طهران: ذكرت وسائل اعلام ايرانية ان المحافظين الذين يمثلون الاغلبية في ايران منحوا يوم الاحد منصب رئيس البرلمان المنتخب حديثا لواحد من المنافسين المحتملين لمحمود احمدي نجاد على مقعد الرئاسة. وصوتت كتلة المحافظين الرئيسية التي حصلت على الاغلبية في انتخابات 14 مارس اذار البرلمانية باغلبية ساحقة لصالح علي لاريجاني كبير المفاوضين الايرانيين السابق في الملف النووي.

وقالت وكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية نقلا عن احد النواب في الجلسة ان لاريجاني حصل على 161 صوتا مقابل 50 لرئيس البرلمان الحالي غلام علي حداد عادل. وكان لاريجاني استقال من منصبه ككبير للمفاوضين في الملف النووي العام الماضي مشيرا الى خلافات مع احمدي نجاد حول كيفية معالجة الخلاف مع الغرب حول القضية النووية. وانتخب نائبا بالبرلمان في مارس اذار.

وهزم لاريجاني في انتخابات الرئاسة التي جرت عام 2005 لكن المحللين يتوقعون ان يخوض الانتخابات مرة اخرى. ويقولون انه ربما يصبح نقطة تلاقي للنواب المحافظين الذين يعارضون السياسات الاقتصادية للرئيس وخطبه الحماسية ضد الغرب. ومنصب رئيس البرلمان يمكن ان يكون نقطة انطلاق لمنصب اعلى.

ويعقد البرلمان الجديد الذي يضم 290 مقعدا اولى جلساته يوم الثلاثاء. وقال محلل ايراني انه يتوقع انتخاب لاريجاني رسميا كرئيس للبرلمان quot;الا اذا حدث امر غير عاديquot; وان المحافظين ادركوا الحاجة للتغيير في ظل مشاكل اقتصادية مثل التضخم المرتفع.

وقال المحلل الذي طلب عدم ذكر اسمه انه من المتوقع ان يكون البرلمان الجديد اكثر انتقادا للحكومة لكن ليس بالدرجة التي قد يتوقعها البعض. وقال quot;سنشهد مواجهات فيما يتعلق بقضايا معينة خاصة فيما يتعلق بالاقتصاد.quot; وكان احمدي نجاد حقق فوز مفاجئا في انتخابات عام 2005 بعد ان تعهد بتوزيع ثروات ايران النفطية بطريقة اكثر عدلا. لكن انفاق الحكومة ببذخ من ايرادات النفط الضخمة القى عليه باللوم في ارتفاع التضخم فوق مستوى 20 في المئة.

ويقول محللون ان من المتوقع ان يسعى نجاد للفوز بفترة رئاسة ثانية في الانتخابات الرئاسية التي ستجرى العام القادم لكن الوضع الاقتصادي المضطرب ربما يكون نقطة ضعفه. ويقولون ايضا ان دعم الزعيم الاعلى اية الله علي خامنئي سيكون جوهريا وان اعلى سلطة في ايران تشيد علانية بالرئيس. وينتمي لاريجاني لفصيل كبير من السياسيين الذين يصفون مثل احمدي نجاد انفسهم quot;باصحاب المبادئquot; تعبيرا عن ولائهم لمثل الجمهورية الاسلامية.

لكنه معسكر متباين الى حد ما ويضم بعض الاشخاص الذين يقولون ان هجوم احمدي نجاد على الغرب وتعهده بعدم تقديم اي تنازلات في النزاع النووي ساهم في زيادة عزلة ايران. ويقول المحللون ان لاريجاني ابدى تأييدا للمفاوضات رغم حالة الاحباط التي انتابت الولايات المتحدة والدول الاوروبية عندما لم تسفر المحادثات التي اجراها على مدى شهور مع مبعوثهم عن تحقيق اي تقدم.

ويقول الغرب ان ايران تسعى لانتاج اسلحة نووية. وتصر طهران على ان خططها تهدف الى توليد الكهرباء لكن فشلها في اقناع القوى العالمية بشأن نواياها ادى الى تعرضها لثلاث مجموعات من عقوبات الامم المتحدة منذ اواخر عام 2006.