تخوفا من صب مزيد من الزيت على النار
سلاح الجو الإسرائيلي يقلص الطلعات فوق لبنان

حزب الله لا يهاجم المناطق المسيحية... بشرط على جعجع سيارات فخمة رباعية الدفع للمميزين والكلاشينكوف للعاديين مراتب المقاتلين في بيروت المستباحة

خلف خلف من رام الله: خضعت إسرائيل للضغط الأميركي ووافقت على التقليص إلى الحد الأدنى لطلعات سلاح الجو في سماء لبنان. وبحسب صحيفة معاريف الصادرة الاثنين فأن السفارة الإسرائيلية في واشنطن، برئاسة السفير سلاي مريدور، نقلت في الآونة الأخيرة تقريرا سريا إلى وزارة الخارجية في القدس يقول إن الإدارة الأميركية تضغط على إسرائيل لوقف الطلعات. وفي السنتين والنصف الأخيرة سجلت احتكاكات عديدة بين إسرائيل ودول قوة اليونيفيل، المنتشرة في جنوب لبنان، في أعقاب طلعات لسلاح الجو اجتذبت أحيانا النار من جانب القوات الأوروبية على الأرض. ومنذئذ تحقق حل وسط جزئي، في إطاره قلصت إسرائيل طلعاتها، ولكنها رفضت التخلي التام عن السيطرة والتواجد الكاملين في المجال الجوي اللبناني.

في أعقاب الأحداث الأخيرة في بيروت، تجدد الضغط على إسرائيل. وحسب مصدر سياسي كبير فان quot;الأميركيين يخشون من تصعيد في لبنان، والوضع هناك على أي حال يبدو معقدا ويكاد يكون على شفا أزمة تعرض للخطر استمرار السيطرة النسبية المعتدلة للحكومة اللبنانية. وبواسطة السفارة في واشنطن نقل طلب بإلغاء الطلعات الجوية بشكل مؤقتquot;. وأوضح الأميركيون في رسالتهم بان الطلعات المنخفضة فوق لبنان قد تعتبر في نظر حزب الله، وكذا الجيش اللبناني كاستفزاز من شأنه إن يؤدي إلى إطلاق النار على الطائرات، الأمر الذي سيجبر إسرائيل على تشديد رد فعلها العسكري ndash; وهكذا ينشأ تصعيد سريع قد يشعل من جديد القتال في الشمال. وحسب المصدر السياسي الكبير فانه quot;بهدف منع التوتر الزائد تقرر تقليص الطلعات، ولكننا لن نلغيها تماما. ليس لإسرائيل أي نية هجومية وكل الأطراف المعنية بالقصة اللبنانية يعرفون ذلك. القلق الوحيد هو منع نزول حزب الله جنوباquot;.

وكان رئيس شعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي اللواء عاموس يدلين صرح أمس أثناء جلية الحكومة الإسرائيلية الأسبوعية أن quot;حكومة لبنان ظهرت في الأزمة الأخيرة كحكومة دمى عديمة الاسنانquot;.

في الاستعراض الاستخباري الذي قدمه رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية quot;أمانquot; قال إن حزب الله غير معني بالسيطرة عسكريا على لبنان لأنه يعرف بان الأمر لن يكون مقبولا في الدولة وفي العالم. وشرح بان quot;حزب الله فعل ذلك بطريقته. داس على الدواسة وخفف الضغط ndash; فتراجعت الحكومة فوراquot;.

وأضاف يدلين بان حزب الله هو الذراع الطويلة لإيران في لبنان، وواضح لنا جميعا الآن بأنه على الحدود الشمالية لإسرائيل يوجد فرع إيراني. وقال يدلين أيضا إن الخاص في هذه المواجهة هو أنه لأول مرة نشبت مواجهة سنية ndash; شيعية.

كما قال رئيس شعبة الاستخبارات إن سوريا وإيران نبشتا في هذا النزاع ودفعتا حزب الله إلى العمل. حسب يدلين، ليس لحزب الله الآن مصلحة بتصعيد الوضع على الحدود مع إسرائيل، ولكن عندما سيرغب في ذلك ndash; أو يرغب الإيرانيون فيه ndash; فلن تكون لحزب الله أي مشكلة في التصعيد.

وحسب رئيس شعبة الاستخبارات فان هدف حزب الله هو إعادة الوضع في لبنان إلى الوضع الذي كان عليه قبل ثورة الأرز التي رفعت إلى الحكم العناصر المعتدلة. وعلى حد قوله، فان القوة الأهم لحكومة السنيورة ليست عسكرية بل الدعم السياسي الخارجي والداخلي والدعم المعنوي الذي لها في العالم.

ومن جانبه، قال رئيس الوزراء أيهود اولمرت إن إسرائيل تتابع بعيون مفتوحة ما يجري في لبنان. وطلب من الوزراء الامتناع عن التصريحات في الموضوع اللبناني عقب حساسيته الشديدة. وقال النائب الأول لرئيس الوزراء حاييم رامون: quot;يجب التعاطي مع لبنان كدولة حزب الله. كل ما يحصل هو بمسؤولية المنظمة. الدولة تسيطر عليها المنظمة، ولا يوجد أي معنى لحكومتها. المفهوم القائل إنه إضافة إلى حزب الله توجد حكومة أخرى هو مفهوم وهميquot;.