نضال وتد من تل أبيب : أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود ,لمرت، الأحد، خلال جلسة الحكومة الأسبوعية أن quot;تفاصيل المفاوضات مع السوريين لن تنشرquot;. وقال أولمرت إن المفاوضات مع سوريا بدأت منذ شباط العام 2007 وتطورت باتجاه جهود حذرة قمنا بها أنا ووزير الأمن وبمعرفة وزيرة الخارجية ليفنيquot;.
وقال أولمرت إنه منذ صدور البيانات الثلاثة في دمشق والقدس وأنقرة، هناك تكهنات كثيرة، ونحن quot; لا ننوي إدارة المفاوضات عبر وسائل الإعلام، أو بالاستعانة بالشعارات، بل وفق ما تتطلبه المسؤوليةquot;.

وأضاف أولمرت quot;أن حكومات سابقة أدارت في الماضي مفاوضات كان الجمهور على علم بها، لكن تفاصيلها ظلت طي الكتمانquot; . وأضاف أولمرت إنه أجريت استعدادات وتحضيرات توافق توقعاتنا حسب الواقع القائم وتفي بالحساسيات الأمنية المشتقة من هذا الواقع، علينا أن نهتم بالأ يضر نشر التفاصيل بقدرتنا على تحقيق نتائج جيدة.

وتطرق أولمرت إلى الوضع في القطاع فقال quot; إن الوضع يقترب من نقطة الحسم السياسي, إسرائيل تريد هدوءا كاملا في الجنوب، فوريا وبصورة دائمة. إذا أمكن تحقيق هذه النتيجة بواسطة مصر، فسيكون ذلك جيدا، وإلا سنقوم بذلك بطرق أخرى. فليس على الحكومة مسؤولية أكبر من ضمان أمن مواطنيها. فهذا الموضوع يشغل بال وزير الأمن وأجهزة الأمن الأخرى ويشغل بالي أنا أيضا.

تباين في مواقف وزراء الحكومة من مسألة الانسحاب من الجولان

وفيما تتواصل التكهنات والتحليلات بشأن جدية المفاوضات الإسرائيلية- السورية، فإن الساحة الحزبية الإسرائيلية تشهد نقاشا ساخنا، وصل مطلع هذا الأسبوع إلى صفوف الحكومة الإسرائيلية، ليتضح مرة أخرى مدى التباين في مواقف وزراء الحكومة الإسرائيلية من مسألة الانسحاب الكامل أو حتى الجزئي من الجولان.

وأعلن وزير الثقافة والرياضة، غالب مجادلة، الوزير العربي في الحكومة الإسرائيلية، اليوم، أن quot;الجولان هي أرض عربية سورية، يجب إعادتها لسوريا، فقد تم احتلالها في العام 67، كما أن قادة إسرائيل التاريخيين أوضحوا وأكدوا أن إسرائيل احتلت الجولان ليكون ورقة في المفاوضات مع الدول العربيةquot;.

وأثنى الوزير مجادلة على أولمرت في هذا السياق، معتبراquot; أننا نملك رئيس حكومة يقظ بعرف أن السلام مع السوريين مهم جدا، وكل من يسمع التصريحات المختلفة يعرف أن السلام مع سوريا هو مصلحة مشتركة للطرفين، فالمفاوضات بدأت قبل عدة شهور ومن الأفضل ألا تحول كل خطوة إلى مناورة إعلامية، أنني أقترح أن نثق برئيس الحكومة، وبأن عنده رغبة للتوصل على سلامquot;.

في المقابل أعلن وزير الداخلية ،مئير شيطريت، من حزب كاديماquot; أنه على استعداد للاعتراف بالسيادة السورية على الجولان، بشرط أن يوافق السوريون على تأجير الجولان لإسرائيل لمدة 25 عاما. فإذا كانوا يريدون السلام فلا يوجد سبب يمنعهم من الاستجابة لهذا المطلب، وفي حال تبين لنا على مدار ال25 عاما أننا حققنا سلاما حقيقيا مع السوريين فلن تكون عندي مشكلة بالتنازل عن هضبة الجولان، أما إذار رفضوا فلا حاجة لنا بذلك، وليس من مصلحتهم أن يخوضا حربا ضدنا، فنحن قادرون على الدفاع عن أنفسنا ولا نخاف لا من إيران ولا من سورياquot;.

وإذا كان الوزير شطريت وهو من حزب كديما، حزب أولمرت، يطرح هذه الشروط، فإن الوزير إيلي يشاي من حركة شاس يضع شروطا مسبقة لمجرد التفاوض مع سوريا. فقد قال يشايquot; إنه طالما لم يتحرر الرئيس الأسد من quot;محور الشرquot;، فيمنع التحدث معه ومنحه شرعية. لقد تنازل رئيس الحكومة ووزراء آخرين عن كامل الهضبة، لكن الطرف الآخر يرفض حتى الاعتراف بإسرائيل وتقديم أي تنازل، الشعب الإسرائيلي يطمح للسلام ، وقد اتخذنا خطوات كبيرة من أجل السلام، وعندما يتوفر شريك للمفاوضات في الجانب السوري، وعند الفلسطينيين سنجلس للتفاوض معهquot;.

حالوتس: يمكن لإسرائيل أن تتدبر أمرها بدون الجولان

لكن أهم التصريحات، والتي أثارت عاصفة وزوبعة في إسرائيل على صعيد الملف السوري الإسرائيلي، كانت تلك التي أصدرها رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي، سابقا، وقائد سلاح الجو، سابقا الجنرال دان حالوتس، الذي قدم استقالته على أثر حرب لبنان وتحميله المسؤولية من قبل لجنة فينوغراد. فقد اعتبر حالوتس، في محاضرة ألقاها السبت في بئر السبع، حيث قال إنه بمقدور إسرائيل أن تتدبر أمر أمنها بدون هضبة الجولان.

وقال حالوتس:quot; أشعر بألم في بطني من مجرد التفكير بإعادة هضبة الجولان، ولكن يمكن لإسرائيل، نظريا، أن تتدبر بدون الجولان، وعلينا أن نكون مستعدين، مقابل سلام حقيقي لدفع ثمن حقيقي، فعندما نجري محادثات مع سوريا، فنحن نعرف ما ه المطلوب، ومن الأفضل أن نبحث عن فرصة للتوصل إلى تسوية مع عدوquot;.