القدس: فيما كانت إسرائيل تستقبل الرئيس الأميركي جورج بوش وغيره من زعماء العالم الخميس للاحتفال بالذكرى الستين لقيام دولة إسرائيل، كان الفلسطينيون يحيون ما يطلقون عليه quot;ذكرى النكبة.quot; ففي أعقاب إنشاء دولة إسرائيل، شُرّد أكثر من 700 ألف فلسطيني جراء الحرب التي اندلعت بين الجيوش العربية والقوات الإسرائيلية في العام 1948.

وبحسب الرواية الإسرائيلية، فإن معظم هؤلاء الـ700 ألف فلسطيني هربوا، بينما يقول الفلسطينيون إنهم أجبروا على ترك منازلهم إما جراء استخدام القوة أو الخوف. يقول سهيل معري، البالغ من العمر 61 عاماً وهو من قرية البروة، بينما كان يبيّن لابنته البالغة من العمر 11 عاماً مسقط رأسه: quot;ليس السؤال المهم ما إذا تركنا بمحض إرادتنا أو طردنا بالقوة.. الحقيقة هي أننا أصبحنا لاجئين نتيجة لقيام دولة إسرائيل.quot; وقال: quot;لقد فقدنا فلسطين، وظهرت إسرائيل إلى حيز الوجود وفقدنا فلسطين.quot;

في الضفة الغربية وقطاع غزة، تميز quot;يوم النكبةquot; بالمسيرات والتظاهرات، ودوي صفير صفارات الإنذار ولحظات صمت تكريماً لأولئك الذين شردوا أثناء الصراع.
وفي مخيم قلنديا للاجئين الفلسطينيين، شمالي مدينة القدس، قضى الفلسطينيون ساعات وهم يملؤون البالونات السوداء، التي بلغ مجموعها 21915 بالوناً، أطلقوها في سماء المخيم، ويمثل كل بالون منها اليوم الذي مضى على إنشاء دولة إسرائيل.

وتميز وصول بوش إلى تل أبيب لحضور احتفالاتها، بيوم عنف ضد إسرائيل، فقد سقط صاروخ على مركز للتسوق في جنوبي إسرائيل الأربعاء، ما أدى إلى إصابة 14 إسرائيلياً بجروح. وأعلنت حركة الجهاد الإسلامي مسؤوليتها عن الحادث، بينما تلقي إسرائيل مسؤولية كل الهجمات المنطلق من غزة ضدها على حركة المقاومة الإسلامية quot;حماسquot;.

يعتبر الفلسطيني عبدالقادر كيال أكبر مواطن سابق من قرية البروة، فقد كان في السابعة عشرة من عمره عندما غادرها. يقول عبدالقادر، وهو يحمل مفتاح ما يقول إنه منزل العائلة: quot;كنا نعتقد أننا سنغادر المنطقة لأسبوع أو أسبوعين أو شهر أو شهرين.quot; وساعد مخرج الأفلام الوثائقية، محمد العطار، في تنظيم أحداث quot;يوم النكبة.quot;

ويقول العطار: quot;منذ 60 سنة مضت، عندما سألوا بن غوريون (أول رئيس وزراء إسرائيلي) عما يعتقد أنه سيحدث للاجئين الفلسطينيين، رد قائلاً 'لا تقلق بشأن ذلك، فالكبار سيموتون والصغار سينسون.'quot; وأضاف قائلاً: quot;السيد بن غوريون كان نصف محقاً ونصف مخطئاً، فالكبار ماتوا بالفعل، أما الصغار فلم ينسوا.quot;