تحرير مزارع شبعا. وفي شقة قريبتها في الطبقة العلوية التي تعرضت للقصف، لا تزال رائحة البارود تملأ المكان. الجدران سوداء والنوافذ محطمة، اما المفروشات فاستحالت رمادا.وبينما نيفين تتفقد الاضرار تسأل بعينين دامعتين quot;كيف سنصدق مجددا ان سلاحهم سيحمينا؟quot;.

وشهدت المناطق الدرزية اشتباكات عنيفة الاحد قبل ان يسارع جنبلاط الى دعوة مناصريه الى وقف القتال والسماح للجيش بتسلم مهمة ضبط الامن في المنطقة حفاظا على quot;السلم الاهلي والعيش المشتركquot;. اما فراس (28 عاما) وهو من سكان الشويفات فقال quot;لم يكن لدينا الا سلاحنا الفردي في حين كان المهاجمون يمطروننا برصاص رشاشات ام 16 وبالصواريخ والقذائفquot;. ويضيف quot;ماذا كان بامكاننا ان نفعل بلا سلاح؟ ماذا كان بامكاننا ان نفعل؟ حتى سلاحنا الفردي نفدت ذخيرته ولم تكن لدينا ذخيرة اضافيةquot;.

وبالانتقال الى قرية بيصور الدرزية التي شهدت مساء الاحد معارك ضارية مع مقاتلين من قرية كيفون الشيعية المجاورة، لا يختلف المشهد كثيرا.وقال علاء (55 عاما) وهو من سكان بيصور quot;هناك قول مأثور يقول اكذب، اكذب، لا بد وان يصدق الناس بعضا مما تقولquot;، في اشارة الى حزب الله الذي اتهم الاكثرية بالعمالة لاسرائيل. واضاف quot;هل يصدقون فعلا اننا عملاء لاسرائيل، لقد وقفنا الى جانبهم عندما اعتدت اسرائيل عليهم، هل نسوا؟quot;، في اشارة الى الحرب التي شنتها اسرائيل على حزب الله في صيف 2006 ونزح خلالها العديد من اهالي الجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت حيث غالبية السكان من الشيعة المؤيدين لحزب الله، الى المناطق الدرزية والسنية والمسيحية.

ويشك علاء في ان يكون ابناء كيفون شاركوا في المعارك، ويقول quot;لدينا تاريخ مشترك مع ابناء كيفون، العلاقات بيننا تعود الى الجدود. حتى ان هناك وفدا منهم جاءنا لتقديم واجب العزاءquot;. في كيفون، يردد علي جابر (57 عاما) الامر نفسه quot;نحن جيران منذ وقت طويل جدا، ان شاء الله نعود مجددا الى بيصور وتعود العلاقات بيننا الى سابق عهدها. يجب فقط ان تهدأ الامور قليلاquot;.

واضاف quot;الحل بيد الحكومة، يجب ان تستقيل او تلغي قراريها. هذا هو السبيل الوحيد للحلquot;، في اشارة الى قراري الحكومة اللذين قضيا باقالة رئيس جهاز امن المطار العميد وفيق شقير القريب من حزب الله واحالة شبكة هاتفية يبنيها الحزب الشيعي الى التحقيق القضائي. واعتبر حزب الله القرارين quot;اعلان حربquot; عليه، وتلت ذلك موجة العنف الراهنة في البلاد. واسفرت هذه الموجة المستمرة منذ 7 ايار/مايو عن 61 قتيلا ونحو 200 جريح وهي الاعنف في لبنان منذ انتهاء الحرب الاهلية (1975-1990).